قصة البدين والنحيف

اقرأ في هذا المقال


هي قصة قصيرة ساخرة لأنطون تشيخوف، نُشرت لأول مرة في العدد 40، 1 أكتوبر 1883 من مجلة أوسكولكي التي كتبها تشيخوف عام 1886 والتي نُشرت في سانت بطرسبرغ لاحقًا في المجلد 1 من الأعمال المجمعة لأدولف ماركس تشيخوف (1899). كانت حبكة القصة القصيرة “Fat and Thin” في نسختها الأصلية مبنية على حكاية تروي الصراع بين الشخصيات عرضيًا، بسبب الصراع بين الطبقات العليا والأقل منها.

طبعة 1886، التي كانت بشكل عام قريبة نصيًا من الإصدار السابق لعام 1883 ، غيرت معنى القصة. حيث تم القضاء على الدافع وراء التبعية الرسمية، الآن يتذلل أمام “السمين” دون أي حاجة عملية، تلقت القصة أيضًا قدرًا أكبر من الحدة الساخرة.

الشخصيات:

  • ميشا، الرجل البدين.
  • بورفيري، الرجل النحيف.
  • لويز زوجة بورفيري.
  • نافانيلابنبورفيري.

قصة البدين والنحيف:

التقى صديقان أحدهما رجل سمين والآخر رجل نحيف في محطة نيكولا يفسكي. كان الرجل السمين قد تناول العشاء للتو في المحطة حيث تفوح منه رائحة الطعام وتلمع شفتاه من أكل الدهن، أمّا الرجل النحيف كان قد انزلق لتوه من القطار وكان محملاً بالحقائب والحزم والصناديق وتفوح منه رائحة القهوة.
ظهرت امرأة نحيفة بذقن طويل، خلفه وهي زوجته، وصبي طويل القامة بعين واحدة وهو ابنه، ثمّ صاح صوت من الخلف أنّه الرجل البدين حيث صاح “بورفيري” عندما رأى الرجل النحيف. “هل أنت؟ هل أنت هو صديقي العزيز؟ كم فصول الصيف؟، وكم شتاء مضى دون رؤيتك؟.
رد بورفيري: يا إلهي، يا إلهي ثمّ بكى الرجل النحيف بدهشة وقال: ميشا صديق طفولتي! من أين أتيت؟. سلّم الصديقان على بعضهما وتعانقا ثمّ قبّل بعضهم البعض ثلاث مرات، وحدّقوا في بعضهم البعض بعيون مليئة بالدموع. كلاهما ذُهل بشكل كبير.
بدأ بورفيري بعد السلام بالنظرإلى صديقه باستغراب ثمّ قال: طفلي العزيز هذا غير متوقع. هذه مفاجأة، تعال وألقي نظرة فاحصة علي. هل أنا وسيم تمامًا كما اعتدت أن أكون ورائع مثل صديقي؟ حسنًا، وكيف حالك؟ وهل كوّنت ثروتك؟ هل أنت متزوج؟.
أنا متزوج كما ترى وهذه زوجتي لويز، وهذا ابني نافانيل، تلميذ في الصف الثالث. ثمّ توجه بنظره لابنه وزوجته وقال هذا هو صديق طفولتي حيث كنا صبيان في المدرسة معًا.
تابع بورفيري: كنا صبيان في المدرسة معًا. هل تتذكر كيف اعتاد الأولاد مضايقتك؟ لقد لقبوك هيروستراتس لأنك أشعلت الحريق في كتابك المدرسي مستخدماً سيجارة، أمّا أنا فقد أعتادوا أن يلقبوني بـإيفالتس لأنني كنت مولعًا برواية الحكايات.
ثمّ ضحك بورفيري وهو ينظر لصديقه ميشا، ويضع يده فوق كتف ابنه ويقول لا تخجل نفانيل، اقترب يا بني، فكر نفانيل قليلاً ولكنّه أختبأ خلف ظهر والده، ولكنّ اقترب الرجل البدين وسأل الصبي، كيف حالك يا صديقي؟، وهو ينظر بحماس إلى صديقه النحيف.
ثمّ سأل ميشا صديقه بورفيري، هل لا زلت في الخدمة؟ ما الدرجة التي وصلت إليها؟ أخبره بورفير: لقد عملت كمقيم جامعي خلال العامين الماضيين وأتقاضى راتباً ليس بالجيد، أمّا زوجتي فهي تعطي دروسًا في الموسيقى، وأنا حالياً أعمل على نحت علب السجائر الخشبية بطريقة ممتازه، خاصة علب السجائر الكبيرة.
أبيعها مقابل روبل لكل واحدة، وإذا تم شراء عشرة أو أكثر أقوم بالتخفيض للزبون بالطبع. ونحن ندبر أمورنا بطريقتنا الخاصة، لقد عملت كموظف كما تعلم، والآن نُقلت هنا ككاتب رئيسي في نفس القسم، وسأعمل هنا. وماذا عنك؟ أراهن أنك مستشار مدني الآن؟.
قال ميشا: لا يا صديقي العزيز، أنا أعلى من ذلك. لقد صعدت إلى مستشار خاص بالفعل، لدي نجمتان، حين سمع بورفيري هذا تصلبّ في مكانه وأصبح شاحبًا، حيث بدا كما لو أن الشر يتلألأ من وجهه وعينيه. ولكن سرعان ما غيّر تعابير وجهه وأصبح يدير وجهه في جميع الاتجاهات بأوسع ابتسامة.
ثمّ شعر بالارتباك ولملم نفسه ورتب مظهر ملابسه وأزرارة بسرعة وقال: صاحب السعادة، أنا مسرور! صديق الطفولة، لقد تحول إلى مثل هذا الرجل العظيم ولكنّ ميشا عبس وقال له تعال تعال! ما هذه النغمة ونبرة الصوت؟ لقد كنت أنت وأنا أصدقاء كأولاد، ولا داعي لهذا الخنوع الرسمي.
ضحك بورفيري، وبدأ يتلوى أكثر من أي وقت مضى ثمّ قال له اهتمام معاليك الكريم مثل الهواء المنعش يا صاحب السعادة، هذا هو ابني نافانيل، وهذه زوجتي لويز، اللوثرية ولا زال بورفيري، يصطنع الحديث ويكرره ويستخدم عبارات التعظيم والمجاملة دون حاجة بسبب الارتباك من الموقف.
عندها كان ميشا ينظر إليه بغضب في حين أنّ الرجل النحيف كان يعبر عن مثل هذا الاحترام والتقديس لدرجة أنّ المستشار الخاص كان يشعر بالإشمئزاز من خضوع صديقه ومجاملاته الكاذبة، ابتعد الرجل البدين عن الرجل النحيف، ومد يده لوداعه بفتور.
مدّ بورفيري يده بسرعة وضغط الرجل النحيف بثلاثة أصابع وأحنى جسده بالكامل وضحك ضحكة مصطنعه كما ابتسمت زوجته ثمّ غادر صديقه ميشا، فتعثرالرجل النحيف بابنه نفانيل بقدمه وأسقط قبعته ثمّ تابع الثلاثة بنظرهم ميشا وهو يغادر وسط ذهول كبير.


شارك المقالة: