الترجمة الأدبية هي عمل تم الاختلاف حول أهميّته من ناحية النشر؛ فمنهم من يرى بأن المترجم هو العنصر الأساسي في نجاح النشر، ومنهم من يرى بأن ذوق القارئ هو الذي يحكم نجاح العمل المترجم، ومنهم من يرى بأن الناشر هو العنصر الأوّل والأساسي بنجاح عملية الترجمة، سنحكي عزيزي القارئ في هذا المقال عن دور الناشر والرقابة بخصوص الأعمال المترجمة.
الرقابة واقتراحات الناشر في الترجمة
من أهم المعايير التي يعتمد عليها نجاح النشر للعمل المترجم هو الرقابة؛ فلها دور كبير جدّاً في اختيار المترجم للعمل الذي سيقوم بترجمته، والخطوة الأولى في ذلك تكون لدى الناشر الي يكون لديه خطّة محكمة في كيفيّة اختيار الكتب المترجمة، وما هي المضامين المطروحة بداخله، وهل هي من ضمن ما يثير القارئ للاهتمام به أو لا.
وبذلك الناشر هو العنصر الأوّل والفعّال في اختيار الكتاب المترجم؛ والسبب في ذلك أنّ المترجم في بعض الأحيان قد يقترح على الناشر عملاً ما، ولكن الرقابة والنشر قد ترفض العمل لعدّة أسباب، ومن هذه الأسباب أن يكون العمل يمسّ بالسياسة مثلاً أو يمس بالعقائد أو الديانات، وتركّز الرقابة أن يكون العمل المترجم لا يسبّب لها أي من الرفض الحكومي للعمل.
في بعض الحالات النادرة عندما تقوم الرقابة والنشر باقتراح كتاب ما على المترجم قد يرفضه؛ والسبب في ذلك هو عدم امتلاك المترجم الوقت الكافي للعمل، أو أن يكون العمل لا يثير حماس أو شغف المترجم له، وقد يقوم هو باقتراح عمل آخر على الرقابة، ولا يستطيع البدء بترجمته إلّا بعد حصوله على الموافقة من قبل الرقابة والنشر.
وقد ترفض الرقابة والناشر العمل المقترح لدى المترجم في حال وجدت أن مضامينه ليست رائجة بالشكل المطلوب، أو أن مضامينها قد لا تحصّل الربح الكافي، ويكون هو لديه خطط أخرى تختلف تماماً عن خطط المترجم، وما تم التوصّل له أن إرادة المترجم نادراً جدّاً ما تلتقي مع إرادة الناشر، وأن الإرادة الأهم هي الرقابة والنشر.
وعلى الرغم من أن المترجم له حق الاختيار، إلّا أن الرقابة والناشر لها الرأي الأوّل، وفي حال نشأ الاختلاف بين المترجم والرقابة والنشر؛ فإنّ الرأي الأخير قد يكون للنشر الحكومي.