الجمال يذبل كما تذبل الزهرة - Beauty fades like a flower

اقرأ في هذا المقال


مراحل تطور المعايير لجمال المرأة:

بدأت في الآونة الأخيرة انتشار واسع للأقمار الصناعية وظهور العديد من وسائل الاعلام والقنوات التلفزيونية التي انتشرت في كافة أنحاء العالم، بالإضافة إلى إشاعة مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير ومتنوع وواسع، وهذه الانتشارات والتوسعات في الانفتاح ترتب عليها الكثير من التغيرات سواء كان على المستوى الاجتماعي أو على المستوى الثقافي.

ومن أهم تلك التغيرات التي حدثت هو الاختلاف في المعايير الجمالية للمرأة، ممّا أحدث أيضاً الكثير من التغيرات حول الصورة النمطية التي تعكس جمال المرأة، إذ أصبحت النقطة المتفق عليها بين العديد من الأطياف البشرية هي الجسم الممشوق، وهو ما يوصف بجسم عارضات الأزياء في الوقت الحالي، وهذا ما يُعد نقيض ما كان سائداً في المجتمع القديم، حيث أنّهم كانوا قديماً يفضلون الجسم الممتلئ، وتلك التناقضات والتغيرات جعلت إلى القلق والتوتر عند جميع النساء، إنّ وسواس الوزن هو قاسم مشترك بين جميع النساء، ممّا أدّى ذلك إلى زعزعة الثقة بالنفس لدى المرأة.

بدأت نظرة المعايير الجمالية لدى المرأة تتغير إلى الهوس بالجسم الممشوق (وهو ما يعرف بجسم عارضات الأزياء) في بداية القرن العشرين، حيث قام الفنان التشكيلي (تشارلز دانا) بتجسيد معايير الجسم في لوحته المشهورة التي كان أطلق عليها اسم (فتاة جيبسون)، حيث عبرت اللوحة عن المعيار الجمالي للجسد النحيل والطويل.

وبالرغم من أنّ تلك اللوحة كانت عبارة عن مجرد رسمه، إلّا أنّها عملت على إحداث ثورة في الرغبة لدى النساء بإعادة النظر في قوامهن، كما جعلت أيضاً قيام المنتجين والمخرجين ومصمّمي الأزياء في البحث عن العارضات الممثلات اللواتي يملكن تلك المواصفات الموجودة في اللوحة الفنية، على اعتبار أنّ تلك اللوحة حملت مقاييس الجمال الصريح والواقعي.

دور الحروب العالمية في تغيير المعايير الجمالية:

بدأت النساء بالتوجه والانخراط ف سوق العمل بعد الحرب العالمية الثانية؛ وذلك من أجل الحصول على الوظائف التي تمكنها من توفير متطلبات المنزل، في حين كان الرجال يتوجهون إلى المشاركة في القتال، ممّا أدّى حينها إلى إطراء تغيير كبير في طبيعة التفكير عند المرأة، وهذا ما جعلها تُغير نظرتها حول الجمال والملابس التي ترتديها، فاعتمدت في ذلك الوقت على العمل جاهدة لإظهار ملامحها عوضاً عن إخفائها، ممّا جعلها تتجه نحو الاهتمام بجسمها ومظهرها الخارجي.

لكنّ الظروف التي كانت تمر بها النساء في ذلك الوقت، لم تتيح لهن الوقت الكافي من أجل الاهتمام بأنفسهن، وهذا ما جعلهن يتوجهن إلى استخدام مواد التلوين والطلاء، كما قامت العديد من النساء بعد الحرب العالمية الثانية بالتوجه إلى الاهتمام بشكل أكبر ببساطة الملابس التي تساعدهنّ وتناسبهنّ في الانخراط بسوق العمل.

بدأت الإعلانات التي تقوم بتعليم النساء كيفية الظهور بالجسم المثالي بعد الحروب، ففي الخمسينات بالتحديد بدأت الصورة لجسم المرأة المثالي تظهر بشكل واضح ومكتمل، فعلى سبيل المثال ظهرت حينها (مارلين مونرو) و (جريس كيلي) بالجسم المثالي، ممّا أدّى إلى إحداث تغيير كبير ومتنوع في الملابس النسائية، فارتبط الجمال منذ ذلك الحين للمرأة في المنتجات التجميلية والأزياء.

فكانت في كل مرحلة تأتي بعد ذلك ينتشر معيار مختلف عن جمال المرأة، ففي بعض المراحل كان الجسم الممتلئ هو الجسم المثالي للجمال، وبعد ذلك تم التوجه إلى الجسم النحيل، ففي كل مرحلة كان يطرأ تغيير على معايير الجمال لدى النساء حتى وصل في وقتنا الحاضر في السير خلف عمليات التجميل، وتبعاً لذلك كانت النساء تتماشى مع التغيرات التي تنتشر وتشاع.

مضمون مثل “الجمال يذبل كما تذبل الزهرة”:

تناول المثل موضوع الجمال التي تركز عليه النساء مجمل تفكيرها في كافة المجتمعات الدولية على اختلاف أطيافها وثقافاتها وعاداتها وتقاليدها، إذ باتت العديد من النساء تتوجه إلى إحداث تغيرات في كافة ملامحها، حيث قدم المثل الإنجليزي نصيحة إلى جميع النساء بأنّ الجمال مهما حاولت النساء بإحداث تغيرات من أجل المحافظة عليه، فإنّه سوف يأتي اليوم الذي يذبل به تماماً كما تذبل الزهور في يوماً ما.

وقد أجريت العديد من الدراسات حول آراء النساء حول موضوع الجسم المثال، وقد أظهرت نتيجة الدراسات أنّ 40% من الفتيات في عمر الستة سنوات يحرصن على إبقاء أجسامهن ضمن معايير الجسم الرشيق والنحيل، وأنّ ما نسبته 81% من الصبايا في عمر العشر سنوات لديهن مخاوف من الوصول إلى السمنة، حيث أنّ السمنة لا تسبب فقط في عدم الحصول على الجسم النحيل، وإنّما تؤدي إلى العديد من الأمراض المزمنة.


شارك المقالة: