الاخوة السبعة سيمون

اقرأ في هذا المقال


الاخوة السبعة سيمون أو (The Seven Brothers Simeon) هي حكاية شعبية روسية، تمّ جمعها من كتيبات روسية مختلفة، حررها روبرت ستيل، نشرت عام 1916، للناشر (A. M. Philpot، Limited London) روبرت إم ماكبرايد.

الشخصيات:

  • الإخوة سيمون.
  • القيصر أدور.
  • الأميرة.

الإخوة السبعة سيمون:

كان هناك في يوم من الأيام زوجان مسنين عاشا معًا لسنوات عديدة بدون أطفال، وفي شيخوختهم كانوا يدعون من أجل أن يرزقهم الله بطفل ليحميهم من العوز في كبرهم، وبعد سبع سنين، ولدت المرأة الطيبة سبعة بنين، جميعهم اسمتهم سيمون، ولكن عندما بلغ هؤلاء الفتيان سن العاشرة مات والديهما، وعمل الأبناء في حراثة الأرض التي تركها والدهم لهم.

وفي أحد الأيام صادف يومًا ما مرور القيصر أدور بجانب أرضهم، وتساءل عند رؤيته هؤلاء الأطفال الصغار جميعًا مشغولين في العمل في أرضهم وشعر بالحزن تجاههم، فأرسل ابنه الأكبر ليسألهم الأبناء من هم، وما إذا كانوا يعملون بجد، وعندما سألهم، فأجاب الأبن الأكبر أنّ أسمهم جميعاً سيمون، وأنّهم يتامى، وليس لديهم من يعمل معهم، وعندما أخبر الأبن الأكبر هذا للقيصر أدور، أمر بإحضار الأولاد معه.

وعند عودته إلى القصر، دعا القيصر جميع النبلاء وطلب نصيحتهم قائلاً: يا رفاقي، ترون هنا سبعة أيتام فقراء ليس لديهم أقارب، أنا عازم على مساعدة هؤلاء الأطفال ليكونوا رجالاً، ولذلك أطلب نصيحتكم، ما هي الحرف اليدوية أو العمل الذي سأعلمهم إياها؟ ثمّ أجاب أبن الملك الأكبر: نظرًا لأنّهم كبار بما يكفي ليستطيعوا الكلام، سيكون من الجيد أن نسأل كل أخ على حدة عن الحرفة التي يرغب في تعلمها.

أسعد هذا الجواب القيصر، وقال لسيمون الأكبر: أخبرني، يا صديقي، ما هو الفن أو التجارة التي تود أن تتعلمها؟ سوف أقوم بتدريبك عليها، لكنّ سيمون أجاب: يا صاحب الجلالة، لا أريد أن أتعلم أي حرفة، ولكن إذا أمرت، سأرفع عمودًا يصل إلى السماء في وسط قصرك، وبحلول هذا الوقت، رأى القيصر على الفور أن سيمون الأول حدادًا جيد للقيام بمثل هذا العمل، فأمره ببناء عمود في فناء منزل، فبدأ سيمون الأكبر في العمل.

ثمّ سأل القيصر سيمون الثاني: أي حرفة ستتعلم يا صديقي؟ فقال الصبي: يا جلالة الملك لن أتعلم أي حرفة، ولكن عندما يصنع أخي الأكبر العمود الحديدي سأصعد إلى قمته، وألقي نظرة حول العالم كله، وأخبرك بما يمر في كل مملكة، لذلك رأى القيصر أنّه لا توجد حاجة لتعليم هذا الأخ، لأنّه كان ذكيًا بما فيه الكفاية بالفعل، وعندئذ سأل سيمون الثالث: أيّ حرفة تريد أن تتعلم؟

فأجاب: جلالة الملك، لا أريد أن أتعلم حرفة، ولكن إذا صنع لي أخي الأكبر فأسًا، فسأبني سفينة في غمضة عين، وعندما سمع القيصر هذا صرخ: هؤلاء العمال هم فقط الرجال الذين أريدهم! أنت أيضًا ليس لديك ما تتعلمه، ثمّ سأل سيمون الرابع: يا سيمون ما هي الحرفة التي تريد أن تتعلمها؟ فأجاب: يا جلالة الملك، لا أريد أن أتعلم شيئًا، ولكن عندما يبني أخي الثالث سفينة.

ويهاجم الأعداء السفينة، فإنّي سأمسكها من مقدمتها وأجذبها إلى قاع البحر، وعندما يرحل العدو، سأعيدها على البحر، اندهش القيصر من هذه الأعاجيب، وأجاب: في الحقيقة ليس لديك ما تتعلمه، ثمّ سأل سيمون الخامس: أي تجارة أو أي حرفة تتعلم يا سيمون؟ فأجاب: لستُ بحاجةٍ يا جلالتك، لكن عندما يصنع لي أخي الأكبر سلاحًا سأطلق النار معه على كل طائر يطير، مهما كان بعيدًا إذا كان بإمكاني رؤيته.

وقال القيصر: ستكون صيادًا مشهورًا حقًا! سأل القيصر الآن سيمون السادس: أي حرفة ستتعلم؟ فأجاب بطريقة مماثلة: مولاي، لن أتعلم أي حرفة، ولكن عندما يطلق أخي الخامس طائرًا في الهواء، فسوف أمسكه قبل أن يسقط على الأرض وأحضره إلى جلالتك، قال القيصر: أحسنت، سوف تخدم في الميدان، عندئذ استفسر القيصر من آخر سيمون عن الحرفة التي سيتعلمها.

أجاب: يا صاحب الجلالة، لن أتعلم حرفة، لأنني بالفعل ماهر في فن غريب، فقال القيصر: ما نوع الفن الذي تفهمه؟ قال سيمون: أنا أعرف كيف أسرق أفضل من أي رجل على وجه الأرض، وعندما سمع القيصر بمثل هذا الفن الشرير، غضب وقال لأبنائه: أيها السادة، كيف تنصحوني بمعاقبة هذا اللص؟ فأجابوا جميعًا: لماذا يعاقب يا قيصر؟

قد يكون مفيدًا عند الحاجة؟ قال القيصر: كيف ذلك؟ أجاب ابنه الأكبر: يا صاحب الجلالة، منذ عشر سنوات طويلة وأنت تحارب من اجل هيلينا الجميلة، وفقدت العديد من الجيوش ومخزونًا كبيرًا من المال،  ربما هذا اللص سيمون قد يسرق بطريقة ما هيلينا من أجل جلالتك، أجاب القيصر: حسناً، ثمّ التفت إلى اللص سيمون، وقال: هل يمكنك أن تمر بتسع أراضٍ إلى المملكة الثلاثين وتسرق من أجلي الملكة هيلينا الجميلة؟

أنا أحبها، وإذا استطعت إحضارها إلى، فسأكافئك بسخاء، أجاب سيمون: أمرك، يا صاحب الجلالة، فقال القيصر: لتأخذ معك كل الجيوش والكنوز التي تحتاجها، فقال سيمون: لا أريد جيوشك ولا كنزك، فقط أرسلنا نحن الإخوة معًا، فبدون البقية لا يمكنني فعل أي شيء، فوافق القيصر على ذهابهم، وفي تلك الأثناء، كان سيمون الأكبر قد أنهى العمود الحديدي في ساحة القصر، ثمّ صعده سيمون الثاني ونظر حوله من جميع الجهات ليرى مكان وجود مملكة والد هيلينا.

ونادى إلى القيصر أدور: ياجلالة القيصر، بعد ثلاث دول في المملكة الثلاثين تجلس الجميلة على نافذتها، كم هي جميلة! وعند سماع هذا، صرخ القيصر بصوت عالٍ إلى سيمون: انطلقوا على الفور في رحلتكم، وعودوا في أسرع وقت ممكن، فصنع شمعون الأكبر مسدسًا للأخ الثالث، وأخذ اللص سيمون قطة معه فانطلقوا جميعًا في طريقهم حتى وصلوا إلى شاطئ البحر الذي يجب عليهم الإبحار فوقه، وتجولوا لفترة طويلة باحثين عن الخشب ليبنوا به سفينة.

وفي النهاية وجدوا شجرة بلوط ضخمة، ثمّ أخذ سيمون الثالث فأسه ووضعه في جذر الشجرة، وفي غمضة عين صنع منها سفينة كاملة، وبعد بضعة أشهر من الرحلة وصلوا بأمان إلى المكان، وفي اليوم التالي أخذ سيمون السارق قطته ودخل المدينة، وسار مباشرة إلى قصر القيصر، ووقف تحت نافذة الملكة هيلينا ،وعلى الفور جلست قطته على رجليها الخلفيتين، وهيلينا جالسة على نافذتها وتراقب القطة.

وأرسلت لتستفسر عن نوع هذا الحيوان، وهل سيبيعه، فأجاب سيمون أنّ هذا المخلوق يسمى قطة، لكنّه لن يبيعها، بل سيعطيها هدية للملكة، شعرت “هلينا” بسعادة غامرة، ثم أخذت القطة بين ذراعيها، وأخبرت والدها أن شخصًا غريبًا قد قدمها لها، نظر القيصر إلى الحيوان بفرح وأمر باستدعاء اللص سيمون، وقال القيصر: ابق هنا في قصري لبعض الوقت، وفي هذه الأثناء سوف تعتاد القطة بشكل أفضل على ابنتي في حضورك.

بقي سيمون لفترة في القصر، وفي أحد الأيام أخبر الاميرة بأمر سفينته التي تركها على الشاطئ، وطلب منها مرافقته في نزهة، عندما وصلوا إلى الرصيف، فكّ أخوته الأشرعة، وفي غضون ذلك كان سيمون يسلي الملكة من خلال تقديم الهدايا المختلفة لها، وبهذه الطريقة مرّت الساعات، وأخيراً أخبرته أن الوقت قد حان لعودتها إلى المنزل، وصعدت من المقصورة وأدركت أن السفينة كانت بالفعل بعيدة في البحر، وبعيدًا عن أنظار الأرض تقريبًا.

فقامت بالصراخ، وفي هذه الأثناء، ذهبت الخادمات اللواتي شاهدن السفينة تبحر بعيدًا إلى القيصر، وأخبروه بخيانة سيمون، ثمّ أمر القيصر على الفور أسطوله بأكمله بمطاردة السفينة، وعندما اقتربت بالفعل من سفينة سيمون، قام الأخ الرابع على السفينة من مقدمتها وجذبها إلى المنطقة الجوفية، وعندما اختفت السفينة، اعتقد جميع البحارة في الأسطول أنها غرقت مع الأميرة، وعادوا إلى والدها وأخبروه بالأخبار المحزنة.

لكن الأخوة السبعة سيمون عادوا بأمان إلى بلدهم، وأخذوا هيلينا إلى القيصر أدور، الذي منح الأشقاء حريتهم كمكافأة على الخدمات التي قدموها، إلى جانب الكثير من الذهب والفضة والأحجار الكريمة، وعاش القيصر مع الملكة الجميلة لسنوات عديدة في سلام وسعادة.


شارك المقالة: