الجرير

اقرأ في هذا المقال


من هو الجرير؟

هو جرير بن عطية اليربوعي التميمي، ولد في مدينة نجد سنة ثلاثة وثلاثين للهجرة، وهو أشهر شعراء العرب، كان بارعاً في المدح والهجاء، كما أنه كان كان عفيفاً وأغزل الناس شعراً، وهو من شعراء النقائض، توفي في نجد سنة “110” للهجرة وهو في السابعة والسبعين من عمره.

نشأ الجرير عند جده حذيفة الملقب بالخطفي، تعلّم الشعر على لسان جده وقد نشأ في العصر الأموي، هذا وقد عُرف عنه أنّه كان يهجو ما يقارب ثمانين شاعراً ممن عاصروه.

خصائص وميزات الجرير في شعره:

  • سهولة الألفاظ.

  • اعتمد في شعره على الطبع مع فطرته الشعرية.

  • تلائُم الألفاظ ورقتها وعذوبتها.

  • اتصاف شعر جرير بأسلوب البداوة وهذا الاسلوب قريب من التناول وجميل التعبير.

أغراض جرير الشعرية:

  • الرثاء: من أِهر قصائد الجرير في هذا الغرض هي قصيدته التي كتبها في رثاء زوجته، حيث كانت أفضل وأشهر القصائد الميراثية في ذلك الزمان، حيث قال:

لولا الحياء لهاجني استــعبارُ
ولزرت قبركِ والحـبيبُ يزارُ

ولقد نظرتُ وما تمتعُ نظــرةٌ
في اللحدِ حيث تمكنُ المحفارُ

فجزاكِ ربكِ في عشيركِ نظرةٌ
وسقي صداك مجلجل مدرارُ

ولَّهتِ قلبي إذ علتني كــــبرةٌ
وذوو التمائم من بنيك صغارُ

أرعي النجومَ وقد مضـتْ غوريةٌ
عصبُ النجومِ كأنهنَ صوارُ

نعم القرينُ وكنتِ عــلق مضنةٍ
واري بنعف بلية ،الأحجـارُ

عمرت مكرمةَ المساكِ وفارقتْ
ما مسها صلفٌ ولا إقتارُ

وأيضاً كتب الجرير قصيدةً في رثاء الفرزدق، حث قال:

لعمري لَقَدْ أشجي تميمـاً وهده
علي نكبات الدهر موت الفرزدق

عشيـة راحـوا للفـراق بنعشه
إلي جدثٍ في هوة الأرضِ معمـقِ

لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي
إلي كل نجم فـي السمـاء محلـقِ

ثوي حامل الأثقال عن كل مُغـرمٍ
ودامغ شيطان الغشـوم السملـقِ

عمـاد تميـم كلهـا ولسانـهـا
وناطقها البذاخ فـي كـل منطـقِ

  • الفخر ففي الفخر قال:

إذا غضبت عليك بنو تميم

حسبت الناس كلهم غضابا

  • المدح ففي المدح قال:
    ألستم خير من ركب المطايا
    وأندى العالمين بطون راح

إنــا لنرجـو إذا مـا الغيـث أخلفنـا
مـن الخليفـة مـا نرجـو مـن المطر

نــال الخلافـة إذ كـانت لـه قـدراكمـا
أتـى ربـه موسـى على قدر

قال أيضاً في مدح عبد الملك بن فروان:

ألـَسْتُم خَيْر مَنْ ركب المطايا

وأندى العالمين بطونَ راحٍ

  • الهجاء فقد قال في هجاء الراعي النمري:

أعد الله للشعراء مني
صواعق يخضعون لها الرقابا

أنا البازي المدل على نمير
أتحت من السماء لها انصبابا

فلا صلى الاله على نمير
ولا سقيت قبورهم السحابا

فغُض الطرفَ إنك من نمير
فلا كعب بلغتَ ولا كِلابا

  • الغزل: حيث كان الغزل عند جرير يمزج بين أسلوب الجاهلية والأسلوب العذري، حيث قال:

يا ام عمـرو جـزاك الله مغفـرة
ردي علـي فـؤادي مثلمـا كانـا

لقد كتمت الهـوي حتـي تهيمنـي
لا أستطيـع لهـذا الحـب كتمانـا

إن العيون التي في طرفهـا حـور
قتلننا ثـم لـم يحييـن قتلانـا

يصرعن ذا اللب حتي لا حراك به
وهـن أضعـف خلـق الله أركانا

نموذج من شعر الجرير:

في قصيدة بان الخليط، ومنها:

بان الخليط ولو طوعت ما بان
وقطعو من حبال الصرم اقرانا

حي المنازل إذ لا نبتغي بدلا
بالدار دار ولا الجيران جيرانا

قد كنت في اثر الاظعان ذا طرب
مروعا من حذار البين محزانا

يا رب مكتئب لو قد نعيت له
باك واخر مسرور بمنعانا

لو تعلمبن الذي نلقا أويت لنا
أو تسمعين إلي ذي العرش شكوانا

كصاحب الفلك إذ مالت سفينته
يدعوا إلي الله اسرارا واعلانا

يا أيها الراكب مزجي مطيته
بلغ تحياتنا قد بلغت حملانا

بلغ قصائد عنا خف محملها
علي قلائص لم يحملن حيرانا

كيما نقول إذ بلغت حاجتنا
أنت الامين إذا مستأمن خانا


شارك المقالة: