العشائر والمجموعات اللغوية - Speech Communities

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن العشائر والمجموعات اللغوية:

تعد المجموعات والعشائر اللغوية مجموعة من الأشخاص يشتركون بين بعضهم البعض في مجموعة من المعايير والمواصفات والتوقعات اللغوية فيما يتعلق باستخدام اللغة في مجتمع محدد. فهو يعد مفهوم مرتبط بشكل كبير في علم اللغة الاجتماعي واللغويات الأنثروبولوجية ويعتبر أحد أهم أفرعهم الدراسية. ولكي نعطي مفهوم العشائر والمجموعات اللغوية تعريفاً دقيقاً فهو أمر يتم المناقشة فيه بشكل تفصيلي في الأدب. حيث تميل التعريفات المتعددة في المجموعات والعشائر اللغوية إلى تضمين وإدراج درجات متفاوتة من التركيز على ما يلي:

1. عضوية المجتمع المشتركة.

2. التواصل اللغوي المشترك.

كما يمكن أن تكون المجموعات والعشائر اللغوية النموذجية عبارة بلدة صغيرة وعلى الرغم من صغر حجمها الإ أنها ذات طبيعة لغوية خصبة وغنية، ولكن علماء اللغة الاجتماعية مثل ويليام لابوف يدّعون أن منطقة حضرية كبيرة، على سبيل المثال مدينة نيويورك، يمكن أيضًا اعتبارها مجموعة وعشيرة لغوية واحدة. كما تميل التعريفات المبكرة والقديمة المختصة بالمجموعات والعشائر اللغوية على أنها مجموعات محدودة ومحلية من الأشخاص الذين يعيشون معًا ويتشاركون نفس المعايير اللغوية؛ وذلك لأنهم ينتمون إلى نفس المجتمع المحلي، كما تم افتراض وجود مجموعة متجانسة ومتماثلة من المعايير والمواصفات داخل المجتمع.

تم تحدي هذه الافتراضات من خلال الدراسات التي أُجريت لاحقاً والتي أظهرت أن الأفراد يتشاركون عمومًا في المجموعات والعشائر اللغوية المختلفة في وقت واحد وفي أوقات مختلفة من حياتهم. حيث بينت هذه الدراسات أنه لكل مجموعة وعشيرة لغوية معايير مختلفة، كما يميلون أفراد هذه المجموعة إلى مشاركتها بشكل جزئي فقط. وقد تكون هذه المجموعات والعشائر اللغوية مجموعات غير محلية وغير محدودة بدلاً من كونها محلية وغالبًا ما تضم ​​مجتمعات فرعية مختلفة ذات معايير كلامية وخطابية مختلفة.

ومع الاعتراف بحقيقة أن المتحدثين يستخدمون اللغة بنشاط لبناء الهويات الاجتماعية ومعالجتها من خلال الإشارة إلى العضوية والتشاركية في مجتمعات خطاب معينة، أصبحت فكرة المجموعات والعشائر اللغوية محدودة بمعايير الكلام المتجانسة ولكنها تعتبر أيضًا مهجورة إلى حد كبير كونها نموذج يعتبر المجتمع هو مكان مرن للممارسة اللغوية.

كما يعتبر الهدف المنشود والأساسي للمجموعات والعشائر اللغوية هو مشاركة مجموعة محددة من المعايير لاستخدام اللغة من خلال العيش والتفاعل بعضها مع بعض، وبالتالي قد تظهر المجموعات والعشائر اللغوية بين جميع المجموعات التي تتفاعل بشكل متكرر وتتشارك مع بعضها البعض بعض المعايير والمواصفات والأيديولوجيات.

وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن تكون هذه المجموعات عبارة عن قرى أو دول أو مجتمعات سياسية أو مهنية أو مجتمعات لها اهتمامات مشتركة أو هوايات أو أنماط حياة أو حتى مجرد مجموعات من الأصدقاء يستخدمون اللغة بأساليب مختلفة قد تجعلها مجموعة وعشيرة لغوية بحد ذاتها. وقد تشترك مجتمعات الكلام في مجموعات معينة من المفردات والأعراف النحوية بالإضافة إلى أنماط الكلام وأنواعه، وكذلك وتارك في مجموعة من المعايير التي تحدد كيفة وأوقات التحدث بطرق معينة.

تاريخ تعاريف العشائر والمجموعات اللغوية:

ظهر مفهوم المجموعات والعشائر اللغوية كوحدة أساسية لدراسة علم اللغة الاجتماعي والتحليل اللغوي في الستينيات.

جون جوزيف غمبرز:

وصف العالم اللغوي جون جوزيف غمبرزكيفة تعامل علماء اللهجات مع النهج السائد في علم اللغة التاريخي الذي رأى المجتمعات اللغوية عبارة عن مجموعة من الكيانات المتجانسة والمترجمة بطريقة تسمح برسم مخططات شجرية أنيقة تستند إلى مبدأ النسب مع التعديل والابتكارات المشتركة. وبدلاً من ذلك أدرك علماء اللهجات أن سمات اللهجة تنتشر من خلال الانتشار، وأن العوامل الاجتماعية كانت حاسمة في كيفية حدوث ذلك. كما أنهم قد أدركوا أيضًا أن السمات تنتشر على شكل موجات من المراكز وأنه غالبًا ما توجد العديد من الأصناف المنافسة في بعض المجتمعات. فدفعت هذه البصيرة العالم اللغوي جون جوزيف غمبرز إلى طرح مشكلة مفهوم المجتمع اللغوي باعتباره المجتمع الذي يحمل متغيرًا واحدًا من الكلام، وبدلاً من ذلك يبحث عن تعريف يمكن أن يشمل هذا التمايز والتباين.

فيمكن القيام بذلك من خلال التركيز على الجانب التفاعلي للغة؛ وذلك لأن التفاعل في الكلام هو المسار الذي تنتقل فيه السمات اللغوية المنتشرة. كما حدد جون جوزيف غمبرز المجموعات والعشائر اللغوية بأنها عبارة عن تجمع بشري يتميز بالتفاعل المنتظم والمتكرر وذلك عن طريق مجموعة مشتركة من الإشارات اللفظية.

نعوم تشومسكي:

لقد طغت على الصياغة الفعالة للغوي جون جوزيف غمبرز بشكل كبير إعادة تعريف العالم اللغوي نعوم تشومسكي للمجموعات والعشائر اللغوي، والتي كانت تهتم بشكل أساسي بالمتحدث المثالي والمستمع والذي يحدث في المجتمع حديث وخطاب متجانس تمامًا يعرف لغته تمامًا ولا يتأثر بمثل هذه الظروف والتي تعتبر لا صلة لها بالأمر النحوية، مثل قيود الذاكرة والانحرافات والملهيات التي تدور حوله وتحاول لفت انتباه واهتمام الفرد وكذلك الأخطاء (سواء كانت عشوائية أو مميزة) في تطبيق معرفته باللغة في الأداء الفعلي.

ويليام لابوف:

كان المفهوم الآخر المؤثر في المجتمع اللغوي هو مفهوم العالم اللغوي ويليام لابوف،  والذي يمكن اعتباره مزيجًا من التجانس الهيكلي الذي بينه العالم اللغوي نعوم تشومسكي وتركيز اللغوي جون جوزيف غمبرز على المعايير المشتركة التي تُعلم الممارسات المتغيرة. كما قام ويليام لابوف بتأليف كتابه فيما يتعلق بهذا الحقل اللغوي ونقتبس منه” لم يتم تعريف المجموعات والعشائر اللغوية بأي اتفاق ملحوظ في استخدام عناصر اللغة، بقدر ما هو مبين من خلال المشاركة في مجموعة من المعايير المشتركة، فيمكننا ملاحظة هذه المعايير في أنواع علنية من السلوك التقييمي للأفراد من خلال توحيد أنماط التباين والتمايز المجردة التي تعتبر ثابتة ومحددة فيما يتعلق بمستويات معينة من الاستخدام”.

وبالإضافة إلى ذلك أكد العالم اللغوي جون جوزيف غمبرز على تعريف المجموعات والعشائر اللغوية فأكدت صياغته على أن المجموعات والعشائر اللغوية يتم تعريفها من خلال المعايير والمواصفات المشتركة أكثر وبشكل أدق من الأشكال اللغوية المشتركة. ولكن فيما يتعلق بنظرية نعوم تشومسكي وكذلك ويليام لابوف، أن كل من الأصناف اللغوية مميزة رسميًا داخل المجموعات والعشائر اللغوية وهي ذات طبيعة متجانسة وثابتة وموحدة. نجح هذا النموذج في تحقيق غرض ويليام لابوف وهو إظهار أن اللغة الإنجليزية العامية للأمريكيين من أصل أفريقي لا يمكن اعتبارها شكلاً متدهورًا هيكليًا وذات قيمة متدنية للغة الإنجليزية، بل رمزًا لغويًا محددًا جيدًا له هيكل خاص به ويميزه عن غيره من المجموعات والعشائر اللغوية.

نبذة عن نظرية الممارسة والمجموعات والعشائر اللغوية:

تم تطبيق نظرية الممارسة من قبل مطوروها المفكرون الاجتماعيون مثل بيير بورديو وأنتوني جيدنز وميشيل دي سيرتو، وكذلك فكرة مجتمع الممارسة التي طورها جان لاف وإتيان فينجر على دراسة مجتمع اللغة من قبل اللغويين ويليام هانكس وبينيلوبي إيكرت. تهدف اللغوية بينيلوبي إيكرت إلى نهج للتنوع اللغوي الاجتماعي ولا يعتبر نهجه ذات قابلية اتضمن أي متغير اجتماعي، على سبيل المثال الطبقة والجنس والمكان. وبدلاً من ذلك، قامت ببناء نموذج كان قادرًا على تحديد المتغيرات التي تُظهر مشكلة مهمة لمجموعة من الأفراد في مجتمع محدد. 


شارك المقالة: