قصة السيد وتلميذه

اقرأ في هذا المقال


قصة السيد وتلميذه أو (The master and his pupil) هي حكاية فولكلورية إنجليزية، للمؤلف، جوزيف جاكوبس، نشرت عام ، 1892، للناشر، أبناء جي بي بوتنام.

الشخصيات:

  • السيد.
  • التلميذ.
  • الجنّي.

قصة السيد وتلميذه:

في يوم من الأيام  كان هناك رجل مثقف جدًا في شمال البلاد يعرف جميع اللغات على الأرض، وكان على دراية بجميع أسرار الكون، كان لديه كتاب واحد كبير مُغلَّف بعجل أسود ومشابك بالحديد، وبزوايا حديدية، ومقيّدًا بالسلاسل بطاولة صُنعت بسرعة على الأرض، وعندما كان يريد أن يقرأ من هذا الكتاب، كان يفتحه بمفتاح حديدي، ولم يقرأ منه كثيراً، إلا أنّه كان يحتوي على كل أسرار العالم الروحي.

لقد أخبرنا عدد الجنيّات التي كانت في السماء، وكيف سرن في صفوفهن، وغنين في مراسلاتهن، وما هي وظائفهن المتعددة، وما هو اسم كل جنيّة عظيمة من الجنيّات، وأخبرنا عن الجنيات الخبيثة كم يوجد منهن وما هي قواهن المتعددة، وعملهن، وأسمائهن، وكيف يمكن استدعاؤهن، وكيف يمكن فرض المهام عليهن، وكيف يمكن أن يكن مقيدات بالسلاسل.

في تلك الأثناء كان لدى السيد تلميذ لم يكن سوى فتى أحمق، وكان يعمل كخادم للسيد العظيم، لكنّه لم يُسمح له أبدًا للنظر في الكتاب الأسود، وبالكاد دخل الغرفة الخاصة به، وفي أحد الأيام كان السيد خارجًا، ثم أسرع الفتى الفضولي قدر المستطاع إلى الغرفة حيث احتفظ سيده بأجهزته الرائعة لتغيير النحاس إلى ذهب، وغرفة الفضة، ومرآته التي يمكن أن يرى فيها كل ما كان يمر في العالم، وكذلك الصَدَفة التي عند الإمساك بها يمكن أن تهمس بكل الكلمات التي كان يتكلم بها أي شخص يرغب السيد في معرفته.

حاول الصبي عبثًا استخدام الأشياء التي أمامه، وحاول أن يحوّل النحاس والرصاص إلى ذهب وفضة، نظر طويلًا وبلا جدوى إلى المرآة حيث مر ّفوقها دخان وسحب، لكنّه لم ير شيئًا عاديًا، ولم تنتج الغيوم والسحب عند أذنه سوى غمغمات غير واضحة، مثل صوت هدير البحار البعيدة على شاطئ غير معروف، ثمّ قال: لا أستطيع أن أفعل شيئًا، لأنني لا أعرف الكلمات الصحيحة التي يجب أن أقولها، وهن موجودات في كتاب السيد.

نظر حوله، وفُتح الكتاب الذي نسي السيد قفله قبل أن يخرج، فهرع الصبي إليه، وفتح المجلد، ورأى أنّه كان مكتوباً بالحبر الأحمر والأسود، ولم يستطع فهم الكثير منه عند قراءته، لكنّه وضع إصبعه على الخط وحاول تهجئه، وفي الحال اظلمت الغرفة، وارتجف المنزل، بدأ ضجيج يشبه صوت الرعد، وتدحرج مخلوق عبر الممر والحجرة القديمة، ووقف أمامه بشكل رهيب ومرعب، وكان يتنفس النار، وعيون مثل المصابيح المشتعلة.

كان الجني بعلزبول الذي دعا إليه لخدمته، فقال بصوت كزمجرة الحديد عند طرقه: كلفني بمهمة! ارتعد الولد فقط، انتصب شعره، فكرر الجني : كلفني بمهمة وإلا سأخنقك! لكن الفتى لم يستطع الكلام من شدة رعبه وخوفه، ثم اقترب منه الروح الشرير فمد يديه إلى حلقه حيث أحرقت الأصابع الملتهبة لحمه، وقال مرة أخرى: كلفني بمهمة! فصرخ الصبي بيأس: زهرة الماء خاصة سيدي مشيرًا إلى إبرة الراعي التي كانت واقفة في قدر على الأرض.

غادر الجنّي الغرفة على الفور، لكنّه عاد في لحظة أخرى ببرميل على ظهره، وسكب محتوياته على الزهرة، وذهب مرارًا وتكرارًا وجاء، وسكب المزيد والمزيد من الماء فوق الزهرة حتى وصلت أرضية الحجرة التي كانت تغرق بالماء إلى عمق كان يغطي الكاحل، فشهق الفتى بخوف: يكفي، يكفي! وأمّا الجني فلم يسمع له، ولم يكن الصبي يعرف الكلمات التي يرسله بها بعيدًا، وهو لا يزال يجلب الماء.

وبقي يسكب الماء حتّى ارتفع إلى ركبتي الصبي وسكب المزيد من الماء، ثمّ صعد على خصره، وما زال الجنّي بعلزبول يملأ الماء بالبراميل ويصبها أمام الصبي حتّى صعد الماء إلى إبطيه، وتدافع إلى سطح الطاولة، وفي تلك الأثناء، ارتفع الماء في الغرفة على النافذة وغسل الزجاج، ودار حول قدميه على الطاولة، ولا يزال يرتفع حتّى  وصل إلى صدره، بكى الصبي عبثاً، ولم يُطرد الروح الشريرة.

وبقي الجنّي يسكب الماء دون توقف، وكان سيغرق المدينة بأكملها، لكنّ السيد تذكر في رحلته أنه لم يقفل كتابه، وبالتالي عاد، وفي اللحظة التي كان الماء يتدفق حول ذقن التلميذ، اندفع السيد إلى الغرفة وتحدث بالكلمات التي أعادت بعلزبول إلى منزله الناري، وأخبره تلميذه بضرورة عدم تخطي حدود معرفته، أو التجرؤ على تعلم أشياء لا يستطيع السيطرة عليها حيث كان ما فعله سيودي بحياته لولا تدخل السيد في الوقت المناسب.


شارك المقالة: