الطباعة في العراق

اقرأ في هذا المقال


متى أُنشئت أول مطبعة في العراق؟


يرى بعض المؤرخين أنَّ أول مطبعة دخلت العراق كانت في عهد الوالي داود باشا في

سنة (1233-1274/1817-1831ميلادي).

وهو معروف بحبِّه للعلم والثقافة ورغبتة في تطوير العراق آنذاك وأنَّ أول كتاب طُبع

سنة (1246هجري-1830ميلادي). وعنوانه”دوحة الوزراء”

وفي تاريخ وقائع بغداد الزوراء لمؤلفه الشيخ رسول حاوي الكركوكي إلَّا أنَّ سقوط داود باشا وتدهور
الأوضاع بعده أدَّى إلى إهمال تلك المطبعة.

التي كانت تُسمَّى مطبعة “دارالسلام” فاندثرت ولم نجد أو نسمع بكتب أُخرى طبعت فيها.

ماهي المطابع التي أنشئت في العراق؟

فقد ارتبطت حركة الطباعة في العراق بنشاطات الإرساليات التبشيرية المُختلفة ولعلَّ الآباء
الدوميناكان الذين قدموا الموصل سنة (1164هجري-1750ميلادي).

وكانوا من أوائل المُهتمين بإدخال الطباعة الآلية الحديثة إليه. ففي
تموز(1257هجري-1858ميلادي).

وصل إلى الموصل هنري أمانتون الدونيميكي قاصدًا رسوليًا على العراق وفارس وأرمينيا.

وقد اصطحب معه شخصاً كلدانيًا من ماردين اسمه يوسف ليساعده في نصب المطبعة.
وكان هذا الشخص صفّافًا بارعًا قادرًا على تصفيف الحروف من أيِّ لغة كانت.

وقد تمَّ تأسيس مطبعة الدومينيكان بالموصل سنة (1858ميلادي) إلى سنة(1863ميلادي).

وبعد شراء مطبعة حديثة سنة (1860ميلادي) من قبلهم أيضًا.

وكانت تحتوي على حروف بالعربية والكلدانية والسريانية والفرنسية3.
وهي أول مطبعة تدخل العراق.

وتولَّت مطبعة الدومينيكان مُهمّة طبع عدد من الكتب بلغات مختلفة، وتولت عملية طبع الأوراق والسجلات الرسمية.

قبل ظهور مطبعة الولاية الرسمية سنة (1292هجري-1857ميلادي).

وكانت أ خرجت أول كتاب هو “رياضة درب الصليب” لمؤلفه الخوري يوسف داوود الموصلي وغيره من الكتب.

أمَّا في كربلاء فقد ظهرت الطباعة في صورة مُبكرة كذلك إلَّا أنَّها لم تستمر طويلًا.

فمنذ سنة (1856ميلادي) جُلبت إليها مطبعة حجرية، وطبع فيها كتاب مقامات الآلوسي لمؤلفه أبو
الثناء الآلوسي وهو من رواد النهضة الفكرية.

كما تأسست في بغداد مطبعة باسم مطبعة (كافل التبريزي) وقد باشرت أعمالها سنة (1863ميلادي).

بطبع كتاب مهم ألفة أبو الفوز محمد أمين البغدادي الشهير بالسويدي وعنوانه (سبائك الذهب في معرفة العرب”.

وأُهملت هذه المطبعة بإظهارمطبعة الولاية التي أسسها مدحت باشا والي بغداد سنة (1872ميلادي).

ومن أهم الكتب التي طبعها كتاب”أخبارالدول وآثار الأول” للقرماني، وكتاب”المقامة الطيفية” للسيوطي.

وفي الموصل أسس الشماس روفائيل المازجي مطبعة باسم مطبعة الكلدان، مجهزة بكل لوازم
الطباعة سنة(1866ميلادي).

وأصدرت هذه المطبعة عددًا يسيرًا من الكتب العربية والكلدانية والفرنسية.

وكذلك جلب مدحت باشا مطبعة حجرية خاصَّة بطبع المنشورات والأوامر العسكرية سميت”بمطبعة
الفليق) وكانت سنة(1908ميلادي).

وهناك العديد من المطابع تم تأسيسها في كل من نينوى وكركوك والبصرة وفيها ثلاثة مطابع أهلية.

وفي راوندوز تأسست سنة (1344هجري-1925ميلادي) مطبعة زارى كرمانجي، ثم نقلت إلى أرابيل.

حيث ظلت تحمل هذا الاسم حتى وفاة صاحبها الأديب العراقي الكردي حسين حزني موكرياني.

سنة (1367هجري-1947ميلادي) وقد تولت هذه المطبعة طبع الكتب والصحف الكردية.

هذا وقد تولى انتشار المطابع في العراق بعد ذلك وكان لنهضة الطباعة وتطورها أثر كبير في تطور الصحافة ونهضتها.

كما لعبت الطباعة عن طريق ما قدمته من كتب ونشرات وصحف ومجلات طورًا مهمَّاً في تنامي الوعي القومي العربي في العراق.


شارك المقالة: