اقرأ في هذا المقال
- الفرق بين الموظف الناجح والموظف الفاشل
- رأي العلماء حول مثل ” الحاصد السيء دائما يشتكي من منجله”
- مضمون مثل “الحاصد السيء دائماً يشتكي من منجله”
الفرق بين الموظف الناجح والموظف الفاشل:
الموظف الناجح في حياته هو من يتحلى بالكثير من الصفات الجيدة، فعلى سبيل المثال يمتلك الثقة بالنفس، ويتميز بحبه إلى عمله وتفوقه به، ويكون على قدر عالي من الالتزام بالمواعيد العملية الوظيفية، كما يعمل بشكل منتظم على تنفيذ كافة المهام التي تُوكل إليه بكفاءة كبيرة وعالية، بالإضافة إلى أنّه لديه القدرة العالية على العمل مهما تعرض لضغوطات، فهو من يصفه الناس بالمخلص والأمين، يمثل الشخص الإيجابي في نطاق العمل.
بينما الشخص الفاشل يتحلى بالعديد من الصفات السيئة التي تكون السبب الرئيسي في الإخفاقات المتعددة، حيث يعمل على إرباك الأداء العام في مكان العمل الذي ينتمي إليه، كما يتسبب في تعطيل المصالح التي تخص المراجعين، وبالتالي فإنّه يضر العديد من المصالح في مكان العمل الذي يتواجد فيه.
رأي العلماء حول مثل ” الحاصد السيء دائما يشتكي من منجله”:
أوضح العلماء أنّ الشخص الفاشل والسيء هو من يقوم بإحداث العديد من الأضرار في المكان الذي يتواجد فيه، سواء كان في المجتمع أو في مكان العمل، حيث بين العلماء أنّ الشخص الفاشل يكمن به العديد من الصفات، وأولى تلك الصفات هي أنانية الموظف وتفرده في العمل؛ حيث أوضح العلماء من خلال تلك الصفة أنّ الموظف الفاشل لا يحبذ أنّ يتشارك مع زملائه في نطاق العمل كالفريق المشترك الواحد حين يقوم باستلام المسؤولية في إنجاز مشروع ما، وبالتأكيد هذا الأمر يجعل الموظف يعجز عن إكمال المهمّة التي وكلت إليه، ممّا يسبب التأخير في إتمام الأعمال، وهذا ما يعود بالتأثير السلبي على مكان العمل.
الصفة الثانية التي أوضحها العلماء هي التفكير السلبي، فالموظف الذي يمتلك نظرة سلبية في كافة الأمور، يبقى على الدوام يرى أنّه من المستحيل إتمام المهام وتحقيق النجاحات، وفي حالة تعرض المكان الذي يعمل به إلى عقبات وأزمات، يسرع في الاستسلام، مما يعمل على منعه من إحداث أي تطوير في مهاراته العملية، فيغرق مكان عمله بالخسائر والفشل.
الصفة الثالثة هي عدم اعتراف الموظف السيء بخطئه، فيبقى على الدوام ملقي اللوم على الأشخاص الآخرين من العاملين، والقيام باتهامهم بأنهم هم من تسببوا في الإخفاقات، فيتجاهل أنّه هو بذاته من كان وراء الخسائر والفشل، ولا يكتفي بذلك بل يعمل على بث روح المحبطة والكئيبة بين صفوف العاملين، وهذا ما يؤثر بشكل سلبي على سير أعماله.
الصفة الرابعة للموظف السيء هي شدة غروره، ففي حقيقة الأمر الفاشل في الحياة العملية لا يوجد لديه أي صفة إيجابية، وبالرّغم من ذلك فإنّه دائما يعتقد نفسه من أهم الموظفين المتواجدين، حيث يشير بكفاءاته أمام من هم أقل منه في المراتب، إذ تُسبب له صفة الغرور الامتناع من العمل على تطوير ذاته، كما يؤدي إلى تراجع كبير في الكفاءة من الأعمال التي يقوم بتقديمها لمكان عمله.
الصفة الخامسة للإنسان الفاشل هي خوفه من المواجهة، وتُعد تلك الصفة من أكثر الصفات التي تدل على فشله، إذ يعمل على تجنب التصدي للمعوقات والمشاكل التي تأتي في طريقه من خلال عمله، فبدلاً من أنّ يسعى إلى إيجاد حلول لحل المشاكل، يقوم بتأجيل الحل، وفي أغلب الأحيان يلقي بتلك المهمّة على أحد الموظفين، ممّا يتسبب في حسن سير الأعمال.
الصفة السادسة للشخص الفاشل هي الغدر بالزملاء المتواجدين معه، حيث أكد العلماء من خلال تلك الصفة أنّ الفاشل لا يمتلك أي من الصفات التي تجعله يساعد نفسه في العمل على الارتقاء به، إذ يقوم باللجوء إلى استخدام الأساليب الغير مشروعة، فيعمل على تسريب أحاديث وأخبار الموظفين معه إلى المسؤول عنهم، فينصب لهم المكائد؛ من أجل أن يقوم بإيقاعهم في المشاكل، ويكون الدافع وراء ذلك طمعه في الحصول على الترقية الوظيفية والمكافآت المالية.
الصفة السابعة التي أقرّها العلماء هي البغض الذ يكمن داخل الموظف الفاشل، حيث يدفعه فشله إلى إحداث عداوة بين المحيطين به، فيعمل على بث الفتنة بينهم وتشتيت وحدتهم، ثم بعد ذلك يتدخل بنفسه حتى يعمل على اصلاح المواقف، والهدف الذي يرجوه من وراء ذلك هو إبراز ظهوره أمام المسؤولين بأنّه الموظف المثالي، إذ تتسبب الأجواء المشحونة التي عمل على اختلاقها إلى اضطراب في البيئة العملية، ممّا يعود بقلة الإنتاجية للموظفين.
الصفة السابعة والأخيرة للموظف السيء والفاشل هي عدم التزامه في أوقات العمل، وهي من يعمل الموظف من خلالها على تفضيل النوم لساعات مستمرة وطويلة، ممّا يؤثر على تواجده في مكان العمل في ساعات الصباح، فلا يعمل على الالتزام بوقت العمل فهو دائم التأخير، ممّا يجعله على الدوام متأخر في إتمام مهماته في وقتها المحدد، وهذا الأمر يؤثر بشكل كبير على المستقبل المهني له ولعمله.
مضمون مثل “الحاصد السيء دائماً يشتكي من منجله”:
تناول المثل موضوع الموظف الفاشل الذي لا يجدي منه نفعاً في مكان العمل الذي يتواجد فيه، ولأنّه لا تكاد تخلو كافة المجتمعات من وجود الموظف أو العامل السيء، فقد لاقى المثل الإنجليزي انتشاراً واسعاً بين كافة المجتمعات العالمية على اختلاف ثقافاتها وعاداتها وتقاليدها ولغاتها، فلا يوجد هناك أي مسؤول أو مدير يحبب وجود العامل السيء في المكان المسؤول عنه.
ويعود السبب في ذلك على الصفات السيئة التي يمتلكها الفاشل والتي قام العلماء بذكرها، فالموظف الفاشل دائما يقوم بإلقاء اللوم على ضعف الإمكانيات التي تتواجد في مكان العمل وهي التي تكون من اختلاقه فقط، وقد استخدم المثل أسلوب التشبيه، حيث شبه الموظف الفاشل في الحصّاد الذي لا يجيد كيفية الحصد، إذ يدعي بأنّ المنجل وهي من الأدوات التي تستخدم في عملية الحصد، بأنّها سيئة ولا تصلح، حتى وإن قام بشراء منجل جديد، فإنّه يبقى على حاله.
قدم المثل الإنجليزي نصيحة ثمينة ونفيسة إلى كل المسؤولين والمدراء في كافة المجتمعات الدولية، والذين يطمحون إلى تحقيق العديد من النجاحات والتفوق بأنّ يتوجب عليهم التخلي عن الموظفين الفاشلين، واستبدالهم بموظفين ذو خبرة عالية قادرين على تحمل المسؤوليات والإتقان والإبداع في مجال عملهم.
وقد وردت العديد من المرادفات للمثل الإنجليزي، ومن تلك المرادفات ما ظهر في التراث العربي الأصيل المثل القائل (العامل السيء دائماً يلوم أدواته)، كما ظهر مثل عربي آخر وهو (ما قرن شيء إلى شيء أفضل من إخلاص إلى تقوى، ومن حلم إلى علم، ومن صدق إلى عمل، فهي زينة الأخلاق ومنبت الفضائل)، كما قال الفيلسوف (أفلاطون) حول موضوع المثل حكمة الشهيرة القائلة : (لا تطلب سرعة العمل بل تجويده؛ لأنّ الناس لا يسألونك في كم فرغت منه بل ينظرون إلى إتقانه وجودة صنعه).
كما قام المستشار السياسي (أدولف هتلر) بتناول المثل وطرح حكمته المشهورة حوله وهي (أول شيء أساسي لتحقيق النجاح على الدوام هو عمل مستمر ومنتظم من العنف)، حيث تضمنت تلك الأمثال والحكم المرادفة السابقة المعنى الضمني نفسه للمثل المذكور، حيث أنّ تواجد الموظف السيء في أيّ مكان هو أمر غير مرغوب فيه وغير محبب، فكافة المسؤولين في معظم المجتمعات، يبحثون عن الأكفاء والمبدعين الذين يحققون النجاحات وينهضون بمكان العمل إلى أعلى مستويات الدرجات، ممّا يعود هذا الأمر بالإيجابيات الزاخرة والكبيرة على صاحب العمل والموظفين القائمين.