الحمار أو (The Ass ) أو( The Donkey) أو(The Little Donkey ) (بالألمانية: Das Eselein) هي قصة خيالية ألمانية جمعها الأخوان جريم جمعت في حكايات جريم الخيالية.
الشخصيات:
- الملك.
- الحمار.
- ابنة الملك.
قصة الحمار:
كان هناك ملك وملكة كانا ثريين، وكان لديهم كل ما يريدونه، ولكن ليس لديهم أطفال وكانت الملكة تبكي ليلاً ونهاراً لرغبتها في طفل وهي تقول لنفسها: أنا مثل الحقل الذي لا ينمو فيه شيء، وفي يوم من الأيام حملت الملكة وأخيراً حقق لها الله رغبتها ولكن عندما جاء الطفل إلى العالم، لم يكن يبدو كطفل بشري لكنه كان حمارًا صغيرًاً وعندما رأت الأم ذلك، بدأت البكاء والصيحات والرثاء لنفسها على هذا الطفل.
ثمّ قالت إنها تتمنى لو لم يكن لديها طفل على الإطلاق من أن يكون لها حمار، لذلك فكرت أنّه يجب عليها أن تلقي به في الماء لكي تأكله الأسماك، فقال الملك: لا، لن أتخلص منه أبداً لأن الله قد أرسله ليكون الابن الذي تمنيته وسيكون الوريث لملكي، وبعد موتي سيجلس على العرش الملكي، وسيرتدي التاج الملكي، وعندما سمع الحمار قام وكبرت أذناه بشكل مستقيم وهو يقفز حول والديه بمرح.
وبعد مرور الوقت بدأ الحمار يلعب بأدوات الموسيقى التي كانت تجذبه بشدة ، حتى أنه في يوم من الأيام ذهب إلى موسيقي مشهور وقال له: علمني فنك، لأتمكن من العزف على العود مثلك، فقال الموسيقار: آه، عزيزي السيد الصغير الذي سيأتي صعب جدًا بالنسبة لك، أصابعك ليست مناسبة تمامًا لذلك وكبيرة جدًا، أخشى ألا تدوم الخيوط وتتسبب في تلف الآلات الموسيقية، ولكن لم تكن هذه الأعذار ذات نفع للموسيقار لأنّ الحمار كان عازمًا على العزف على العود، ولأنه كان مثابرًا ومجتهدًا، فقد تعلم أخيرًا، وأصبح يفعل ذلك مثل السيد نفسه.
وفي أحد الأيام خرج الحمار وحدة ليتمشى وقد ملأت الأفكار رأسه ووصل إلى بئر وبينما هو بجانب البئر نظر في المياه حيث ورأى في المياه النقية انعكاساً لصورته وشكله، لقد أصبح حزينًا جدًا حيال ذلك، لدرجة أنه قرر الهروب إلى العالم الواسع وأخذ معه رفيقًا واحدًا مخلصًا، ثمّ سافروا صعوداً إلى الجبال والغابات، وأخيراً وصلوا إلى مملكة حيث كان الملك الذي له ابنة واحدة وهي جميلة بشكل رائع، يحكم تلك المملكة.
قال الحمارعند وصولهم قصر الملك: سنبقى هنا ثمّ طرق البوابة، وطلب من الحرس فتح البوابات ليدخل لكن الحرس رفضوا فتح بوابة القصر للحمار، وعندما لم يتم فتح البوابة، جلس وأخذ عوده وعزف عليه أجمل الألحان، وحين سمع الحرّاس هذا العزف الجميل فتحوا الباب، وفجأة فتحوا عيونهم بشدة من الدهشة وركضوا الى الملك وقالوا: خارج البوابة يجلس حمار صغير يعزف على العود وكذلك معه سيد متمرس، فقال الملك: دعوا الموسيقي يأتي لي، ولكن عندما دخل الحمار، بدأ الجميع يضحكون على عازف العود، وعندما طلب الملك من الحمار أن يجلس ويأكل مع الخدم، رفض ذلك وقال: لست حماراً عادياً، أنا نبيل.
ثم قال الملك: إذا كان هذا ما أنت عليه، فلتجلس مع الجنود، لكن الحمار رفض مرة أخرى وقال: لا، سأجلس بجانب الملك.، ابتسم الملك وقال بهدوء: نعم، سيكون الأمر كذلك، تعال إلى هنا، أيها الحمار الصغير، ثم سأله أيها الحمار الصغير: ما رأيك بابنتي، أدار الحمار رأسه تجاهها ونظر إليها ثمّ أومأ برأسه وقال: لم أر حتى الآن أي شخص جميل مثلها.
قال الملك: حسنًا، ستجلس بجانبها أيضًا، فقال الحمار: هذا هو بالضبط ما أتمناه ثمّ أرع وجلس بجانبها وجنبًا إلى جنب بدأ يأكل ويشرب معها، وكان يعرف كيف يتصرف بلطف وأسلوب ملكي راقي، وبعدما بقي الحمار النبيل لفترة طويلة في قصر الملك، فكر يوماً في نفسه قائلاً: ما فائدة كل هذا لي، أنا لا يزال يتعين عليه العودة إلى المنزل مرة أخرى ثم ترك رأسه يتدلى حزينًا، وذهب إلى الملك وطلب منه السماح له بالعودة للديار.
لكن الملك كان معجباً جداً به وبعزفه، فقال له: أيها الحمار الصغير، ما الذي يزعجك. أنت تبدو متعباً وحزيناً، سأعطيك ما تريد فقط عليك أن تطلب، هل تريد ذهب؟ قال الحمار وهز رأسه: لا، فقال الملك: هل تريد جواهر والملابس الغنية، هل ترغب في نصف مملكتي، فقال الحمار: لا، فقال الملك: في الواقع، أعرف ما الذي سيجعلك راضيًا، ما رأيك أن أمنحك ابنتي لتكون زوجة لك.
قال الحمار: نعم أود حقًا ذلك أنا أحبها، وكنت أتمنى أن يحدث ذلك، وسأصبح سعيدًا ومليئًا بالسعادة، لأن ذلك كان بالضبط ما كنت أحلم به، وبعدما سأل الملك ابنته الجميلة التي كانت تجد في الحمار شيئاً خفياً ومميزاً وافقت على الفور، لذلك قرروا إقامة حفل الزفاف بسرعة خوفاً من مغادرة الحمار الذي جلب السعادة لقصرهم بأسلوبه المرح وموسيقاته الرائعة، وتم الزفاف بشكل رائع.
وفي المساء عندما ذهب العروس والعريس إلى غرفة نومهم، أراد الملك أن يعرف ما إذا كان الحمار سيحسن التصرف، وأمر خادمًا أن يختبئ هناك لمراقبته، وعندما كانا كلاهما في الداخل، أغلق الحمار الباب، ونظر حوله وبعدما اعتقد أنهم كانوا وحدهم تمامًا، فجأة ألقى جلد حماره ووقف هناك في شكل شاب ملكي ووسيم.
قال الحمار للفتاة الجميلة: أنت ترين الآن من أنا، لقد ولدت بشكل حمار ولكن منذ أن غادرت الديار حيث في أحد الأيام استيقظت وقد نُزع عني جلد الحمار وعدت لطبيعتي كأمير شاب ولكني أخفيت ذلك لأرى صدق من حولي، وأنا
الآن مستحقًا لك، ثم فرحت العروس التي أحبته كثيرا، وعندما جاء الصباح، قفز ليضع جلد حيوانه مرة أخرى، و
سرعان ما جاء الملك الذي بكى وندم لزواج ابنته الجميلة من الحمار.
وعندما أخبر ابنته بحزن أنّه أخطأ بحقها وأنه سيصلح خطأه معها لكن ابنته رفضت ذلك وأخبرت والدها أنها تحبه جداً وهو الأكثر وسامة في العالم، وستحتفظ به طوال حياتها، تفاجأ الملك من كلامها، ولأنّ الخادم الذي أرسله الملك لمراقبة الحمار أخفى عن الملك قصة خلعه لجلد الحمار في البداية جاء وكشف للملك كل شيء، فقال الملك: هذا لا يمكن أن يكون صحيحاً.
ثم أخبر الخادم الملك أن يشاهد بنفسه في الليلة التالية وسوف يرى بأم عينيه، فقرر الملك إذا حصل ذلك أن يقوم خادمه بأخذ جلده بعدما ينزعه ورميه في النار، فهو سيضطر لإظهار نفسه في شكله الحقيقي، وفي الليل عندما كانوا نائمين سرق الخادم جلد الحمار فأخذه، وأشعل ناراً عظيمةً في الخارج وألقى الجلد فيها ، وبقي هو نفسه حتى أحرق كل شيء إلى رماد.
وبعدما استيقظ الشاب مع أول ضوء من الصباح، وأراد ارتداء جلد الحمار، ولكن لم يتم العثور عليه حيث كان منزعجًا من ذلك، ثمّ قال وهو مليء بالحزن والقلق: الآن عليّ أن أتدبر أمري للهرب. ولما خرج وقف الملك وقال: يا بني، إلى أين بعيدًا بهذه السرعة، ماذا يدور في بالك؟ يجب عليك البقاء هنا، أنت رجل وسيم لن تبتعد عن زوجتك وسأعطيك الآن نصف مملكتي، وبعد موتي ستأخذ كل ذلك.
فوافق الشاب ثمّ أعطاه الملك نصف المملكة، وفي غضون عام عندما مات كانت المملكة كلها من نصيب الشاب وبعد وفاة أبيه كان له مملكة أخرى أيضا، وعاش سعيداً لأنه كان راضياً ومقتنعاً بكل أحواله حتى عندما كان يعيش حياة الحمار.