العام والخاص في نقد الشعر عند الفارابي

اقرأ في هذا المقال


قال الفارابي أنه يوجد خلل في كتاب الشعر حيث وصفه بالنقص، وقام بتفسير ذلك بأنه تقوم بتمثيل القانون الذي يحتوي مفردات متعددة تقوم بالتسهيل في الفصل بين أشكال فنون الكلام، فقام الفارابي بوضع أشكال الشعر “اليوناني واللاتيني والسرياني” في تصنيف يسمى بمفهوم العام والخاص.

العام والخاص في نقد الشعر عند الفارابي

مفهوم العام عند الفارابي قام بإطلاقه على ما يتضمن نظام تكوين الجنس الأدبي، ومفهوم الخاص عند الفارابي كان متعلقاً بموضوع النص في الشعر والسمات الفنية لهذا النص.

وبهذا قد رد الفارابي على افتراء أنه قد قام بتلفيق أصناف وأنواع شعرية ليست من أعمال اليونانيين.

فقد كان الفارابي مطلعاً على الشعر الملحمي في اليونان، وخاصة “الالياذة لهوميروس”، وقام برصد الفروق بين الشعر عند اليونان وعند العرب.

ومن هذه الفروقات بين الشعرين هي عدم الالتزام بالقافية أو طول بيت الشعر، وقام بالمناقشة من خلال هذه الفروقات حول الجوهر والمضمون في الشعر ومدى كماله.

ومن وجهة نظر الفارابي في الأدب عند الإغريق فقد رأى أن هناك ما يساوي المبادئ العامة التي تنطبق مع الأدب عند العرب، ومن هذه المبادئ أن الشعر يعتبر كمرآة للأفعال الصالحة والسيئة، أو أن يقوم الشاعر إلى التطرق إلى المعنى السيء فيصوره بألفاظ حسنة.

وقام الفارابي بالنظر إلى الارتباط بين الأوزان في الشعر مع الموضوعات الشعرية، قام بتصنيف الفنون الشعرية وفقاً لأغراضها، وصنف الشعر الإغريقي، وقام بشرح ما هو مخصص للشعر العربي أو الإغريقي، وقام بالجمع لكل ما يتضمنه الإنتاج من الشعر لكل شعب تحت تصنيف العام من الشعر.

وقام الفارابي بمحاولات لكي يلمّ بمفردات الشعر النقدية في اليونان، فلم يقتصر على ما جاء به من سبقوه من تراجم لهذا الكتاب، بل قام بالاستعانة بما حصل عليه له من شرح وتلخيص فيدلل على ذلك بقوله: “فهذه أصناف أشعار اليونانيين ومعانيها على ما تناهت إلينا من العارفين بأشعارهم، وعلى ما وجدناه في الأقاويل المنسوبة إلى الحكيم أرسطو في صناعة الشعر، وإلى ثامسطيوس، وغيرهما من القدماء والمفسرين لكتبهم”.

في النهاية فإن الدارس للتراث النقدي عند العرب يمر بتحديات نمط فكري حديث، يعتبر من جذور النظرية في النقد الأدبي، والشعر عند الفارابي كان مقسمًا إلى نوعين من المفاهيم وهما المفهوم الخاص والمفهوم العام.


شارك المقالة: