قصة السندباد البحري ورحلته الأولى

اقرأ في هذا المقال


الرحلات السبع لسندباد البحار، الرحلة الأولى أو ( The Seven Voyages of Sindbad the Sailor) تم تحريرها بواسطة أندرو لانج، وقد تم تبسيطها واختصارها عام( 1918) نشرها ( Longmans،Green and Co)

الشخصيات:

  • السندباد.
  • طاقم السفينة.

قصة السندباد البحري ورحلته الأولى:

يروي السندباد قصته ويقول: لقد ورثت ثروة كبيرة من والديّ، وكوني شابًا وأحمق فقد أهدرته في البداية بتهور على كل نوع من المتعة، ولكن في الوقت الحالي، وجدت أن الثروات تنتقل بسرعة على أجنحة وأصبحت وتطير إذا أديرت بشكل سيء كما كنت أدير نفسي، وتذكرت أيضًا أنني لو أهدرت المال وعندما كبرت و كنت عجوزًا وفقيرًا هو قمة البؤس حقًا، ثمّ بدأت أفكر بيني وبين نفسي كيف يمكنني تحقيق أقصى استفادة مما بقي لي.
بعت جميع أغراضي المنزلية بالمزاد العلني، وانضممت إلى مجموعة من التجار الذين يتاجرون عن طريق البحر، وشرعت معهم في السفر في سفينة كنا قد جهزناها بيننا، ثمّ أبحرنا وسلكنا طريقنا نحو جزر الهند الشرقية على الخليج الفارسي، حيث كان ساحل بلاد فارس على يدنا اليسرى وعلى يميننا شواطئ شبه الجزيرة العربية السعيدة، كنت في البداية منزعجًا للغاية من الحركة غير المستقرة للسفينة، لكنني استعدت صحتي بسرعة ومنذ تلك الساعة لم يعد أعاني من دوار البحر.
من وقت لآخر، هبطنا في جزر مختلفة، حيث قمنا ببيع أو تبادل بضائعنا، وفي يوم من الأيام، عندما هبت الرياح فجأة، وجدنا أنفسنا نشعر بالهدوء بالقرب من جزيرة صغيرة مثل المرج الأخضر والتي ارتفعت قليلاً فوق سطح الماء، تم لففنا أشرعتنا، وأعطى القبطان الإذن لكل من رغب في الهبوط لفترة من الوقت والتسلية، وكنت من بين الأشخاص الذين نزلوا، ولكن بعد أن تجولنا لبعض الوقت أشعلنا النار وجلسنا للاستمتاع بالوجبات التي جلبناها معنا، أذهلنا ارتعاش مفاجئ وعنيف للجزيرة.
نفس اللحظة قام أولئك الذين تركناهم على متن السفينة بالصراخ علينا مطالبين بأن نأتي على متن السفينة حفاظًا على حياتنا، لأن ما أعتقدناه أنه جزيرة لم يكن سوى ظهر حوت نائم، أولئك الذين كانوا الأقرب إلى القارب ألقوا أنفسهم فيه، وقفز الآخرون في البحر، لكن قبل أن أتمكن من إنقاذ نفسي، غرق الحوت فجأة في أعماق المحيط، وقد تاركني متشبثًا بقطعة من الخشب التي أحضرناها لصنع نارنا.
في هذه الأثناء نزل نسيم، وفي حالة الارتباك التي أعقبت على متن سفينتنا قام الطاقم في رفع الأشرعة وأخذ من كانوا في القارب وهربوا بسرعة، لم يفتقدني أحد وتُركت تحت رحمة الأمواج، وطيلة ذلك اليوم كنت أطفو لأعلى ولأسفل، والآن أضرب بهذه الطريقة، والآن بعد ذلك وعندما حل الليل كنت أشعر باليأس على حياتي، ولكن كنت مرهقًا وقضيت ليلتي بالتشبثت بدعمي الضعيف، وكان من دواعي سروري عندما أظهر لي ضوء الصباح أنني انجرفت إلى جزيرة.
كانت المنحدرات مرتفعة وشديدة الانحدار، ولكن لحسن الحظ بالنسبة لي، كانت بعض جذور الأشجار بارزة في بعض الأماكن وبمساعدتهم صعدت أخيرًا، ومددت نفسي على العشب في الأعلى حيث كنت أرقد ميتًا أكثر مما كنت حيًا، حتى كانت الشمس عالية في السماء.
بحلول ذلك الوقت، كنت جائعًا جدًا، ولكن بعد بعض البحث وجدت بعض الأعشاب الصالحة للأكل ونبعًا من المياه الصافية، وانتعشت كثيرًا وبدأت في استكشاف الجزيرة، وصلت الآن إلى سهل عظيم حيث كان حصان لأحد الرعاة مقيدًا، وبينما كنت أقف أنظر إليه سمعت أصواتًا تتحدث على ما يبدو تحت الأرض، وفي لحظة ظهر رجل يسألني كيف أتيت إلى الجزيرة.
أخبرته بمغامراتي، وسمعت في المقابل أنه كان أحد خدم مهراج ملك الجزيرة، وأنهم يأتون كل عام لإطعام خيول سيدهم في هذا السهل، ثمّ أخذني إلى كهف حيث اجتمع رفاقه، وعندما أكلت من الطعام الذي وضعوه أمامي، قالوا لي: نعتقد أنك محظوظ لأنك صادفتنا ، لأنهم كانوا يعودون إلى سيدهم في غدًا، وبدون مساعدتهم لم يكن بإمكاني أبدًا أن أجد طريقي إلى الجزء المأهول من الجزيرة.
في وقت مبكر من صباح اليوم التالي شرعنا وفقًا لذلك، وعندما وصلنا إلى العاصمة استقبلني الملك بلطف، الذي رويت له مغامراتي، وأمر بضرورة الاعتناء بي جيدًا وتزويدي بالأشياء التي أحتاجها، ولكوني تاجرًا، بحثت عن رجال من مهنتي، ولا سيما من جاؤوا من دول أجنبية، كما كنت أتمنى بهذه الطريقة أن أسمع أخبارًا من بغداد، وأكتشف وسيلة للعودة إلى هناك، لأن العاصمة كانت تقع على البحر.
وتزوره سفن من جميع أنحاء العالم، وفي هذه الأثناء سمعت الكثير من الأشياء الغريبة، وأجبت على العديد من الأسئلة المتعلقة ببلدي، لأنني تحدثت عن طيب خاطر مع كل من جاء إلي، وأثناء فترة الانتظار أيضًا، استكشفت جزيرة صغيرة تسمى كاسيل والتي كانت ملكًا للملك ميهراج والتي كان من المفترض أن تسكنها روح تدعى ديغيال.
في الواقع، أكد لي البحارة أنه غالبًا ما يُسمع في الليل عزف جرس من تلك الجزيرة، ومع ذلك زرتها في اليوم التالي ولم أر شيئًا غريبًا في رحلتي سوى بعض الأسماك التي يبلغ طولها مائتي ذراع، لكن لحسن الحظ شعرت بالخوف منها أكثر وهربنا ولكننا ضربناها بلوحًا لنخيفها، أما الأسماك الأخرى فلم يكن طولها إلا ذراعًا ولها رؤوس مثل البوم.
بعد عودتي بيوم واحد، عندما نزلت إلى الرصيف رأيت سفينة كانت قد ألقت للتو مرساة، وكانت تقوم بتفريغ حمولتها، بينما كان التجار الذين تنتمي إليهم يوجهون نقلها إلى مستودعاتهم، ثمّ اقتربت منها ولاحظت في الوقت الحالي أن اسمي قد تم تمييزه على بعض الطرود، وبعد فحصها بعناية، شعرت أنها كانت بالفعل تلك التي كنت قد وضعتها على متن سفينتنا ثم تعرفت على قبطان السفينة، لكنني كنت متأكدًا من أنه يعتقد أنني ميت صعدت إليه وسألت من يملك الطرود التي كنت أنظر إليها.
أجاب: كان هناك على متن سفينتي، تاجر من بغداد اسمه سندباد، وفي أحد الأيام هبط هو وعدد من ركابي الآخرين على ما كان من المفترض أن يكون جزيرة، ولكنه كان في الحقيقة حوتًا هائلاً يطفو نائمًا، وعندما شعر الحوت على ظهره بحرارة وجودهم فوقه حتى انزلق في أعماق البحر، وهلك العديد من الأشخاص الذين كانوا عليه في المياه، ومن بين آخرين هذا السندباد غير المحظوظ، هذه البضاعة ملكه، لكنني عقدت العزم على التخلص منها لصالح عائلته إذا كنت سألتقي بهم في أي وقت.
قلت: كابتن، أنا ذلك السندباد الذي تعتقد أنه مات، وهذه ممتلكاتي!عندما سمع القبطان هذه الكلمات صرخ في دهشة: ماذا! وماذا سيأتي العالم؟ في هذه الأيام لا يوجد رجل أمين لنقابله، ألم أر بأم عيني سندباد يغرق، والآن لديك الجرأة لتقول لي إنك هو! كان يجب أن أعتبرك رجلاً عادلاً، ولكن من أجل الحصول على ما لا يخصك، فأنت مستعد لاختراع هذا الباطل الرهيب.
قلت له: تحلى بالصبر، واصنع لي معروفًا لسماع قصتي، أجاب القبطان: تكلم إذًا ، أنا كلي اهتمام، فقلت له عن هروبي ولقائي المحظوظ مع رفقاء الملك، وكيف تم استقبالي في القصر، وسرعان ما بدأت أرى أنني قد تركت بعض الانطباع عليه وبعد وصول بعض التجار الآخرين الذين أبدوا فرحًا كبيرًا لرؤيتي على قيد الحياة مرة أخرى، أعلن أنه تعرف علي أيضًا.
ألقى بنفسه علي وصرخ: الحمد لله أنك نجت من خطر عظيم، أما بالنسبة لممتلكاتك، فأنا أصلي لك أن تأخذها وتتخلص منها كما يحلو لك، ثمّ شكرته وأثنيت على صدقه، متوسلًا إليه أن يقبل عدة رزم من البضائع تعبيراً عن امتناني، لكنه لم يأخذ شيئاً، من بين بضاعتي المختارة، أعددت هدية للملك مهراج ، الذي كان مندهشًا في البداية، بعد أن علم أنني فقدت كل ما لدي.
ومع ذلك، عندما أوضحت له كيف تمت استعادة البضاعة لي بأعجوبة، قبل بلطف هديتي، وفي المقابل أعطاني الكثير من الأشياء القيمة، ثم تركته، واستبدلت بضاعتي بالصندل وخشب العود والكافور وجوزة الطيب والقرنفل والفلفل والزنجبيل، وذهبت في نفس السفينة وتداولت بنجاح كبير في رحلتنا إلى الوطن حتى وصلت إلى مدينة بالسورا بحوالي واحد مائة ألف ترتر.
استقبلتني عائلتي بفرح شديد كما شعرت عند رؤيتهم مرة أخرى، اشتريت أرضًا وعبيدًا، وبنيت بيتًا عظيمًا قررت أن أعيش فيه بسعادة، وفي الاستمتاع بكل ملذات الحياة لنسيان معاناتي السابقة، هنا توقف السندباد، وأمر الموسيقيين بالعزف مرة أخرى، وعندما حان الوقت لمغادرة الحمال، أعطاه سندباد حقيبة بها مائة ترتر، قائلاً: خذ هذا، هندباد، واذهب إلى المنزل، ولكن غدًا تعال مرة أخرى وستسمع المزيد من مغامراتي.
عاد الحمال إلى منزله وتم استقباله جيدًا في المنزل، حيث شكرته زوجته وأولاده المحظوظين لأنه وجد مثل هذا المتبرع، وفي اليوم التالي عاد هندباد، الذي كان يرتدي أفضل الملابس إلى منزل المسافر، واستقبله السندباد بأذرع مفتوحة، و بمجرد وصول جميع الضيوف، بدأت المأدبة كما كانت من قبل، وعندما تناولوا وليمة كبيرة، خاطبهم السندباد على النحو التالي: أصدقائي، أتوسل إليكم أن تهتموا بي بينما أروي مغامرات رحلتي الثانية، والتي ستجدونها أكثر إثارة للدهشة من الأولى.


شارك المقالة: