الظعائن في الشعر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


يرى الجاهليين المرأة بأنها ضعيفة وتحتاج إلى اهتمام وأمن يمنع سبيها وقد لجأ الجاهلي إلى الجمل الذي يساعده في الترحال فيوضّع على ظهره الهودج الذي تُحمل به الأنثى أثناء الرحيل.

اهتمام الشعراء الجاهليون برحلة الظعائن

يعود سبب اهتمام الشعراء الجاهليين برحلةِ الظعائن إلى عدة أسباب من أهمها:

1- ابتداء مقطوعاتِهم بوصف ارتحال المحبوبة وأهلها عن الديار وكان هذا الاستهلال يوضح براعة الأديب وإجادة التصوير مستخدمًا في ذلك الأساليب الإنشائية.

2- يتوجه الأديب في وصف رحلة الظعائن إلى تصوير عواطفه وألمه الشديد جراء الفراق الذي حال بينه وبين المحبوبة.

3- تمثيل النزاع بين البشر والصحراء أو الإنسان وشقيقه الإنسان وسببه الرئيسي حماية المرأة حيث تعد رمزًا للحياة والوجود.

مشاهد الظعينة في الشعر الجاهلي

ارتسمت رحلة الظعينة في الشعر الجاهلي بمشهدين هما:

1- مشهد هيئة الرجل وحالته وهو يراقب مغادرة وارتحال محبوبته وأهلها عن الديار وصور لنا دموعه وألمه الشديد ومثال على هذا ما خطه امرؤ القيس:

وَإِنَّ شِفائي عَبرَةٌ مَهَراقَةٌ

فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ

2- مشهد لحظة انطلاق المحبوبة وصور في هذا موكبها ووضوح لنا هيئة الهودج التي وضعت فيه المحبوبة ولونه ونوع القماش المصنوع منه ومثال عليه ما نظمه عُبيد بن الأبرص مشبهًا هذا الموكب بالسفينة حيث ينشد:

كعوم السّفينة في غوارب لجّةٍ

تـكفنــها فـي ماء دجلــة ريـحٌ

المنهج الأسطوري في قراءة شعر الظّعائن الجاهلي

1- فترة الفراق: تصف لنا هذه المرحلة هيئة الشاعر عند الوقوف بأطلال المحبوبة وصور لنا رحلة الظعائن وكيف سارن في أعماق الصحراء تائهات بلا أمن ويوضح هذا ما نظمه الأعشى:

وَدِّع هُرَيرَةَ إِنَّ الرَكبَ مُرتَحِلُ

وَهَل تُطيقُ وَداعاً أَيُّها الرَجُلُ

2- وقت الرحيل والضياع: في هذه المرحلة يوضح لنا الشاعر بالتفصيل هيئة البيئة والأرض التي تسير بها الظعائن وهنا يصف لنا الأديب حالهُ ضائع تائه يعيش دون هدف ولا استقرار ولقد عبرت عن هذه الحالة صورة الناقة التي وصفها ومثال عليه ما نظمه امرؤ القيس:

أَلا رُبَّ يَومٍ لَكَ مِنهُنَّ صالحٍٍ

وَلا سِيَّما يَومٍ بِدارَةِ جُلجُلِ


شارك المقالة: