تميز عبيد بن الأبرص بشاعريته وإجادته نظم الشعر الذي استمد صور من حياته وبيئته كما لجأ إلى التنويع في الصور البيانية التي خدمته وجعلته يتفرد ويتميز عن غيره.
أبرز الصور البيانية في شعر عبيد بن الأبرص
1- التشبيه: من أبرز الصور البيانية وأهمها استعمالاً في المقطوعات حيث يخدم الشاعر في توضيح فكرته وتسهيل فهمها، وكان التشبيه في مقطوعات عبيد بن الأبرص مستمدة من الحياة البرية البدوية التي عاشها ومما خطة مستخدمًا التشبيه ما ورد في وصف ناقته وتشبيهها بالعير حين أنشد:
وَخَرقٍ قَد ذَعَرتُ الجونَ فيهِ
عَلى أَدماءَ كَالعيرِ الشَنونِ
ومن أندر وأغرب التشبيهات التي وردت في أبيات عبيد بن الأبرص عندما شبه ناقته بالجمل أي شبه الأنثى بالذكر وهذا مستغرب حيث أنشد:
يا ناقة ما كسوتها الرحل وال
أنساع رهبًا كأنها جمل
2- المجاز: وهو أسلوب قديم لجأ إليه الأدباء بعد أن ازدهرت اللغة وتقدمت وأصبحت مفرداتها وضعية لا تعبر عن المعاني والأفكار الحديثة، فقد نرى أن الشعراء أسندوا للجمادات الحياة وكذلك وصفوا الكائنات الحية بصفات البشر كقولهم السماء تبكي والأرض تبتسم وغيرها ومما خطة عبيد يوضح هذا الأسلوب:
وسبتك ناعمة صفي نواعم
بيض غرائر كالظباء العيس
3- الكناية: تعد من أبرز ألوان الصور البيانية لمكانتها في التأثر والتوضيح، والمتمعن في مقطوعات عبيد بن الأبرص يراها تعج بالكناية معبرًا عن معانيه وأفكاره ومن هذا ما نظمه في التباهي وبقومه:
لِمَن طَلَلٌ لَم يَعفُ مِنهُ المَذانِبُ
فَجَنبا حِبِرٍّ قَد تَعَفّى فَواهِبُ
3- الاستعارة: تُعد من أسمى وأنبل الصور البيانية التي لجأ إليها الأديب لتعبر عن ذوقه الرفيع ونراها في مقطوعات عبيد بن الأبرص مناسبة ومعبرة عما يجول في خاطره عن طريق مفردات تحمل دلالات نفسية رائعة ملائمة للموضوع ومثال عليه ما أنشده:
إن الحوادث قد يجيء بها الغد
والصبح والإمساء منها موعد
وأيضًا ما نظمه عندما تباهى بصفاته من عفة وسداد رأي وحكمته حيث أنشد:
وإني لأطفي الحرب بعد شبوبها
وقد أوقدت للغي في كل موقد