الخِداع:
خداع الناس هو التوجه إلى استخدام أساليب عديدة مثل الإلهاء والإخفاء والتمويه والغدر؛ من أجل اقناع الآخرين بمعلومات وأمور خاطئة وغير صحيحة، كما يعرف الخداع على أنّه الترويج إلى الاعتقادات غير الحقيقية، وهناك ما يتطرق العديد من الأشخاص إلى الخداع النفسي وهو ما يتمثل في سوء النية التي يضمرها الشخص بداخله.
يُعتبر الخداع من الاعتداءات الكبيرة التي تكمن في العلاقات، فهي في الغالب ما تؤدي إلى نشوب عدم الثقة بسبب مشاعر الخيانة، فالغالبية العظمى من الأشخاص يقومون بإنشاء علاقات مع الآخرين سوى في الحياة الاجتماعية أو في الحياة العملية، إذ يسبب الخداع فيها إلى انتهاك القواعد الأساسية في بناء العلاقات، كما يعمل على وجود المخالفات السلبية التي تخالف التوقعات.
فالجميع في كافة المجتمعات ممن يقومون ببناء العلاقات مع الشركاء، يتوقعون من شركائهم الصدق والإخلاص، وتلك التوقعات من أهم ما تبنى عليه العلاقات في أساسها، بينما في حين قاموا الأشخاص في توقع الغدر والخداع في المحادثات مع الآخرين، فإنّ ذلك الأمر سوف يتطلب استخدام الإلهاء والتضليل من أجل التمكن من الحصول على محادثات يتم الوثوق بها.
يشكل التضليل والخداع أساس في اللجوء إلى التقاضي المدني باستخدام قانون العقود المعتمد عند حدوث أي تقصير في المسؤوليات التي يناط بها إلى الشخص.
أنواع الخداع:
يشمل الغدر والخداع على العديد من أنواع التغافل والمراوغة والكذب والمبالغة والتهوين والكتمان والتبليغ التي تعمل إحداث نوع من التحريف والحذف كامل الحقائق، فالأساليب التي تستخدم في الخداع تمتد ببدايتها من أقوال كاذبة وتنتهي إلى العديد من الادعاءات المظللة التي تقوم بحذف الكثير من المعلومات الصحيحة، والتي تقود في نهاية الأمر إلى الاستنتاجات الخاطئة، فعلى سبيل المثال قيام بعض الدعائيين في الإشادة بزيت عباد الشمس بأنّه توجد فيه كامل الفوائد الصحية التي تفيد الدماغ، متوجهين في دعم رأيهم بأنّه يحتوي على (أوميغا 3) والتي تُعد من الأحماض الأمينية، والتي في حقيقتها مضللة.
وهذا ما يقود الناس إلى التوجه في اعتقادهم إلى أنّ زيت عباد الشمس يعمل على إفادة صحة الدماغ بشكل أكبر من الأطعمة الأخرى، لكن في حقيقة الأمر إنّ نسبة وجود الأحماض الأمينية في الزيت من الأوميغا 3 هي منخفضة جداً، ولا توجد به فائدة لصحة الدماغ على وجه التحديد، وهذا الأمر يقود المستمع إلى تلقي معلومات مغلوطة، فالقصد هو من الأمور البالغة في الأهمية التي تتعلق بالخداع والكذب، فهناك ما يكون خطأ غير مقصود وهناك ما يكون خداع وكذب مقصود من أجل الترويج للبضاعة الموجودة لدى المستثمرين.
مضمون مثل “الطُعم يخفي الخطاف”:
تناول المثل الإنجليزي موضوع من أهم المواضيع التي تحدث العديد من الإشكالات في كافة المجتمعات الدولية، حيث أنّه لا يوجد هناك أي مجتمع يخلو من الأشخاص الذين يلجؤون إلى استخدام أساليب الخداع والغش والكذب في كافة المجالات الحياتية، وقد أوضح المثل أنّ العديد من الأشخاص يتعرضون إلى الانخداع بالعروض المغرية التي تعرض أمام أعينهم، دون التطرق إلى البحث أو الاستقصاء عن مدى حقيقة ما يشاهد ويسمع.
فالعديد من العروض يكمن وراءها الكثير من الخدع والمكائد، ولذلك قام الحكماء والفلاسفة بإطلاق هذا المثل لتوجيه حكمة ونصيحة عظيمة من خلاله إلى الناس الذين ينجرون خلف المعلومات المغلوطة والكاذبة، وعمل المثل على توظيف أسلوب التشبيه حتى يبسط مفهوم المثل ويتمكن كافة أفراد المجتمعات من تداوله وأخذ الحكمة والعبرة منه، فشبهه الخدعة بالطعم الذي يضعه الصيادون من أجل اصطياد السمك، إذ يغري منظر الطعم السمكة وتقوم بالتقاطه، دون إدراك ما يخفيه هذا الطعم خلفه من مكيده.
كذلك هم المروجين والدعائيين، إذ يقومون بإلقاء العديد من الأقاويل والمعلومات الخاطئة والادعاءات التي يخدعون من خلالها نسبة كبيرة من أفراد المجتمع، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يعتقدون بأنّهم على قدر عالٍ من الخداع، لكن في كثير من الأحيان هذه الثقة تكون في غير محلها وتغدر بهم.
وردت العديد من المرادفات حول موضوع المثل، ومن تلك المرادفات الحكمة الشهيرة التي أطلقها رئيس دولة فرنسا قديماً (نابليون بونابرت) وهي (الكذب لا يفيد شيئاً فهو لا يخدع إلا مرة واحدة)، كما قال الفيلسوف اليوناني الشهير (أرسطو) حول موضوع المثل حكمته الشهيرة (يسهل خداع الشباب لأنّهم يستعجلون الأمل)، حيث تضمّنت الحكم السابقة المعنى الضمني ذاته للمثل الإنجليزي.