العلاقة بين الترجمة والمصطلح

اقرأ في هذا المقال


إن الترجمة بجميع جوانبها هي فن جدلي، وهنالك الكثير من الدراسات والنظريات حول الترجمة والأسلوب والصياغة وكثير من الجوانب الأخرى، وبسبب التطوّرات والتغييرات التي تطرأ على اللغة باستمرار نظراً للظروف الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، فإنّ الكثير من الجهود حول دراسة المصطلح واللفظ، سنتحدّث عزيزي القارئ في هذا المقال عن الترجمة والمصطلح.

الترجمة والمصطلح

يقال أن من شروط الترجمة الأساسية هي إتقان المترجم للغتين لغة الهدف ولغة المصدر، ولكن اتضح بأنّ إتقان اللغتين لا يكفي لوحده من أجل أن تتم عملية النقل في الترجمة بشكل جيّد، بل إن الشرط الأساسي في الترجمة هو إتقان صياغة المصطلح بالشكل المناسب، وهذا أمر لا يمكن لأي مترجم أن يتقنه، وهنالك بعض المترجمين الذين يقومون بقراءة الأعمال المترجمة بلغتها المصدر أوّلاً؛ والسبب في ذلك هو أنّهم يريدون التأكّد من أن العمل المترجم بلغة الهدف يحمل الفكرة ذاتها الموجودة بلغة المصدر.

والفئة هذه من القرّاء يعتبرون أن الترجمة هي عملية دلالية بمعنى أن المترجم يقوم بنقل المعنى من كلمة إلى كلمة أخرى عند تشابه مفاهيم أصول الدلالات اللغوية، وهي تعني نقل الكلمة بلغتها الأصلية إلى لغة المترجم بمعناها ودلالتها وليس بلفظها، وهذا يعتبر أكبر تحدّي وصعوبة في مجال الترجمة.

وعلى الرغم من أنّها تعتبر صعوبة كبيرة في مجال الترجمة، إلّا أنّه يمكن التغلّب عليها من خلال التخصّص في مجالات الترجمة، بالإضافة للاستعانة بأهل الخبرة والاختصاص، وأحياناً يلجأ المترجمون للاستعانة بالقواميس؛ وذلك من أجل البحث عن المصطلح الأقرب والأنسب في لغتهم مع لغة المصدر.

وتعتبر ترجمة المصطلح من أكبر الأمور التي يجب على المترجم مواجهتها والتغلّب على صعوبتها؛ والسبب في ذلك هو أنّ هذا الأمر يتطلّب من المترجم أن يكون متمكّناً من اللغة بشكل كبير، ويجب أن يكون محيطاً بالتاريخ القديم والمعاصر لها، والتركيز ومتابعة كل التغييرات والتجديدات التي تعرّض لها المصطلح، وهنا نستطيع التأكّد من أن أهم شروط المترجم عدا أن يكون متخصّص معرفي في مجاله؛ فعليه أن يكون لغوي مخضرم، بمعنى أن يكون قد درس جميع أزمنة المصطلح.

وتعتبر قضية الترجمة والمصطلح من أهم الأمور التي يجب التركيز عليها من قبل دور النشر كذلك؛ والسبب في ذلك هو أن هنالك دور نشر لا تركّز على المترجم الذي يقوم بتقديم الأعمال المترجمة، بل تسعى للربح المادّي الذي توفّره لها هذه الأعمال، ومن المعروف أن هنالك مترجمين مزعومين يقومون ببيع أعمالهم المترجمة بسعر قليل؛ وذلك بهدف تشجيع دور النشر وإيهامها بأنّهم يقومون بترجمة سريعة.

هنالك مقولة للكاتب السعيد بوطاجين يقول بها (من سلبيات ترجمة المصطلح كما يظهر مع المعاجم، وفي مجلات متخصّصة يفترض أن تتوخّى بعض الاحترافية، إسناد فعل الترجمة لباحثين لا يجيدون اللغة العربية، وقد لا يعرفون لغة ثانية تؤهلهم للتعامل الصحيح مع المعاجم، قديمها وحديثها)، ومن الأمثلة التي تؤكّد على هذا الاقتباس بعض الأعمال المترجمة التي ظهرت للآخرين بصورة مبهمة؛ وذلك بسبب لجوء المترجمين لاستخدام المصطلحات الحديثة في الترجمة.

وعندما يقوم المترجم بترجمة كتب قديمة باستخدام مرادفات حديثة فهذا يؤدّي إلى غموض الفكرة، حتى أنّه في بعض الأحيان قد يلجأ القارئ للتأكّد من الفكرة أو المعلومة واستيضاحها من الكتاب الأصلي للعمل المترجم، أو أن يتم إعادة ترجمة هذا العمل من خلال إعادة صياغة المصطلحات بصورة أفضل وأوضح للقارئ.

المصدر: دليل المترجم/ماجد سليمان/2003أصول الترجمة/حسيب إلياس/2013الترجمة الأدبية حلول ومشاكل/أنعام،بيوض/2002فن الترجمة الأدبية/محمد عبد اللطيف/1989


شارك المقالة: