الزوجة الآكلة للرجل والعجوز الصغيرة ونجمة الصباح

اقرأ في هذا المقال


قصة الزوجة الآكلة للرجل والعجوز الصغيرة ونجمة الصباح (The Ma-Eating Wife, the Little Old Woman and the Morning Star story هي قصة خيالية للكاتب إرميا كيرتن، وهو كاتب فولكلوري ومترجم من أمريكا.

الشخصيّات:

  • الزوج.
  • الزوجة آكلة اللحم.
  • العجوز الشريرة. 
  • نجمة الصباح.
  • الصبي ابن نجمة الصباح.
  • الرجل العجوز.

قصة الزوجة الآكلة للرجل والعجوز الصغيرة ونجمة الصباح:

عاش رجل وامرأة لوحدهما في منطقة خالية من الأشجار في الغابة، كان الرجل يصطاد، وقامت المرأة بزراعة الفول والذرة، وذات يوم، عندما جلست المرأة أمام النار وهي تحضر كعكة من الرماد، اندلعت شرارة كبيرة وأحرقتها، فركت البقعة بإصبعها، وعندما بدأت تتقرح، بللت إصبعها في فمها وفركت الحرق، وبهذه الطريقة تذوقت طعم لحمها وأعجبها.

أخذت سكينًا من حجر الصوّان، وقطعت قطعة اللحم المحترقة وأكلتها، كان الطعم مقبولًا لدرجة أنّها أخذت قطعة من النار، وأحرقت مكانًا آخر على ذراعها، وقطعت اللحم وأكلته، وكبرت عندها الرغبة وظلت تحرق وتأكل نفسها حتى أكلت كل اللحم الذي يمكن أن تصل إليه من ذراعيها وساقيها،كان للرجل كلب حكيم وكان صديقه المقرب، جلس الكلب ذات يوم قرب النار وراقب المرأة.

وعندما كانت في النصف تقريبًا من تناول الطعام، قالت له: من الأفضل أن تذهب وتخبر صديقك أن يهرب ويأخذك معه، وإذا لم يسرع ، فسوف آكل كلاكما، ركض الكلب بأسرع ما يمكن وعندما جاء إلى حيث كان الرجل يصطاد، أخبره بما حدث، وأن زوجته أصبحت آكلت لحوم البشر وستأكل نفسها ثم تأكلك، هرب الرجل والكلب، ولكن كانت ساقا الكلب قصرتين، ولم يكن يستطيع الجري بسرعة، لذلك وضعه الرجل في شجرة جوفاء وأمره بأن يبقى صامتًا.

ذهب الرجل بأسرع ما يمكن حتى وصل إلى نهر به ضفاف عالية، وعند النهر جلس رجل عجوز، فقال له الرجل: جدي، أنا في ورطة كبيرة، ضعني عبر النهر وأنقذني، زوجتي تتابعني وتريد قتلي وأكلي، قال الرجل العجوز: أعلم أنّها تتبعك، لكنّها ما زالت بعيدة. سأضعك في الجانب الآخر ولكن أولاً يجب أن تحضر لي سلة من الأسماك من بركة السمك الخاصة بي.

ذهب الرجل من أجل السمك حيث كانت البركة مغلقة، وعلى الضفة كانت هناك سلة بمقبض، ثمّ اصطاد الرجل كمية كبيرة من السمك وملأ السلة وحملها إلى الرجل العجوز الذي طبخ السمك ثم قال: اجلس وكل معي، وأكلوا معًا، ثم قال الرجل العجوز: الآن يجب أن تحضر لي سلة من الفول السوداني، فركض الرجل إلى حديقة الرجل العجوز، وأحضر الفول السوداني بأسرع ما يمكن وحمله إليه.

وبعد أن طبخ وأكل المكسرات، قال: الآن سأضعك عبر النهر،  فاستلقى على حافة الماء، واتكأ على مرفقيه، ومدّ رقبته إلى الضفة المقابلة، وصرخ: امش على رقبتي، لكن كن حذرًا ليست قوية كما كانت في السابق، سار الرجل بحذر، ثمّ قال له الرجل العجوز، وداعًا هناك بعيدًا في الغرب، ستأتي إلى منزل كبير، هذا المنزل يخص خالاتك الثلاث، وسوف يساعدنك.

في تلك الأثناء كانت زوجة الرجل الشريرة من شدة جوعها، قامت  وأخذت عصا ودفعت النخاع من عظامها وأكلتها، وملأت عظامها بالحصى التي كانت تصدر أصواتاً في داخلها وهي تتحرك، وبين الحين والآخر توقفت عن الأكل والرقص وعندما سمعت صوت خشخشة الحجارة في ساقيها وذراعيها، قالت: أوه، هذا يبدو جيدًا!

التهمت المرأة كل شيء في المنزل من اللحم، والخبز، والجلود، وكل ما يمكن أن يؤكل، وعندما لم يبق شيء، بدأت في البحث عن زوجها، جاءت على أثره واتبعته، وتوقفت بين الحين والآخر ورقصت واستمعت بفرحة إلى خشخشة الحصى في عظامها، ثم ذهبت مرة أخرى، وعندما أتت إلى ضفة النهر ورأت الرجل العجوز في مركّبه القديم صرخت له: أيّها الرجل العجوز، تعال وضعني عبر النهر، أنا أطارد زوجي، كن سريعاً!

استدار العجوز نحوها ببطء، وقال: لا يمكنني وضعك في الجانب الآخر، لا يوجد عبور لامرأة تطارد زوجها لتلتقطه وتأكله، لكنّ المرأة حثت الرجل وتوسلت إليه حتى قال الرجل العجوز أخيرًا: سأضعك في الجانب الآخر، لكن عليك أولاً أن تحضري لي سلة مليئة بالسمك، وتحضري لي سلة مليئة بالفول السوداني،فأحضرت له السمك والفول السوداني، لكن عندما تم طهيهما لم تأكل مع الرجل العجوز.

لم تأكل شيئًا الآن سوى اللحم البشري، وبعد أن أكل الرجل العجوز السمك والفول السوداني، قام بمد رقبته عبر النهر ولكن على شكل رقبة حصان، ضيقة جدًا ومقوسة، فأصبحت المرأة غاضبة، وسألت: كيف تعتقد أنّني سأمشي على ذلك؟ أجاب: يمكنك أن تفعلي ما يحلو لك، أنا عجوز، لا أستطيع أن أجعل رقبتي مسطحة، وسوف تنكسر لذلك يجب أن تمشي بحذر.

على الرغم من شدّة غضب المرأة، كان عليها البقاء في مكانها أو الجلوس على رقبة العجوز المقوسة، وبدأت أخيرًا تقطع خطواتها وهي توبّخ الرجل العجوز، كانت المياه عميقة ومليئة بالمخلوقات الرهيبة، وعندما وصلت المرأة إلى منتصف النهر، كان الرجل العجوز غاضبًا لأنّها وبّخته، وهزّت رقبته، فسقطت في الماء وفي تلك الدقيقة تم القبض عليها من مخلوقات الماء والتهما الجميع ما عدا بطنها.

التي كانت تطفو أسفل النهر وتتجاوز منزل الثلاثة خالات، كانت حياة المرأة في معدتها، كانت الخالات تراقب الطريق، لأنّ ابن أختهم كان في المنزل ووعدنه بمساعدته، وعندما جاءت المعدة قبضن عليها وقطعنها وقتلنها، في تلك الأثناء كان يسير الزوج بسرعة حتى وصل إلى الغابة حيث وجد شابة تجمع العصي، سأل المرأة: إلى أين تذهب؟ قال الرجل أهرب للبحث عن حياة جديدة لي.

قالت المرأة: ابق هنا وكن زوجي، يمكننا أن نعيش بسعادة إذا كان بإمكانك تحمّل جدتي، وهي امرأة عجوز صغيرة ومزعجة للغاية، كانت المرأة حسنة المظهر، لطيفة وشابة، وكان الرجل سعيدًا بالعودة معها، قالت الشابة: ياجدتي، اسألك في إدخال الضيف، قالت المرأة العجوز، تعال إلى هنا! تبعوها إلى المنزل وجلسوا، ثمّ التقطت عصى وقامت بضرب حفيدتها، وقالت: تريدين زوجًا، أليس كذلك؟

وقامت بضربها وتحملت المرأة الضربات دون أن تصدر صوتاً، وفي صباح اليوم التالي قالت المرأة العجوز للرجل: يجب أن نذهب إلى الجزيرة ونصطاد، ثمّ ذهبوا حيث كانت الجزيرة منخفضة وفي وسط بحيرة عميقة، فهبطوا وركبوا الزورق، ثم قالت المرأة العجوز، مشيرة في اتجاه بعيد عن مكان الهبوط: خذ مكانك هناك، سأقود الصيد نحوك.

عندما قطع الرجل مسافة ما، استدار ورأى أنّ المرأة العجوز كانت في الزورق وهي تجدف بأسرع ما يمكن، نادى عليها لكنها لم تجب، مكث طوال اليوم في الجزيرة، ولم يكن هناك سبيل للهروب، بعد فترة، لاحظ وجود علامات مائية عالية جدًا على الأشجار ثم عرف أنّه في بعض الأحيان كانت الجزيرة تقريبًا تحت الماء، ولمّا حلّ الليل بدأ الماء يرتفع، وتسلق الرجل أعلى شجرة وجدها، استمر الماء في الارتفاع واستمر في التسلق.

وفي منتصف الطريق تقريبًا، كانت الأشجار مغطاة، وكان الرجل على قمة الشجرة العالية وحولها كان حشد من المخلوقات ينتظرون التهامه، وفي الحال رأى الرجل نجمة الصباح تتلألأ، ثمّ تذكر أنّه في شبابه، وعدته نجمة الصباح في المنام بمساعدته في وقت الضيق أو الخطر، وفكّر قائلاً، إذا كان نجم الصباح يسرع بالنهار ويضيء بسرعة، فإنّ الماء سوف يهبط وسأتخلص من هذه المحنة.

وصرخ: أوه، يا نجمة الصباح، اسرعي في ذلك اليوم، يا نجمة الصباح، أسرعي في هذا اليوم! عندما كنت صغيرًا، وعدت بمساعدتي إذا كنت في خطر كبير، في تلك الأثناء عاشت نجمة الصباح في منزل جميل وكان لديها ولد صغير كخادم، ثمّ سمع الصبي الصوت الذي نادى، فقال:من هذا الذي يصرخ في الجزيرة؟ قال الولد: أوه، هذا زوج حفيدة المرأة العجوز الصغيرة، يقول إنّه عندما كان صغيراً وعدت في المنام أن تساعديه.

قالت نجمة الصباح: نعم، لقد وعدت، دع اليوم يأتي على الفور! جاء النهار على الفور وهبطت المياه على الجزيرة دفعة واحدة، وعندما جفّت الأرض، انزلق الرجل من الشجرة وذهب إلى مكان الهبوط ودفن نفسه في الرمال، تاركًا فقط أنفه وعينيه مكشوفة، وفي وقت مبكر من الضحى، جاءت المرأة العجوز الصغيرة في زورق وسحبته على الشاطئ، وقالت لنفسها: لقد أُكل لحم زوج حفيدتي، ولكن ربما بقيت عظامه، إنّها صغيرة ومليئة بالنخاع الجميل.

سأجدهم وأكل النخاع، وبدأت تبحث عن العظام، وعندما كانت بعيدة بما فيه الكفاية، زحف الرجل من الرمال، واندفع إلى الزورق، ودفع وجذّف بعيدًا، وعندما كان على مسافة من الجزيرة استدارت المرأة العجوز ورأته وصرخت: ارجع يا حفيدي، ارجع! لن أقوم بخداعك مرّة أخرى، سوف احبك، فقال الرجل: لا، لن انتظرك! وسارع بالرحيل، وعندما جاء الليل وبدأ الماء في الارتفاع، تسلقت السيدة العجوز شجرة الصنوبر الطويلة.

وفي منتصف الليل بين منتصف الليل والصباح، عندما كان الماء بالقرب من أعلى الشجرة، وكانت المخلوقات في الماء تنتظر أكلها، فصرخت إلى نجمة الصباح: عندما كنت صغيرة، وعدتني بمساعدتي إذا كنت في محنة، ساعديني الآن، سمعت نجمة الصباح الصوت ونادت ولده، وقالت: هل هذا الرجل في الجزيرة بعد؟ أجاب الصبي: أوه، لا! لقد نزل أمس.

ثمّ قال الصبي: هذه هي المرأة العجوز الصغيرة نفسها، تقول أنّها، عندما كانت صغيرة وعدتها في المنام بأنّها إذا كانت في أي وقت من الأوقات في محنة، ستساعديها قالت نجمة الصباح، أوه، لا! لم أجري أي محادثة مع تلك المرأة العجوز، ولم أقدم لها أي وعد، وذهبت نجمة الصباح للنوم وتركت النهار يأتي في وقته الخاص، فارتفع الماء حتى وصل إلى قمة شجرة الصنوبر، ثمّ قبضت كائنات البحيرة على المرأة العجوز الصغيرة وأكلتها.


شارك المقالة: