قصة الحقيبة والقبعة والقرن

اقرأ في هذا المقال


الحقيبة، القبعة، والقرن (بالألمانية: Der Ranzen، das Hütlein und das Hörnlein) هي قصة خيالية ألمانية كتبها الأخوان جريم، وهي من نوع (Aarne-Thompson).

الشخصيات:

  • الملك.
  • ابنة الملك.
  • الشاب صاحب الحقيبة والقبعة والقرن.
  • أخوة الشاب.

قصة الحقيبة والقبعة والقرن:

كان هناك ثلاثة إخوة، كانوا فقراء وقد أصبحوا أكثر فقرًا حتى أصبحت حاجتهم أخيرًا كبيرة جدًا بحيث لم يعد لديهم شيء يأكلونه ثم قالوا: هذا لن ينفع، كان من الأفضل لنا أن نخرج إلى العالم ونطلب رزقنا ونعمل بجد، لذلك انطلقوا وذهبوا مسافة ما عبر العديد من الحقول الخضراء، لكنهم لم يجدوا ما يبحثون عنه وفي أحد الأيام، وصلوا إلى غابة كبيرة في وسطها تل وعندما اقتربوا منها، رأوا أنها كلها من الفضة. ثم قال الأخ الأكبر: الآن هنا هذا حظ جيد بما يكفي بالنسبة لي، ولا أرغب في أفضل من ذلك.
ثمّ أخذ من الفضة قدر استطاعته واستدار وعاد إلى بيته، لكن الاثنان الآخران قالا: يجب أن يكون لدينا شيء أفضل من مجرد الفضة، ولم يمسوا شيئاً منها لكنهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك وتابعوا طريقهم وبعد أن ذهبوا لبضعة أيام أخرى وصلوا إلى تل كان كله من الذهب، فوقف الأخ الثاني متأملاً، وكان غير متأكد حيث قال: ماذا أفعل؟ هل آخذ ما يكفي من الذهب لأستمر في حياتي، أم سأذهب أبعد من ذلك؟
أخيرًا، قرر أخذ الذهب و ملأ جيوبه بالقدر الذي يستطيع أن يحتفظ به، ثمّ وداع أخيه وعاد إلى المنزل، لكن الأخ الثالث قال في نفسه: الفضة والذهب لا يغريني ولن يكفيني ولن أكسب ثروة منهما، أعتقد أن القدر يخبئ لي أفضل من ذلك، فمضى في طريقه وحين سافر ثلاثة أيام، جاء إلى غابة أكبر من تلك التي كانت في السابق حتى أنه كان لا نهاية لها، ولكنه لم يجد فيه ما يأكله أو يشربه، حتى كاد يتضور جوعًا.
صعد إلى شجرة عالية ليرى إلى أي مدى يصل الخشب، ولكن بقدر ما يمكن أن تراه عيناه لم يكن هناك شيء سوى قمم الأشجار، وعندما نزل من الشجرة ألحَّ عليه الجوع، وفكر في نفسه قائلاً: كم أتمنى لمرة واحدة أن أتناول وجبة جيدة! وعندما وصل إلى الأرض، رأى لدهشة طاولة تحت الشجرة مليئة بالطعام حيث كان جاهزاً أمامه.
قال متفاجئاً: ياألهي، هذه المرة على الأقل تحققت رغبتي، ودون أن يتوقف عن السؤال من الذي أحضر الوجبة هناك ومن قام بطهيها، اقترب من المائدة وأكل بلذة حتى أشبع جوعه، وعندما انتهى فكر: سيكون من المؤسف ترك مثل هذا القماش الجيد للمائدة خلفه في الخشب، لذلك طواها بدقة ووضعها في جيبه ثم سار.
وفي المساء، عندما شعر بالجوع مرة أخرى، فكر في وضع مفرش المائدة على الأرض وأخرجه وقال: هذه المرة الآن أرغب في تناول وجبة جيدة، وبمجرد أن خرجت الكلمات من فمه، حتى وقف عليها عدد أطباق الطعام اللذيذ التي كان هناك متسع لها، ثمّ قال: الآن بعد أن رأيت أي نوع من الطباخين أنت، أنا أفضلك أكثر من جبال الفضة والذهب لأنه أدرك أنها كانت قطعة قماش للتمنيات.
ولكنه لا يزال غير راضٍ عن الاستقرار في المنزل بقطعة قماش تحقق الأمنيات بالطعام فقط، لذلك قرر أن يتجول بعيدًا في العالم ويبحث عن ثروته، وبعد سفر طويل في إحدى الأمسيات، في غابة منعزلة عثرعلى موقد فحم فيه فرن وُضع به بعض البطاطا لتحميص العشاء، تحدث للموقد وقال: مساء الخير يا صديقي الأسود، كيف وصلت إلى هذا المكان الوحيد؟ أجاب موقد الفحم: يومًا ما وصلت هنا لا أعرف كيف ولكن كل مساء لدي البطاطا، هل تريد أن تكون ضيفي؟
أجاب الشاب المسافر بالرفض وشكر الموقد، ثمّ قال الموقد: أرى أنه ليس لديك أي طعام معك لتتناوله، وإذا كنت ستمشي لمدة ساعتين في أي اتجاه، فلن تقابل أحدًا ليعطيك أي شيء، ولكن أجاب الشاب: سيكون لدي هناك وليمة جيدة جدًا، حتى لا يمكن أن تتذوق مثلها أبدًا، ثم أخرج مفرش المائدة من حقيبته، وبسطه على الأرض، و طلب أمنيته من الطعام.
وكان القماش مغطى على الفور بالطعام مثل اللحم المسلوق والمشوي كما لو كان قد جاء للتو من المطبخ. حدّق الموقد بالفحم، ثمّ ملأ الشاب فم الموقد الأسود بقطع كبيرة من الطعام، وعندما انتهوا من الأكل، ابتسم الموقد وقال: الآن هذا حظ جيد بما يكفي بالنسبة لي، ولا أرغب في أفضل من ذلك ، ثمّ قال الموقد: انظر هنا، سأقوم بصفقة معك هناك حقيبة ظهر جندي معلقة في الزاوية، التي تبدو قديمة وقبيحة المظهر لكنها تتمتع بصفات رائعة، حيث لا يوجد أفضل منها لدي، سأعطيها لك مقابل مفرش المائدة.
أجاب الشاب: أولاً، يجب أن أعرف ما هي هذه الصفات الرائعة، فأجاب الموقد: سأخبرك، إذا ضربتها بيدك، سيظهر قائد وستة رجال بالسيوف والبنادق وكل ما تريد القيام به، سيفعلونه، فقال الشاب: حسنًا، من جانبي أنا على استعداد تام لإجراء التبادل، وأعطى مفرش المائدة لموقد الفحم، وأنزل الحقيبة من خطافها وعلقها على كتفه، وقبل أن يذهب بعيدًا، بدأ في محاولة تجربة حقيبته الرائعة لذلك وجه لها ضربة وعلى الفور ظهر سبعة جنود أمامه، فقال العريف: ماذا يريد سيدي؟
قال الشاب: انطلقوا بسرعة إلى الرجل عند موقد الفحم، واطلبوا منه إعادة قطعة قماش التمنيات ثمّ داروا إلى اليسار، ولم يمض وقت طويل قبل أن يحققوا رغبته، وأخذوا بسرعة قماشة التمنيات من موقد الفحم، ثمّ استمر في التجول، متوقعًا المزيد من الحظ الرائع وعند غروب الشمس، وجد موقد فحم آخر، كان يجهز عشائه عند النار، فقال موقد الفحم الأسود: هل ستنضم إلي؟ لدي بطاطا وملح بدون زبدة اجلس معي.
ولكنّ الشاب أجاب: لا، هذه المرة ستكون ضيفي، وبسط مفرش المائدة الخاص به وكان مغطى مباشرة بألذ أنواع الأطعمة، فأكلوا وشربوا معًا وفرحوا وبعد انتهاء الوجبة قال الرجل: هناك، على المقعد ترقد قبعة قديمة مهترئة، لها خصائص رائعة: إذا ارتديتها ووضعتها جيدًا فوق رأسك، يبدو الأمر كما لو أن دزينة من القطع الميدانية انفجرت، واحدة تلو الأخرى وأطلقوا النار على كل شيء حتى لا يتمكن أحد من الوقوف في وجههم، هذه القبعة لا تفيدني وسأعطيك إياها مقابل مفرش المائدة.

أجاب الشاب: حسنًا، أخذ القبعة وحملها تاركًا غطاء الطاولة وراءه وقبل أن يذهب بعيدًا، ضرب حقيبة الظهر واستدعى جنوده لإحضار مفرش المائدة مرة أخرى، وقد أعاده مرة أخرى وهكذا يبدو أنه في نهاية رحلة يوم آخر جاء إلى موقد فحم آخر، كان يشوي البطاطا وعندما دعاه ليأكل معه من قطعة قماش التمنيات، ثمّ استبدلها موقد الفحم بقرنًا لا يزال له خصائص مختلفة عن القبعة، حيث إذا استخدمه يسقط به كل الأسوار والحصون والمدن والقرى في أكوام.
وبعدما أعطى الرجل مفرش المائدة مقابل القرن لموقد الفحم، وبعد ذلك أرسل رجاله لإحضارها بحيث كان بحوزته أخيرًا حقيبة، وقبعة، وقرنًا كل ذلك في وقت واحد، ثمّ قال: الآن، أنا رجل محظوظ وقد حان الوقت للعودة إلى المنزل مرة أخرى ومعرفة أحوال إخوتي، وعندما وصل إلى المنزل وجد أن إخوته قد بنوا لأنفسهم بيتًا رائعًا بفضتهم وذهبهم وعاشوا بسعادة.
ولأنّه ذهب لرؤيتهم حيث كان يرتدي معطفًا بالياً وقبعة رثة وحقيبة قديمة على ظهره، لم يتعرفوا عليه في البداية وسخروا منه وقالوا: لا فائدة من اعتبار نفسك أخًا لنا لأنّ من احتقر الفضة والذهب باحثًا عن ثروة أفضل كان من المفروض أنّه سيعود بثروة عظيمة، كملك جبار وليس كرجل متسول وأخرجوه من بابهم، ثم غادر في غضب عظيم، وضرب على حقيبته حتى وقف أمامه مائة وخمسون رجلاً من الجنود.
أمرهم بأن يحاصروا بيوت إخوته وأن يأخذ اثنان منهم أعواد البندق، ويضربوا إخوته حتى يعرفوا من هو، وبعدما حدث ضجيج رهيب نتيجة هجوم الجنود، ركض الناس معًا وأرادوا إنقاذ الإخوة في أقصى سرعة، لكنهم لم يستطيعوا فعل أي شيء ضد الجنود، وحينما سمع ملك البلاد بهذا، اغتاظ وأرسل قائداً بقواته ليخرج مبعثر السلام خارج المدينة.
لكن الرجل الشاب سرعان ما جمع جماعة أكبر باستدعائهم من خلال الحقيبة، الذين ضربوا القائد ورجاله وطردوهم وهم ينزفون، ثم قال الملك: يجب إخماد هذا الرجل الخارج عن القانون وأرسل في اليوم التالي مجموعة أكبر ضده، لكنهم لم يتمكنوا من فعل أي شيء لأنه جمع عددًا أكبر من الرجال أكثر من أي وقت مضى، ومن أجل جلبهم بسرعة أكبر سحب قبعته مرتين على حواجبه ثم دخلت البنادق الثقيلة، وضرب رجال الملك وهربوا.
قال الشاب: لن أوقف الحرب حتى يعطيني الملك ابنته زوجة، ويتيح لي أن أحكم المملكة كلها باسمه، فقال الملك لابنته: لا يوجد خيار سوى أن أفعل ما يطلبه ؛ إذا كنت أرغب في أن أحظى بالسلام واحتفظ بالتاج على رأسي، يجب أن أستسلم له، فقام بتزويجها لكن ابنة الملك كانت غاضبة لأن العريس لا يجب أن يكون رجلاً عاديًا، يرتدي قبعة رثة ويحمل حقيبة قديمة.
كانت تتمنى كثيرًا التخلص منه، وفكرت ليلًا ونهارًا في كيفية التعامل معه، ثم أذهلها أنه ربما تكمن كل قوته في الحقيبة وتظاهرت بأنها مغرمة جدًا به، وقررت أن تقوم بخداعه، ثمّ قالت له في يوم من الأيام: ما رأيك أن تضع جانباً تلك الحقيبة القبيحة، إنها تسيء لمظهرك، حتي أنني أشعر بالخجل منك عندما تحملها.
أجابها: هذه الحقيبة هي أعظم كنز لي، وطالما احتفظت بها فلا داعي للخوف من أي شيء في العالم كله، ثم أظهر لها ما هي الصفات الرائعة التي تمتلكها ثم قامت بمعانقته وبحيلة ذكية وضعت الحقيبة على كتفها وهربت بها، وحالما كانت بمفردها ضربته واستدعت العسكر وأمرتهم بالقبض على زوجها وإحضاره إلى قصر الملك.
لقد أطاعها الجنود الذين استدعتهم من خلال الحقيبة، وكان الشاب أمام المرأة في بضع دقائق حتى أصبحت مستعدة لطرده من البلاد حيث كان سينتهي تمامًا لو لم يحتفظ بالقبعة، وحالما تمكن من تحرير يديه، سحب القبعة مرتين إلى الأمام على رأسه ثم بدأ المدفع يطلق كالرعد ويضرب الجميع، حتى اضطرت ابنة الملك أخيرًا إلى طلب العفو منه وووعدته بالتصرف بشكل أفضل، ثمّ تصالح معها.
وبعد فترة من الوقت أصبحت تظهر له أنّها تحبه كثيرًا، وبعدما أحس بإخلاصها له لدرجة أنه في يوم من الأيام أسّر لها أنه حتى لو حرم من حقيبته، لا يمكن فعل أي شيء ضده طالما كان يحتفظ بالقبعة القديمة، ولما علمت السر انتظرت حتى نام ثم حملت القبعة وطردته إلى الشوارع، ولم يتبق لديه سوى القرن، وبغضب شديد أوقع انفجارًا عظيمًا وسقطت الأسوار والحصون والمدن والقرى، ودفن الملك وابنته بين أنقاضها. وبعد أن تخلص من الملك وابنته لم يجرؤ أحد على مواجهته، وجعل نفسه ملكًا على كل البلاد.


شارك المقالة: