العمران في الشعر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


اختلفت أشكال الحياة الاجتماعية والعمران في العصر الجاهلي؛ وبسبب الغزو لهم آنذاك فلقد تأثر العمران بذلك.

العمران في الشعر الجاهلي

اختلفت الفئات الاجتماعية في العصر الجاهلي؛ ونتيجة لذلك فقد تنوع العمران وكانت منه أنماط عديدة، فمنها السكن والمأوى الثابت والسكن المتنقل، فعلى سبيل المثال كانت القصور للأغنياء وكانت بيوت الحضر من الطين والحجارة وكانت بيو البدو من الخيام أو اتخاذ الكهوف للسكن؛ والسبب في ذلك لأن حياتهم في الأصل تقوم الترحال والتنقل حسب حاجاتهم من الماء والغذاء، ولكن إن هذه المنازل المتنقلة غير الدائمة بقيت تمثل لوحات فنية في عين ساكنيها وأصحابها، وبقيت تترك آثار تُدلّل عليهم وهو ما أطلق عليه الأطلال.

ولذلك فقد كان الشعراء يوظفون مظاهر العمران في زمنهم في أشعارهم ويذكرونها ويذكرون الأطلال وبيوتهم، ولقد كانوا يرثون مبانيهم ومظاهر حضارتهم وقلاعهم، ومن الأمثلة على ذلك قول الاعشى:

“ألم تري الحضر إذ أهلُهُ بنعمى وهل خالدٌ من نَعِم
أقام به شاهبورُ الجنود حولين تضرب فيـه القدم
فما زاده ربُّه قوةً ومثل مجاوره لم يقم
فلما رأى ربُّه فعلَـه أتاه طروقاً فلم ينتقم”

ويبدو أن هلاك الأقوام والأمم السابقة هاجس مشترك يقلق الشعراء الجاهليين، وأنهم يقدمون النذر والتحذير لأقوامهم في محاولة لفهم الدرس الكوني المدمر، فهذا متمم بن نويرة يذكر بهلاك عاد فيقول:

“ولقد علمتُ ولا محالة أنني للحادثات فهل تريني أجزع
أفنّـيْنَ عاداً ثـم آلَ محـرَّقٍ فتـرآْنَهُمْ بلداً وما قـد جمَّعـوا
ولهن كان الحارثان كلاهما ولهن كان أخو المصانع تُبَّـعُ”

ويقول الشاعر عبيد بن الأبرص في المعنى نفسه، أي الفناء والخراب:

“وخبرني ذو البؤس في يوم بؤسه خصالاً أرى في كلها الموت قد برقْ
كم خُيرتْ عادٌ من الدهر مرة سحائب ما فيها لذي خيرة أنق
سحائب ريح لم توكل ببلدة فتترُكها إلا كما ليلة الطلـق”


شارك المقالة: