الضوء الأزرق هي قصة خيالية للأخوان جريم تدور حول جندي يجد شيئًا سحريًا يوفر له مساعدًا خارقًا، لديهم العديد من القصص الخيالية الكلاسيكية ونشروها تحت اسم “حكايات جريم الخيالية”، قصصهم الشهيرة هي “الطائر الذهبي هانز إن لاك ، جوريندا والمزيد.
الشخصيات:
- الجندي.
- الساحرة.
- الملك.
- ابنة الملك.
قصة الضوء الأزرق:
كان هناك جندي وكان يخدم الملك بأمانة لسنوات عديدة، ولكن عندما انتهت الحرب لم يعد بإمكانه الخدمة بسبب الجروح العديدة التي أُصيب بها نتيجة المعارك، فقال له الملك: يمكنك أن تعود إلى بيتك، لست بحاجة إليك بعد الآن، لن تتلقى أي أموال أخرى، لأنه فقط من يتلقى الأجر هو الذي يقدم لي الخدمة، ثم لم يعرف الجندي كيف يكسب لقمة العيش بعد أن طرده الملك من العمل، وذهب مضطربًا للغاية، وسار طوال اليوم، حتى دخل غابة في المساء، وعندما حل الظلام، رأى نورًا اتجه نحوه وجاء إلى منزل تعيش فيه ساحرة.
قال لها: أعطني مسكنًا لليلة واحدة وقليلًا من الطعام والشراب، وإلا سأموت جوعاً، أجابت الساحرة: من يعطي أي شيء لجندي هارب؟ ومع ذلك، سأكون رحيمةً، وسأقبل بك، إذا كنت ستفعل ما أريد، حينها قال الجندي: ماذا تتمني أن أفعل لك؟ فقالت الساحرة: يجب أن تحفر جميع أنحاء حديقتي لي، غدًا فوافق الجندي، وفي اليوم التالي جاهد بكل قوته، لكنه لم يستطع إنهاء ذلك بحلول المساء.
قالت الساحرة: أرى جيدًا بما فيه الكفاية، حيث لا يمكنك فعل المزيد اليوم، لكنني سأبقيك ليلة أخرى، لدفع ثمنها عليك غدًا أن تقطع لي حمولة من الخشب وتجعلها صغيرة، لذلك أمضى الجندي اليوم كله في فعل ذلك، وفي المساء اقترحت الساحرة أن يمكث ليلة أخرى غداً، وقالت له: سوف تقوم بعمل تافه جداً لي، خلف منزلي هناك بئر قديم وجاف، سقط فيه ضوئي الأزرق، إنه يُضيء باللون الأزرق، ولا ينطفئ أبدًا، وسوف تعيده إلي مرة أخرى.
وفي اليوم التالي، أخذته السيدة العجوز إلى البئر ووضعته في سلة، وحين وجد الضوء الأزرق، استخدمها أيضاً كإشارة لجذبه مرة أخرى، وبعد أن وجده قامت بسحبه، لكن عندما اقترب من الحافة مدت يدها وأرادت أن تأخذ الضوء الأزرق وتتركه دون سحبه، فقال الجندي: لا، مدركًا نيتها الشريرة، لن أعطيك النور حتى أقف بكلتا قدمي على الأرض عندها أوقعته الساحرة ودعته ينزل مرة أخرى في البئر، وذهبت بعيدًا.
بعدما سقط الجندي المسكين بدون إصابة على الأرض الرطبة، وظل الضوء الأزرق مشتعلاً ولكن ما فائدة ذلك بالنسبة له؟ لقد رأى جيدًا أنه لا يستطيع الإفلات من الموت ثمّ جلس لبعض الوقت بحزن شديد، ثم فجأة شعر في جيبه ووجد غليونه، الذي كان نصفه لا يزال مليئًا بالتبغ وبدأ يدخن وعندما كان الدخان يدور حول الكهف، وقف فجأة أمامه رجل أسود صغير وقال: سيدي، ما هي أوامرك؟ فرد الجندي مندهشا جداً: ما هي الأوامر التي سأعطيك إياها؟ فقال الرجل الصغير: يجب أن أفعل كل ما تقدمه لي.
قال الجندي: جيد، في المقام الأول ساعدني في الخروج من هذا البئر، فأخذه الرجل الصغير من يده وقاده عبر ممر تحت الأرض، لكن الجندي لم ينس أن يأخذ الضوء الأزرق معه، وفي الطريق، أظهر له الرجل الصغير كنوزا مخبأة هناك وأخذ الجندي أكبر قدر ممكن من الذهب، وعندما كان في الأعلى قال للرجل الصغير، اذهب الآن وربط الساحرة العجوز، وحملها أمام القاضي، ولم يمض وقت طويل بعد ذلك قبل ظهور الرجل الصغير مرة أخرى حيث قال: لقد تم كل شيء، والساحرة معلقة بالفعل على حبل المشنقة، ما هي الأوامر الأخرى لسيدي؟
أجاب الجندي: في هذه اللحظة لا شيء، يمكنك العودة إلى المنزل ولكنّ كن في متناول اليد فقط على الفور، إذا استدعيتك، فقال الرجل الصغير: ليس هناك حاجة إلى شيء أكثر من أنه يجب عليك إضاءة أنبوب الضوء الأزرق وسأظهر أمامك في الحال، و عندئذ اختفى عن الأنظار ثمّ عاد الجندي إلى البلدة التي أتى منها، و ذهب إلى أفضل نزل، واشترى لنفسه ملابس أنيقة، ثم طلب من المالك أن يوفر له غرفة رائعة قدر الإمكان، وبعدما كانت جاهزة واستراح فيها الجندي، استدعى الرجل الأسود الصغير وقال: لقد خدمت الملك بإخلاص، لكنه طردني وتركني في حالة جوع، والآن أريد أن أعاقبه.
فسأل الرجل الصغير: ماذا علي أن أفعل؟ فقال الجندي: في وقت متأخر من الليل، عندما تكون ابنة الملك في الفراش أحضرها إلى هنا أثناء نومها، وسوف أجعلها تعمل عندي عمل الخدم، فقال الرجل الصغير: هذا شيء سهل بالنسبة لي، لكنه شيء خطير جدًا بالنسبة لك، لأنه إذا تم اكتشافك فسوف يلحق بك أكبر العقوبات، وعندما ضربت الساعة الثانية عشرة ليلاً، انفتح الباب وحمل الرجل الصغير الأميرة، صرخ الجندي بالأميرة: آها! هل أنت هناك؟ اذهبي إلى عملك في الحال، اجلب المكنسة واكنسي الغرفة، وعندما فعلت ذلك، أمرها بالحضور إلى كرسيه ثم مد قدميه وقال: أخلعي حذائي من رجلي، وجعلها تلتقطها مرة أخرى وتنظفها.
لكنها، مع ذلك فعلت كل ما أمرها به، دون معارضة وبصمت وبعينين نصف مغمضتين، وعندما صاح الديك الأول، حملها الرجل الصغير إلى القصر الملكي ووضعها في سريرها وفي الصباح التالي، عندما نهضت الأميرة، ذهبت إلى والدها وأخبرته أن حلمها كان غريبًا جدًا، وقالت: لقد حملني قزم في الشوارع بسرعة البرق، وتم اصطحابي إلى غرفة الجندي، وكان علي أن أنتظره كخادم وأكنس غرفته، وأقوم بتنظيف حذائه، وأقوم بكل أنواع الأشياء الوضيعة عمل، لقد كان مجرد حلم، ومع ذلك فأنا متعبة تمامًا كما لو أنني فعلت كل شيء حقًا.
قال الملك: ربما كان الحلم حقيقة، سأقدم لك نصيحة، املأي جيبك بالبازلاء، وقومي بعمل ثقب صغير فيه، وبعد ذلك إذا تم حملك بعيدًا مرة أخرى، فسوف تسقط وتترك أثرًا في الشوارع، ولكن كان الرجل الصغير يقف بجانبه عندما قال ذلك، وسمع كل شيء بدون أن يراه الملك، وفي الليل، عندما تم حمل الأميرة النائمة مرة أخرى في الشوارع، من المؤكد أن بعض البازلاء كانت تسقط من جيبها، لكن الرجل الصغير كان قد نثر البازلاء في كل شارع آخر، ومرة أخرى اضطرت الأميرة للقيام بأعمال الخادمة.
وفي صباح اليوم التالي، أرسل الملك جنوده للبحث عن الطريق الذي سلكته ابنته، لكن كل هذا كان بلا جدوى، ففي كل شارع كان الأطفال الفقراء يجلسون، يلتقطون البازلاء، وهم يقولون: لا بد أنها أمطرت البازلاء، الليلة الماضية، فقال الملك: يجب أن نفكر في شيء آخر، احتفظي بأحذيتك عندما تذهبين إلى الفراش، وقبل أن تعودي من المكان الذي تم اصطحابك إليه، قومي بترك أحدهم هناك وسأجده قريبًا.
ثمّ سمع الرجل الأسود الصغير هذه المؤامرة، وفي الليل عندما أمره الجندي مرة أخرى بإحضار الأميرة، كشفها له وأخبره أنه لا يعرف طريقة للتغلب على هذه الخدعة، وأنه إذا تم العثور على الحذاء في منزل الجندي سيتضرر معه، فأجاب الجندي: افعل ما أطلبه منك، ومرة أخرى في الليلة الثالثة، اضطرت الأميرة للعمل كخادمة، ولكن قبل أن تغادر أخفت حذاءها تحت السرير، وفي صباح اليوم التالي، قام الملك بالبحث في البلدة بأكملها عن حذاء ابنته حيث تم العثور عليها عند الجندي، وسرعان ما تمّ القبض عليه وألقي به في السجن.
بعدما تمّ القبض عليه كان قد نسي أغلى الأشياء التي لديه، الضوء الأزرق والذهب والآن أصبح محملاً بالسلاسل، وكان يقف عند نافذة زنزانته، عندما صادف أن رأى أحد رفاقه يمر، فنقر الجندي على لوح الزجاج، وعندما جاء هذا الرجل، قال له: كن لطيفًا وأحضر لي الصرة الصغيرة التي تركتها ملقاة في النزل، وسأعطيك مبلغاً من المال مقابل ذلك، فركض رفيقه إلى هناك وأحضر له ما يريد وبمجرد أن عاد الجندي بمفرده مرة أخرى، أشعل غليونه واستدعى الرجل الأسود الصغير.
فقال الرجل الصغير لسيده: لا تخف، اذهب أينما يأخذوك، ودعهم يفعلون ما يريدون، خذ الضوء الأزرق معك فقط، وفي اليوم التالي حوكم الجندي، ورغم أنه لم يفعل شيئًا شريرًا، حكم عليه القاضي بالإعدام، وعندما تم اقتياده للموت، طلب معروفًا أخيرًا من الملك، وهو تدخين أنبوباً قبل الموت فأجاب الملك: يمكنك أن تدخن ثلاثة، لكن لا تتخيل أنني سأنقذ حياتك.
ثم أخرج الجندي غليونه وأضاءه في الضوء الأزرق. وبمجرد أن صعدت بضعة أكاليل من الدخان، كان الرجل الصغير هناك ومعه هراوة صغيرة في يده، وقال: ماذا يأمر سيدي؟ اضربوا إلى الأرض ذلك القاضي الكاذب وشرطيه، ولا تعفو من الملك الذي عاملني بمثل هذه السوء ثم سقط الرجل الصغير عليهم مثل البرق، وعاقبهم جميعاً بما فيهم الملك الذي طلب الرحمة من الجندي، فعفا عنه الجندي ثمّ تزوج ابنته بعد ذلك.