اقرأ في هذا المقال
- سبب التسمية
- تاريخ الشعر الحُر
- أسباب ظهور الشِعر الحُر
- خصائص ومميزات الشعر الحُر
- أهم الشعراء الذين استخدموا أسلوب الشِعر الحُر
استُخدم الشِّعرُ الحرُّ قبل الخمسينيات، فقد اتَّخذ مُسمَّيات عِدّة، ومنها “الشِّعر المرسل “، “النَّظم المرسل المُطلق “،”الشعر الجديد “، “شعر التفعيلة “، لكن فيما بعد سُمّي بالشعر “الحُرّ “، وهو الشعر الذي يتكوّن من سطر واحد، أي ليس له عجز؛ أي أنَّهُ يعتمد على تفعيلة واحدة، وهو أحد أنواع الشعر العربيّ الأكثر انتشاراً.
سبب التسمية :
سُمّي الشعر الحُرُّ بهذا الاسم؛ بسبب عدم احتوائه على العجز، وأنّهُ يعتمد على تفعيلة واحدة فقط، أي أنّهُ تحرَّر من وحدة القافيّة والشكل، ويتمتَّع شاعرهُ بِحُريّة التنويع في المقالات، بينما يلتزم بتطبيق القواعد العروضيّة التزاماً كاملاً.
ويعود تسمية الشعر الحُر بهذا الاسم، هو الإحساس بأنّ القصيدة العربية الحديثة لا تزال تمارس كتابة
تعتمد على التعقيد، ومن ثم فقد كان الشعر العربي في حاجة إلى حرية حقيقيه يكتب من خلالها.
تاريخ الشعر الحُر :
يُعدُّ ظهور الشّعر الحُر تغيُّراً حاسماً في تاريخ الشعر العربيّ؛ كونهُ مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمحتوى البناء الموسيقي، وأنماط التعبير الفكريّة والإبداعية، فقد كان بدايته في العراق، على يد نازك الملائكة في قصيدة الكوليرا المنشورة في 1947 في تشرين الثاني، وكذلك قصيدة “هل كان حُبّاً ” للشاعر بدر شاكر السيّاب، وعلى الرغم من أن بدر شاكر السيّاب استغرق وقتاً في كتابته لديوانه” أزهار ذابلة ” إلّا أن نازك الملائكة تؤكّد أحقيتها لريادة هذا النوع من الشِّعر.
أسباب ظهور الشِعر الحُر :
يعود ظهور الشعر الحُر إلى العديد من الأسباب ومنها :
- إنَّ شعراء هذه الجماعة تغلبوا على الميوعة الرومانسية في الشعر، التي اتّصفت بها قصائد شعراء المهجر والديوان وأبولو .
- رأوه يقيم في برج عاجي وكأنما رأوا الشعراء حين عكفوا على ذاتهم يجترون آلامها الفردية لا يعبرون تعبيرا حقيقيا عن الواقع بمشكلاته الجماعيه وقضاياه العامة.
- إن أعضاء هذه الجماعة رأوا القصيدة أن القصيدة العربية القديمة كبلتا لشاعر الحديث وقيدت حريته وفرضت عليه قالب شعري طالبته باتباعه قائما على وحدة الوزن والقافية وقد تمرد أعضاء هذه المدرسة الجدية على وحدة الوزن والقافية.
خصائص ومميزات الشعر الحُر :
- استخدم الشعر الحر العديد من التشيبهات و الصور الشعريّة التي تساهم في التأثير بالفكرة التي يتحدّث عناه الشاعر.
- يخلط الشعر الحُر بين العاميّة و الفصحى، ممّا يسهّل على المستمع أو القارىء فهم القصيدة.
- يتّسم الشعر الحُر ببساطة الألفاظ و سهولتها، ممّا يسهّل الوصول إلى معاني القصيدة.
- خاصية التدوير: أي أنّ الشاعر يستخدم تفعيلات غير كاملة في نهاية البيت الأول، حتى يقوم بكتابتها في البيت الثاني.
- يتصف الشعر الحر بالتوازن: أي أنه موزون، ويستخدم تفعيلات موحدة ، من بداية القصيدة إلى نهايتها، على الرغم أن الشاعر لا يلتزم بعدد التعفيلات.
- الوحدة العضوية : تعني التناسق و التوافق بين أجزاء القصيدة والألفاظ المستخدمة، وكذلك الأحداث والخيالات التي يصوّرها الشاعر.
- استخدام الرموز و الإيحاءات بكثرة في الشعر الحر، والتي تكون عادة صعبة التحليل.
- يتميز الشعر الحُر عن باقي أنواع الشعر الأخرى بعدم التزام الشاعر بالقافية؛ أي أنّ الشاعر يتبع قافية معيّنة لعدد من الأبيات، وسرعان ما ينتقل لقافية أخرى، وهذا الأمر يفقد القصيدة رونقها الموسيقي، وتناسقها الغنائي.
- يلتزم الشعر الحُر بوحدة الموضوع؛ فلا تقتصر الوحدة في ذلك على البيت فقط، بل إنّ القصيدة بأكملها تشكّل كلاماً مُتماسكاً، وامتزاجاً وتناغماً في شكلها ومضمونها، حيث تم وضع القافية، والتفعيلة، والصياغة، والبحر، تحت خدمة الموضوع، ممّا جعل الشاعر يعتمد على التفعيلة في شعره، وعلى الموسيقى الداخلية المناسبة بين الألفاظ، وهي بذلك طريقة للتعبير عن نفسيّة الشاعر، ونزواته، وطموحه، وآماله، أكثر من كونها أبيات منتظمة مصفوفة.
أهم الشعراء الذين استخدموا أسلوب الشِعر الحُر:
- نازك الملائكة: شاعرة عراقية ولدت في بغداد، تلقّت تعليمها في بغداد وتخرّجت من دار المعلمين العالميّة.
برز للشاعرة نازك الملائكة العديد من القصائد الحُرّة ومن أهمها :
قصيدة (أنا)
اللَّيلُ يسألُ من أنا
أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ
أنا صمتُهُ المُتمرِّدُ
قنّعتُ كنهي بالسكونْ
ولفقتُ قلبي بالظنونْ
وبقيتُ ساهمةً هنا
أرنو وتسألني القرونْ
أنا من أكُون؟
والريحُ تسأل من أنا
أنا روحُها الحيران أنكرني الزمانْ
أنا مثلها في لا مكان
نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ
نبقى نمرُّ ولا بقاءْ
فإذا بلغنا المُنْحَنى
خِلناهُ خاتمةَ الشقاءْ
فإِذا فضاءْ!
والدَّهرُ يسألُ من أنا
أنا مثلهُ جبّارةٌ أطوي عُصورْ
وأعودُ أمنحُها النشورْ
أنا أخْلقُ الماضي البعيدْ
من فتنةِ الأمل الرغيدْ
وأعودُ أدفنُهُ أنا
لأصوغَ لي أمسًا جديدْ
غَدُهُ جليد
والذَّاتُ تسألُ من أنا
أنا مثلها حيرَى أحدّقُ في ظلام
لا شيءَ يمنحُني السلامْ
أبقى أسائلُ والجوابْ
سيظَل يحجُبُه سراب
وأظلّ أحسبُهُ دنا
فإذا وصلتُ إليه ذابْ
وخبا وغابْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- بدر شاكر السياب : ولد بدر شاكر السياب في قرية جيكور، والتي كانت تتميّز بالطبيعة الخلّابة، حيث كان لهذه الطيبعة الدور الأكبر لولادة شغف الشاعر في كتابة الشعر الحر.
وكان للسياب العديد من القصائد التي اتبعت أسلوب الشعر الحُرّ ومنها :
وهيهات، إن الهوى لن يموت
ولكنّ بعض الهوى يأفل
كما تأفل الأنجم الساهرات
كما يغرب الناظر المسبل
كما تستجمّ البحار الفساح ملّيا
كما يرقد الجدول كنوم اللظى
كانطواء الجناح كما
يصمت الناي والشمأل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمود درويش: شاعر فلسطيني معاصر، ارتبط شعره بشعر الثورة و الوطن المسلوب.
برز لدرويش الكثير من الأشعار الحُرّة والتي من بينها :
نلتقي بعد قليل
بعد عامٍ
بعد عامين
و جيلْ..
و رَمَتْ في آلة التصوير
عشرين حديقهْ
وعصافيرَ الجليل
ومضتْ تبحث
خلف البحر
عن معنى جديد للحقيقة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فدوى طوقان: ولدت في مدينة نابلس في فلسطين، وأحد أهم شعراء الشعر الحُرّ.
لدى فدوى طوقان العديد من القصائد التي اتبعت نظام الشعر الحر وبينها :
هذا الكوكب الأرضي
لو بيدي
لو أني أقْدر أن أقْلِبه
هذا الكوكبْ
لو أني أملك أن أملأه هذا الكوكبْ
ببذور الحبّْ
فتعرِّش في كلّ الدنيا
أشجار الحبّْ
ويصير الحب هو الدنيا
ويصير الحب هو الدربْ