تعلق البشر بما حوله من مخلوقات وحيوانات كالحصان والناقة ونراه يتعلق بالطيور لما تمتلكه من خاصية الطيران التي تجعله حرًا صعب المنال ولقد شاع ذكره على ألسنة الشعراء في قصائدهم.
أنواع الطيور في الشعر الجاهلي
1- القطا: معروف أنه نوع من الحمام التي تفضل العيش في البرية وتبني عشها على اليابسة مخالفًا الحمام التي تبنيها عن أغصان الشجر ويطير في جماعات وعنها تحدث الحطيئة واصفًا امرأة جميلة:
حصانٌ لها في البيت زيٌ وبهجةٌ
ومشي كما تمشي القطاة قطوف
كما صور النابغة الفرس وأصالتها مشبهًا إياها بالقطا حيث ينشد:
على أن حاركهُ مُشرِفٌ
وظهر القطاةِ ولم يحدب
2- الصقر: طائر من الجوارح القوية المستعمل في الصيد المتفرد البصر وقد ذكره زهير بن أبي سلمى مصورًا الرجل الظالم كأنه صقر يهجم على الحباري الضعيفة حيث يقول:
يكن كالحباري إن أصيبت فمثلُها
أُصيب وإن تُفلت من الصقر تسلَح
كما ذكره طرفة بن العبد في أبيات مصورًا فيها يوم الكروان حين تطاردهُ الصقور بأنه يوم نحس حيث يقول:
فأما يومهن فيوم نحسٍ
تُطاردهن بالحدب الصقور
3- النسر: يعد من الجوارح التي تتميز بقوة البصر وكبر الحجم إلا أنها جبانة حيث تتغذى على الجيف وبقايا الحيوانات، ونظم فيه تأبط شرًا متفاخرًا بنفسه:
وإن تقع النسور علي يومًا
فلحم المُعتفى لحمٌ كريم
4- العقاب: يُعد من أقوى الطيور الكاسرة يتميز بقوة مخالبه وحدة بصره وقد ذكره الأعشى في مقطوعاته حيث مدح فيها بني شيبان عندما انتصروا على الفرس حيث يقول:
كفوا إذ أتى الهامرزُ تخفق فوقه
كظل العُقاب إذ هوت فتدلت
كما تطرقت الخنساء إلى ذكره تحرض قبيلتها من أجل النهوض والثأر لأخيها وتصف في البيت سرعة الرمح بالعقاب الذي ينطلق من وكره وتقول:
فأتت به أسل ضامرٌ
مثلًُ العُقاب غدت مع الوكر
5- القبرة: وهي من العصافير جميلة الأصوات تغرد في الحقول وتميزت بجذرها الشديد وعنها يقول طرفة بن العبد:
يالك من قبرة بمعمر
خلالك الجو فبيضي واصفري
قد رفع الفخ فماذا تحذري
ونقّري ما شئت أن تُنقري