اقرأ في هذا المقال
- ميزات وفوائد الدوريّات الإلكترونيّة على المكتبات
- التحديات والمشكلات التى تواجه المكتبات فى تعاملها مع الدوريات الإلكترونية
مفهوم الدوريات الإلكترونية؟
يُعّرف قاموس علم المكتبات و المعلومات المتاح علي الانترنت (ODLIS) الدورية الالكترونية بأنها
” نسخة رقمية لدورية مطبوعة أو منشور الكتروني او أي من وسائل الوصول الاخري للإنترنت.
أما “لانكستر”Lancaster فقد عرفها في مقال له بعنوان “تطور النشر الالكتروني” بأنّها: ” أي
دورية متاحة في شكل الكتروني. و كذلك نصوص الدوريات المتاحة من خلال شبكات الخط المباشر و
الدوريات الموزعة علي أقراص مليزرة.
ميزات وفوائد الدوريّات الإلكترونيّة على المكتبات:
1- الاقتصاد الهائل فى أماكن الحفظ والتخزين.
وهذه الفائدة أو الميزة هى امتداد لكل أنواع تكنولوجيا المعلومات. التى اقتحمت أسوار المكتبات ومصادر معلوماتها منذ استخدام المصغّرات الفيلمية ولحد الآن. الدوريات الإلكترونية حلت مشكلة تخزين الأعداد القديمة Back issues.
واختصرت كثيراً من الأماكن والمساحات المخصصة لعرض الأعداد الجارية Current issues فلم تعد هناك حاجة لمثل هذه المساحات، فالدوريات موجودة عبر شاشة الحاسوب.
2- ساعدت الدوريات الإلكترونية المكتبات على التخلص من مشكلة سرقة الأعداد وتشويه الصفحات والتخزين بالنسبة للتعامل مع النسخ الورقية.
3- الاقتصاد فى النفقات والذى يتمثل – حسب رأى الباحثين – بالآتي :
أ- إنّ الاقتصاد الكبير فى أماكن الحفظ يعنى استثمار المواقع لأغراض أكثر جدوى وفاعلية للمكتبة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن هذا الاختصار المساحي وفّر على المكتبة التفكير فى مشكلة التوسعات المستقبلية وكلفها المادية العالية.
ب- الاقتصاد فى نفقات التأثيث وشراء العارضات ورفوف حفظ الأعداد القديمة.
ج- الاقتصاد فى نفقات التجليد والترميم والصيانة.
د- الاقتصاد فى كل نفقات الفهرسة والفهارس وغيرها.
هـ- الاقتصاد فى نفقات أجور بعض الموظفين غير الفنيين لأداء أعمال روتينية بسيطة.
4- فتحت أمام المكتبات آفاقاً كبيرة لتوسيع قاعدة مجموعة الدوريات المتاحة. دون الحاجة لوجودها فى المكتبة. بعبارة أوضح صار بإمكان المكتبات أن توفر لمجتمعها من المستفيدين آلاف العناوين من الدوريات دون تفكير فى مشكلة السيطرة عليها أو تخزينها. فالاشتراك فى الدوريات الإلكترونية لا يعنى غالباً وجودها الفعلي فى المكتبة.
5- إنّ الاحتفاظ بالأعداد القديمة المجلدة لكافة الدوريات الورقية صار من الإجراءات المكلفة اقتصادياً. خاصة على المدى البعيد مع تناقص القيمة البحثية لها.
وهذا مبدأ معروف فى التعامل مع الدوريات. وهو مبدأ التقادم (obsolete) فكلما قدمت الدورية – خاصة فى مجال العلوم والتكنولوجيا – تقادمت قيمتها المعلوماتية والبحثية. وتلاشى استرجاعها من قبل المعنيين – وتظل عبئاً كبيراً على كاهل المكتبة.
6- ساعدت الدوريات الإلكترونية العديد من المكتبات على التخلص من مشكلة تتبع المقالات المطلوبة. وتوفيرها بالوقت المناسب للمستفيدين. ومشكلة وصول الأعداد وتأخر وصولها وفقدانها وهكذا.
وفى الواقع لم تعد هناك حاجة إلى التبادل التعاوني والانتظار ربما لأيام أو أسابيع من أجل الحصول على العدد المطلوب من المجلة.
التحديات والمشكلات التى تواجه المكتبات فى تعاملها مع الدوريات الإلكترونية:
على الرغم مما ذكرناه من مميزات وفوائد لا يُستهان بها فى التحول نحو التعامل مع الدوريات الإلكترونية سواء للمكتبات أو المستفيدين.
فالتحول بلا شك جذري خاصةً للمكتبات لأنّ التغيير هنا ليس شكلياً فحسب بل تغييراً كاملاً لمعظم إجراءات التعامل والسيطرة على الدوريات اليدوية والتقليدية خاصة بما يخص التزويد والفهرسة فهنا نتحدث عن مصدر معلومات ليس له وجود فعلي فى المكتبة غالباً.
1- ضرورة توفر البنية التحتية الملائمة. ويقصد بها هنا المواصفات المثالية المتكاملة للحواسيب وشبكات الاتصال، والبرمجيات الفعالة المناسبة، والقدرات والمهارات البشرية، للتعامل معها (إجراءات التزويد والفهرسة والسيطرة عليها) وتقديم خدمات للمستفيدين.
وقد لا تتوفر كل هذه الأمور بنفس الكفاءة لدى العديد من المكتبات وهذا سيؤدى بالتالي إلى تفاوت الفرص أمام المستفيدين للاستفادة منها.
2- لا تزال المجلات الإلكترونية تفتقر إلى المعايير والمقاييس الموحدة للتعامل معها. فقراءة بعض المجلات تحتاج إلى استخدام أنواع مختلفة من البرمجيات مثل Adobe Acrobat / Common Ground/ Republic. وهذا معناه على المكتبات امتلاك وتخزين أكثر من برمجية. وربما يشكل هذا الإجراء عبئاً مالياً وتكنولوجيا عالية.
3- عدم استقرار ظهور الدوريات الإلكترونية (instability) خاصة التى ليس لها بديل ورقي واختفاءها السريع. مما يضيع الفرصة للمكتبات والباحثين من تتبعها.
وبالتالي مشكلة اختيارها وحفظها والنشر فيها ودخولها ضمن خدمات التكشيف والاستخلاص العلمية.
4- الصعوبة فى الاستشهادات المرجعية citation للدورية الإلكترونية. فالكثير من هذه المجلات أصبحت تظهر بصورة مختلفة عما عهدناه بالشكل الورقي حيث المقالة محددة الموقع (من ص X – ص Y) واسم الكاتب، وعنوان المقالة، والعدد، وغيرها من المعلومات الببليوغرافية .
فالكثير منها يظهر بطريقة يصعب تحديد عنوان المجلة أو هوية المؤلف. خاصة إذا لم يكن للمجلة أصل ورقي يمكن الرجوع إليه وتزداد المشكلة تعقيدا بتغير الـ (URL) للمجلة أو المقالة على الوب بين حين وآخر مما يضيع الأثر فى تتبع المقالة بعد فترة من صدورها.
5- لا يمكن التأشير والتعليق والكتابة إلا بعد الحصول على نسخة ورقية.
6- أحياناً وحسب تصميم صفحة المجلة الإلكترونية قد يصعب قراءتها على الخط المباشر (Online) بشكل واضح معتمداً على تصميم الخلفية والألوان والخطوط مما يضّطر الباحث إلى الحصول على نسخة ورقية ولكنها تكون غير واضحة تماماً.
وأكد على هذه المشكلة أيضاً (Thomas Nisonger) بما أطلق عليه مشكلة كفاءة شكل الدورية الإلكترونية (Quality Control (8).
بالإضافة إلى ما تقدم فقد لاحظنا عند استعراضنا للأدبيات التركيز على مشكلات وتحديات تبدو أنّها القاسم المشترك لأغلب المكتبات فى تعاملها مع الدورية الإلكترونية نستعرضها كالآتي:
مشكلة التعامل مع أشكال غير موجودة فعليا داخل المكتبة. وكيفية السيطرة عليها. وحفظها ويطلق عليها مشكلة (Archiving of E-jouranl).
7- لقد تعودت المكتبات فى تعاملها مع الدوريات الورقية فى تسجيل وعرض ثم تجليد وحفظ الأعداد القديمة من الدوريات. بل إنّ المكتبات تركز فى جمع وحفظ الأعداد المتكاملة لكل عناوينها.
وتقاس مجموعة المكتبة من الدوريات بتكامل أعدادها على الرفوف ولسنوات طويلة، ولتكون مرجعاً للباحثين وتحفظ حقوق المؤلفين للمقالات والبحوث.
لقد اختلفت الحالة تماماً مع الشكل الإلكتروني وعلى الرغم من وجود الشكل الورقي للكثير من الدوريات، إلّا أنّ الاتجاه العام نحو اعتماد البديل الإلكترونى معناه لا وجود ولا حفظ لما يظهر إلكترونياً فهل هذا صحيح وأين حق المؤلفين وكيف يحقق المستفيد البحث الراجع؟
إن هذه المشكلة جعلت الكثير من المكتبات تتردد فى إلغاء اشتراكها للدوريات المطبوعة واستبدالها. بقواعد البيانات التى توفر سبل الإتاحة للدوريات الإلكترونية.
وصارت تشترك بالشكلين وتعاون الناشرين فى هذا المجال حيث أصبحوا يوفرون اشتراكات مخفضة أو مجانية بالشكلين.
8- مشكلة التقبل العلمي (Scholarly acceptance) لها من قبل مجتمع العلماء والباحثين الذى تعودوا على التفاعل مع أشكال ورقية واضحة للمعلومات الببليوغرافية. تظهر فى أوقات منتظمة وتمتاز بالديمومة .
إلا أنّ هذه المشكلة فى طريقها إلى التلاشي مع تزايد حجم عناوين الدوريات العلمية الرصينة التى تظهر بشكلها الإلكتروني.
9- لابد من التطرق إلى مشكلة تكشيف هذه الدوريات بشكلها الجديد ثم استخلاصها.
ومن المعروف أنّ أهم عنصر فى نجاح وجود واستمرار الدوريات هو خدمات كشافاتها ومستخلصاتها.
وهذا ما عرفناه منذ أمد طويل عندما كانت تظهر الكشافات بشكلها الورقي ثم تحولت إلى الشكل المقروء آلياً. لتشكل الآن أكثر وأضخم خدمات قواعد البيانات الببلوغرافية العامة والمتخصصة فى العالم.
إن الدوريات الإلكترونية تعد دوريات حديثة العهد – خاصة التى تظهر بشكلها الإلكترونى فقط – قياساً بالورقية. ونتيجة لذلك فإن وجودها ضعيف جداً فى أدوات ومصادر التكشيف والاستخلاص العالمية المعروفة، (خدمات التكشيف والاستخلاص) Chemical Abstracts / Science Citation Index / MEDLINE وغيرها والتى تحولت إلى قواعد بيانات عالمية معروفة، تشمل أفضل الدوريات فى العالم. والتى يسعى كل الباحثين والمُتخصصين لنشر بحوثهم ومقالاتهم فيها، لأنّها تضمن لهم حقوق التأليف والنشر Copyright.
ومن خلال توثيق أسماءهم ووجودهم ضمن الكشاف للوصول إلى مقالاتهم المطلوبة.
ونفس الشيء يقال بالنسبة للمكتبات التى تتجنب امتلاك دوريات ليس لها كشاف سنوي أو تراكمي أو مشمولة بإحدى قواعد البيانات الأنفة الذكر.
فالتكشيف يعد واحداً من أهم معايير انتقاء العناوين للاشتراك فيها من قبل أيّ مكتبة فى العالم.
وللحد من هذه المشكلة بادرت العديد من مؤسسات خدمات التكشيف العالمية إلى إدخال عناوين دوريات إلكترونية ضمن خدمات تكشيفها واستخلاصها منها.
ماهي الأسئلة التي تواجهها المكتبات عند استخدام تقنية الدوريات الإلكترونية؟
أ- من يقوم بمهمة حفظ الأعداد القديمة ؟
هل الناشر المسؤول عن هذه الدورية ؟
وهل هذا العمل مضمون النتائج على المدى البعيد؟
ب- المكتبات ذاتها ؟
وما هى المجلات التى يجب أن تحفظ وتوثق؟
وما هى الأسس المتبعة فى ذلك؟
وما هو الشكل الذى تحفظ عليه هذه المجلات؟ هل على الورق؟ أم على CDs أم على Diskettes أم على مصغرات فيلمية؟ وما هى الكلفة والجدوى من ذلك ؟