اقرأ في هذا المقال
- فلسفة راسل ومفهوم يجب وحجة السؤال المفتوح
- مشكلة الصحة في المفردات الأخلاقية في فلسفة راسل
- الاعتراضات في فلسفة راسل
فلسفة راسل ومفهوم يجب وحجة السؤال المفتوح:
من المشاكل التي واجهت فلسفةبرتراند راسل اللاحقة هي مفهوم يجب، حيث الأحكام تتعارض مع حجة جورج إدوارد مور المفتوحة حول السؤال.
عندما نقول أنّ (A) يجب أن يفعل (X) (فيما يتعلق بـ (B))، يعني أن نقول ذلك في الدليل المتاح، حيث من المرجح أن يقوم (A) بعمل (X)، وذلك بتعظيم ما يأخذه شخص محدد سياقيًا أو المجموعة (B) ليكون جيدًا وتقليل ما يعتبره (B) شرًا، ولكن من الواضح أنّ هذا غير صحيح، وفُسِّر على أنّه تفسير لما نعنيه بالفعل، وكما قال برتراند راسل نفسه قبل ثلاثين عامًا تقريبًا:
“من المعتقد أنّ ما يتعين علينا القيام به هو ذلك الإجراء من بين كل ما هو ممكن، والذي من المحتمل على أساس الأدلة المتاحة، لتحقيق أفضل النتائج على الإطلاق وفقًا لبعض معايير الجودة المحددة في السياق”.
اعتبر راسل هذا بمثابة تعريف للوجوب، كما يعتقد أنّ هذا ليس تعريفًا بل اقتراحًا مهمًا قد يتم إثباته في سياق الإرشاد الأخلاقي، وأنّ مثل هذا الإجراء من المحتمل وفقًا للأدلة المتاحة أن يكون له أفضل النتائج، ووفقًا لبعض السياق معيار الجودة المحدد كذلك.
ومع ذلك يعتقد راسل أنّه قد يسأل الشخص الذي تم حثه عليه عن سبب قيامه بالعمل، وأنّه يجب على الحث أن يرد: “لأنك يجب أن تفعل ما من المحتمل أن يحقق أفضل النتائج، ووفقًا لبعض معايير الجودة المحددة في السياق”.
وهذا الرد يضيف شيئًا واضحًا، ويمكن هنا تكرار نفس الحجج التي من خلالها ثبت أنّ الخير غير قابل للتحديد، مع مراعاة ما يقتضيه اختلاف الحال لإظهار استحالة تحديد ما يجب.
ومرة أخرى قد يرد راسل بأنّه لا يحاول وصف كيف نستخدم فعلاً كلمة (يجب)، ولكن يجب استخدام اقتراح حول (يجب)، ولكن إذا أردنا أن نلجأ إلى (ما يجب) القديم ونقرع الجديد فنحن بحاجة إلى التأكد من أنّ هذه ستكون فكرة جيدة، وهذا يتطلب شيئًا أكثر صلابة في طريقة تحليل التكلفة أو المنفعة مما يديره راسل.
مشكلة الصحة في المفردات الأخلاقية في فلسفة راسل:
وهي مشكلة تعد شكوى شائعة ضد الانفعال العاطفي، حيث أنّه يستبعد إمكانية الحجج الأخلاقية الصحيحة بمعنى غير تافه، وتكون الحجة صحيحة رسميًا احتوت (إذا وفقط إذا)، وبغض النظر عن كيفية تفسير المفردات غير المنطقية، لا يمكن أن تكون المقدمات المنطقية صحيحة والنتيجة خاطئة.
ولكن إذا كانت مقدمات الحجة الأخلاقية غير ملائمة للحقيقة، بحيث إذا كانت غير قادرة من الناحية اللغوية على الحقيقة أو الزيف، فإنّ جميع الحجج الأخلاقية بغض النظر عن مدى ظهورها بوضوح تكون غير منطقية، وستكون صالحة بشكل تافه لأنّ المقدمات لا يمكن أن تكون صحيحة!
ويمكن تجنب هذه العبثية من خلال توضيح ما يفترضه التعريف القياسي للصلاحية مسبقًا، وأنّ الحجة لا يمكن أن تكون مرشحًا للصلاحية ما لم تكن المقدمات والاستنتاجات كلاهما مناسبين للحقيقة.
ولكن إذا فعلنا ذلك فلن تكون الحجج الأخلاقية مرشحة للصلاحية، وبغض النظر عن مدى صحتها المنطقية، ويقبل ستيفنسون هذا الاستنتاج كنتيجة لنظريته، فيبدو أنّ راسل محصن ضد هذه الحجة فيما يتعلق بكلمة يجب و الصواب و الخطأ لأنّه في رأيه يجب أن تكون الأحكام عرضة للحقيقة والخطأ.
ففي جملة: “من الخطأ (فيما يتعلق ب) قتل الأبرياء” تعبير مناسب للحقيقة، ومن هنا تأتي الحجة “من الخطأ (فيما يتعلق ب) قتل الأبرياء، حيث إنّ قصف القرية يعني قتل الأبرياء، ولذلك فمن الخطأ (فيما يتعلق ب) قصف القرية”، وهو مرشح للصلاحية ولذلك هو في الواقع صحيح، ومن الواضح أن القول من نفس المقدمات المنطقية بأنّه سيكون من الصواب قصف القرية.
لكن ماذا عن هذه الحجة؟
1- لا بد أنّه من الجيد التفكير في كل ما هو جميل.
2- حيث ديفيد مايكل أنجلو جميل.
3- إنّه لأمر جيد أن تتأمل ديفيد لمايكل أنجلو.
أليس من الواضح أنّ هذه الحجة صالحة؟ ألن يكون من الخطأ بوضوح الاستنتاج من نفس المقدمات أنّ التفكير في ديفيد مايكل أنجلو سيكون أمرًا سيئًا؟ ومع ذلك إذا لم تكن الحجج التي تتضمن (جيد) حتى مرشحة للصحة، فيبدو أنّ الحجتين متساويتان!
هذا اعتراض مؤكد ضد بعض أشكال المشاعر التي تصور الأحكام الأخلاقية على أنّها مجرد تعبيرات عن الشعور الخام مثل آهات الألم، ولكن راسل في وضع أفضل لمواجهة هذه الصعوبة، وذلك نظرًا لأنّ الأحكام المتعلقة بما هو جيد وسيئ في نهاية المطاف هي قرارات مقنعة، ومصممة للتعبير عن رغبات أو طلبات من نوع معين في نظره.
ومن السهل بشكل معقول بناء مفهوم للنتيجة المنطقية (وبالتالي الصلاحية أي أنّها صحيحة) ينطبق على الحجج في الحالة المزاجية الاختيارية، فالجمل في الخيار الاختياري لها شروط استيفاء تمامًا مثل الجمل في الإشارة لها شروط الحقيقة.
ولفهم الجملة الاختيارية هو:
أ- لفهم أنّها في الاختيار
ب- لفهم ما يجب أن يكون عليه العالم لإشباع الرغبات أو الطلبات المعبر عنها.
مثلما يمكن تعريف الصلاحية الإرشادية من حيث الحقيقة ، يمكن تعريف الصلاحية الاختيارية من حيث الإنجاز والتحقيق، وسيكون من الجيد التحدث عن الرضا بدلاً من الإنجاز هنا، ولكن تم استباق كلمة الرضا للتعبير عن فكرة مختلفة ولكنها ذات صلة.
فالجملة الاختيارية (Q) هي النتيجة المنطقية لمجموعة من الاختيارية الجمل (P) ومجموعة (ربما فارغة) من الجمل الواقعية (C)، إذا وفقط إذا تم تفسير المفردات غير المنطقية فإنّ الرغبات المعبر عنها في (P) لا يمكن أن تتحقق في ظل الظروف الموضحة في (C) إلّا إذا تم تحقيق الرغبة التي عبر عنها (Q) جدًا.
وتكون الحجة الاختيارية صالحة إذا كانت النتيجة نتيجة اختيارية للمقدمات، وتكون غير صالحة خلاف ذلك، ومن ثم يمكن أن تكون هناك حجج صالحة وغير صالحة! حول الخير وكذلك العلاقات المنطقية بين الجمل ذات الصلة، وهكذا تصبح الحجة:
1- ليت كل شخص يرغب في التفكير في كل ما هو جميل!
2- ديفيد مايكل أنجلو جميل.
3- هل رغب الجميع في التفكير في ديفيد لمايكل أنجلو؟
ربما لا يكون هذا إعادة بناء منطقيًا للحجة الأصلية، لكنه صحيح منطقيًا بالمعنى المحدد حيث:
- للرغبة المعبر عنها في المقدمات المنطقية رقم (1).
- لا يمكن الإنجاز والتحقيق بها في ظل الشروط الواقعية المحددة في المقدمات المنطقية (2).
- وذلك دون تحقيق الرغبة المعرب عنها في الاستنتاج (3).
الاعتراضات في فلسفة راسل:
يبدو جليًا أنّ العلامة التجارية للعاطفة لدى راسل تخضع لاعتراضات مدمرة، حيث كان على علم ببعض منها، وعلاوة على ذلك لم يكن حريصًا على ذلك، وكذلك لا بد من أنّه يعتقد أنّه يمكن أن يظهر ذلك:
“أنا لست مذنبًا بأي تناقض منطقي في التمسك بالعاطفة، وفي نفس الوقت التعبير عن تفضيلات أخلاقية قوية في الشعور أنني غير راضٍ”.
وذلك على وجه الخصوص وجد نفسه غير قادر على الاعتقاد بأنّ كل ما هو خطأ في القسوة الوحشية هو أنّه لا يحب ذلك، فلماذا إذن كان عاطفيًا؟ يبدو لأنّه لم يستطع رؤية كيفية دحض الحجج المتعلقة بذاتية القيم الأخلاقية، والتي شكلت مجموعة من الاعتراضات.