هي حكاية خرافية روسية جمعها ألكسندر أفاناسييف في Narodnye russkie skazki) 1855-1863).(وتسمى موروزكو) أدرجها أندرو لانغ باسم “قصة الملك فروست” في كتاب الجنية الصفراء مقتبسة في كتاب أندرو لانج الأصفر الخيالي مثل قصة الملك فروست.
الشخصيات:
- الفلاح .
- ابنة الفلاح.
- زوجة الأب.
- ابنة الزوجة.
قصة الأب الصقيع:
كان هناك رجل فلاح وزوجته التي كان لديها ابنة، وكان لدى الفلاح ابنة أخرى وهي من زوجته المتوفاة حيث كانت ابنة الفلاح لها طريقتها الخاصة في كل شي، وكل ما تفعله كان مناسبًا ومرضياً لزوجة أبيها، ولكن الإبنة المسكينة واجهت صعوبة في تقبل زوجة والدها لها التي كانت تلقي اللوم عليها دائمًا، وقليلاً ما كانت تشكرها على أي عمل أو مجهود.
كانت الفتاة غير أنانية وطيبة القلب ولكنّ زوجة أبيها لم تحبها، حيث كانت الفتاة المسكينة تقضي أيامها في البكاء، لأنه كان من المستحيل العيش بسلام مع المرأة التي كانت تسعى بشتى الوسائل الشريرة للتخلص من الفتاة بطرق كريهة، وظلت تقول لأبيها: أبعدها أيها الرجل العجوز، أرسلها بعيدًا – في أي مكان حتى لا تبتلى عيني بعد الآن برؤيتها أو تتألم أذني بصوتها. أرسلها إلى الحقول، ودع الصقيع يقتلها.
وعبثاً بكى الأب العجوز المسكين وطلب شفقتها على ابنته ولكنّها كانت حازمة ولم يجرؤ على مضايقتها، لذلك وضع ابنته في زلاجة، ولم يجرؤ حتى على إعطائها قماش حصان لتدفئة نفسها وأخرجها إلى الحقول العارية حيث قبّلها وتركها، متوجهاً إلى المنزل بأسرع ما يمكن حتى لا يشهد موتها البائس.
بعد مغادرة والدها جلست الفتاة المسكينة التي هجرها والدها تحت شجرة تنوب على حافة الغابة وبدأت تبكي بصمت، وفجأة سمعت صوتًا خافتًا: كان الملك فروست ينطلق من شجرة إلى أخرى، ويطرق أصابعه وهو يذهب إلى حين وصل إلى شجرة التنوب التي كانت جالسة تحتها، وبصوت طقطقة هش نزل بجانبها ونظر إلى وجهها الجميل.
اقترب ملك الصقيع وقال للفتاة: حسنًا أيتها الجميلة، هل تعرفين من أنا؟ أنا الملك فروست، ملك الأنوف الحمراء، وقفت الفتاة وأجابته على الفور: تحية لكم أيها الملك العظيم! أجابته بصوت رقيق مرتجف: هل أتيت لتأخذني؟ نظر إليها الملك وسألها إذا كانت تشعر بالدفئ أم لا؟ فأجابته بأنّها دافئة جدا، رغم أنها كانت ترتجفمن البرد وهي تتكلم.
ثم انحنى الملك فروست على الفتاة وزاد صوت الطقطقة حيث أصبح بدا الهواء مليئا بالسكاكين والسهام من شدة البرودة عندما اقترب منها، وسألها مرة أخرى: هل أنت دافئة أيتها الفتاة الجميلة؟ وعلى الرغم من أن أنفاسها كانت مجمدة تقريبًا على شفتيها، إلا أنها همست بلطف: دافئة جدًا أيها الملك فروست.
ثم سمعت صرير الملك فروست على أسنانه، وكسر أصابعه وشاهدت بريق عينه، وكان صوت الطقطقة الناصع أعلى من أي وقت مضى، وللمرة الأخيرة سألها: هل ما زلت دافئة؟ هل ما زلت دافئًة أيها الفتاة الصغيرة؟ فكانت الفتاة المسكينة متيبسة وخدرة لدرجة أنها استطاعت أن تلهث وتقول: لا أزال دافئة، أيها الملك!
الآن كلماتها اللطيفة وطريقتها الممتعة في الإجابة لمست قلب الملك فروست وقد أشفق عليها ولفها بالفراء، وغطاها بالبطانيات وأحضر صندوقًا كبيرًا، كان فيه جواهر جميلة وثمينة ورداء مطرز بالذهب والفضة.أسرعت الفتاة وارتدتها، وبدت أكثر جمالًا من أي وقت مضى ثمّ صعد معها الملك فروست في زلاجته بستة خيول بيضاء.
في هذه الأثناء، كانت زوجة الأب الشريرة تنتظر في المنزل أخبار وفاة الفتاة، وتحضر الفطائر للعيد الجنائزي. فقالت لزوجها: يا رجل، من الأفضل لك أن تخرج إلى الحقول وتجد جثة ابنتك وتدفنها. وبينما كان الرجل العجوز يغادر المنزل، بدأ الكلب الصغير تحت الطاولة ينبح قائلاً: ستعيش ابنتك لتكون بهجة لك وستموت ابنتها هذه الليلة.
رد الرجل العجوز على الكلب: امسك لسانك أيها الوحش الأحمق! هناك فطيرة لك، لكن يجب أن تقول: ابنتها سيكون لديها الكثير من الفضة والذهب وابنتي متجمدة وشديدة البرودة، لكن الكلب أكل الفطيرة ونبح قائلاً: تلبس ابنته تاج على رأسها وسوف تموت ابنتها قبل أن تتزوج.
ثم حاولت المرأة العجوز إقناع الكلب بمزيد من الفطائر وترهيبه بالضربات، لكنه نبح، وردد نفس الكلمات باستمرار، وفجأة انفتح الباب ودُفع صندوق ثقيل كبير للداخل وخلفه كانت تقف ابنة الرجل وهي مشعة وجميلة في ثوب لامع بالفضة والذهب. للحظة انبهرت عيون زوجة الأب ثم نادت زوجها: “أيها الرجل العجوز، انقل الخيول في الحال إلى الزلاجة، وخذ ابنتي إلى نفس الحقل واتركها في نفس المكان بالضبط، وهكذا أخذ الرجل العجوز الفتاة وتركها تحت نفس الشجرة التي افترق فيها عن ابنته وفي غضون دقائق جاء الملك فروست ونظر إلى الفتاة، فقال: هل أنت دافئة؟
أجابته الفتاة: يا له من أحمق عجوز أعمى أن تسأل مثل هذا السؤال! أجابت بغضب: ألا ترى أن يدي وقدمي متجمدتان تقريبًا؟ ثم قفز الملك فروست أمامها وجهاً لوجه، واستجوبها ولم ترد إلا بكلمات فظة وخشنة حتى غضب أخيرًا، وكسر أصابعه وصدم أسنانه، وجمدها حتى الموت.
ولكن كانت والدتها تنتظرعودتها للكوخ، وعندما نفد صبرها قالت لزوجها: “اخرج الخيول، أيها الرجل العجوز، لتذهب وتبحث عن ابنتي، لكن الكلب الذي تحت الطاولة بدأ ينبح قائلاً: ابنتك متجمدة شديدة البرودة، ولن يكون لديها صندوق مليء بالذهب.”عندها صرخت المرأة بالكلب: لا تقل مثل هذه الأكاذيب الشريرة! سأصنع كعكة لك، وقل الآن: يجب أن تتزوج ابنتي ملكًا جبارًا .
في تلك اللحظة فتح الباب، وهرعت إلى الخارج لمقابلة ابنتها وعندما حملت جسدها المجمد بين ذراعيها، شعرت أيضًا بالبرد حتى الموت، حينها تخلصت الفتاة من زوجة أبيها وابنته الشريرتين وعاشت مع والدها بسعادة وثراء.