الطباق في القرآن الكريم

اقرأ في هذا المقال


يعد القرآن الكريم معجزة لغوية خالدة، تتجلى فيه معاني الإعجاز في بلاغة الأسلوب وجمال البيان، ومن بين المحسنات البديعية التي تزين آيات القرآن الكريم، نجد الطباق الذي يعتبر أحد أهم هذه المحسنات، وله أثر بالغ في إبراز المعاني وتأثيرها في النفوس. في هذا المقال، سنتناول مفهوم الطباق في البلاغة العربية، ثم نتناول تطبيقاته في القرآن الكريم،

مفهوم الطباق

هو من المحسنات البديعية التي هي فرع من فروع العلوم البلاغية، ويقصد به الجمع بين الشيء وعكسه في الكلام.

تعريف البلاغيين للطباق

  •  تعريف الخليل بن أحمد الفراهيدي للطباق : “طابقت بين الشيئين إذ جمعت بينهما على حذو واحد وألزقتهما”.
  • تعريف القزيوني للطباق: ” هو الجمع بين المتضادّين، أي معنيين متقابلين في الجملة”.

من هو واضع علم البديع

  • واضعه عبد الله بن المعتز.
  • ثم اقتفى أثره قدامة بن جعفر.
  • ثم ألف فيه كثيرون ( أبي هلال العسكري، ابن الرشيق القيرواني، وصفي الدين الحلي، ابن حجة الحموي).

أنواع الطباق

  • طباق الإيجاب.
  • طباق السلب.
  • الطباق المعنوي.
  • الطباق المجازي.
  • الطباق الحقيقي.
  • إيهام المطابقة.

مسميات أخرى للطباق

  • المطابقة.
  • التطبيق.
  • المقاسمة.
  • التضاد.
  • التكافؤ.

أمثلة على الطباق في القرآن الكريم

قد ذكر الطباق في مواضع آياتالقرآن الكريم الذي يعدّ جزءًا من إعجاز القرآن الكريم:

  • قال تعالى: (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ*يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا). 
    طباق السلب ( كلمة لا يعلمون ويعلمون، تجمع بين فعل مثبت ومنفي).
  • قال تعالى : (فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ).
    طباق السلب ( كلمة لا تخشوا واخشون، تجمع بين النهي والأمر).
  • قال تعالى: ( وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألباب).
    الطباق المعنوي ( القصاص تعني الموت ومفرده تعني الحياه وهو عكس الموت).
  • قال تعالى: ( أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ).
    الطباق مجازي (  كلمة ميتًا يقصد بها ضلال الإنسان وليس الموت الحقيقي، وكلمة أحييناه يقصد بها الهداية إلى طريق الحق وليست معنى الحقيقي الحياة).
  • قال تعالى: ( فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
    الطباق حقيقي ( الطباق بين اسم وفعل مختلفين، الحق هو اسم، البطل هو فعل).
  • قال تعالى: (قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ، قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ).
    طباق المعنوي ( الآية الثانية تعني إن الله تعالى يعلم إنا لصادقون، كان التضاد في اللفظين مفقود، لكنّه وجد في المعنى). 
  • قال تعالى: (هُوَ ٱلْأَوَّلُ وَٱلْآخِرُ وَٱلظَّٰاهِرُ وَٱلْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ).
    طباق إيجاب بين اسمين ( طباق بين الأول والآخر، طباق بين الظاهر والباطن).
  • قال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
    طباق إيجاب بين حرفين( طباق بين كلمة  لهن وعليهن).
  • قال تعالى: (وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ).
    طباق إيجاب بين ضدين مختلفين في النوع ( الطباق بين الفعل يضلل والاسم هادٍ).

شارك المقالة: