الريح في الشعر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


تناول الشعر الجاهلي البيئة وما تحتويه من مظاهر فنجد في ثناياه وصف وتصوير لكل مشهد بيئي ومن أهمها صورة الرياح التي تصدرت مقدمات الأشعار معبرة عن الحالة النفسية لقائلها.

أنواع الرياح التي ذكرت في الشعر الجاهلي

1- الرياح الدائمة.

2- الرياح الموسمية.

3- الرياح المحلية.

صور الرياح في الشعر الجاهلي

1- صورة الرياح في شعر عنترة بن شداد: كانت تعبر عن حالته النفسية عندما ينزل في منازل المحبوبة فيرى تغير المعالم بسبب الرياح التي طمست آثارها ومما نظمه:

لِمَن طَلَلٌ بِوادي الرَملِ بالي

مَحَت آثارَهُ ريحُ الشَمالِ

2- ارتبطت الريح في شعر الخنساء بحالتها النفسية التي تأثرت جراء مقتل أخيها، وفي أبياتها وردت بمعنى النفس وهو كل ما يدخل إلى الرئة من نسيم وبانقِطاعها انتهاء للحياة وعنها نظمت الشاعرة:

خضبَ السّنانَ بطعنة ٍ

فالنَّفسُ يحفزها النَّفسْ

3- جاءت الرياح في مقطوعة عبيد بن الأبرص لتدل على الروح التي هي سر الحياة وجمعها أرواح وعن هذا نظم الشاعر أبياته:

هَل نَحنُ إِلّا كَأَجسادٍ تَمُرُّ بِها

تَحتَ التُرابِ وَأَرواحٍ كَأَرواحِ

4- نشأت علاقة وطيدة بين الرياح وتصرف البشر ونفسياتهم فنرى في تنوع الرياح تغير لحالات الأشخاص من غضب وفرح وسكون وغيرها وكان الشعراء القدامى يعجبون بنسمات السحر وعنها قال عنترة بن شداد:

برْدُ نسيم الحجاز في السّحر 

إذا أتاني بريحة العطر

5- تعلقت الرياح في الجاهلية بمكارم الأخلاق التي يتصفون بها ومثال عليها ما يقومون به من ذبح الإبل والأنعام عند هبوب الرياح الباردة التي تدل على الجدب، فعندما يشعرون بهذه الرياح يجيدون بما يملكون من أجل إطعام الفقراء ومما خطه الشعراء في هذا أبيات لابنة لبيد توضح كرم أبيها:

إذا هبت رياح أبي عقيل

دعونا عند هبتها الوليدا 

أبا وَهبٍ جَزَاكَ اللَّهُ خَيراً

نَحَرناها، وأطعَمنا الوُفُودَا

6- تطرق الأدباء إلى وصف الرياح في المعارك ويعود هذا إلى أنها السبب في هلاك قوم ثمود وهنا يظهر أثر الآداب السابقة فيها ومن الأبيات التي تدل على هذا مما نظمه مبدع بن هرم:

فكانت صيحة لم تبق شيئًا 

بوادي الحجر وانتسفت رياحا

المصدر: الحياة الأدبية في العصر الجاهلي تأليف دكتور محمد عبد المنعم خفاجي العصر الجاهلي تأليف محمد شوقيالعصر الجاهلي الأدب والنصوص تأليف محمد صبري الأشتر 2010مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية تأليف ناصر الدين الأسد


شارك المقالة: