قصة الغربان السبعة

اقرأ في هذا المقال


الغربان السبعة (Die sieben Raben) هي قصة خيالية ألمانية جمعها الأخوان جريم (KHM 25). إنها من نوع (Aarne-Thompson) (“الإخوة الذين تحولوا إلى طيور”)، وهو منتشر في جميع أنحاء أوروبا، جمع جورجيوس إيه ميغاس صيغة يونانية أخرى في الحكايات الشعبية اليونانية. المتغيرات الأخرى من نوع (Aarne-Thompson) تشمل (The Six Swans) و (The Twelve Wild Ducks) و (Udea وإخوانها السبعة و (Wild Swans) و (Twelve Brothers) وصدر فيلم رسوم متحركة مبني على القصة عام 1937 .

الشخصيات:

  • الأب.

  • الأولاد السبعة.

  • الفتاة.

قصة الغربان السبعة:

كان هناك رجل لديه سبعة أبناء، لكنه كان يتمنى لو كان له ابنة، وبعد فترة من الزمن، أنجبت زوجته طفلاً وكانت فتاة حيث كانت الفرحة التي عمت العائلة كبيرة، لكن الطفلة كانت مريضة صغيرة وضعيفة لدرجة أنه كان لا بد من علاجها في الحال، فأرسل الأب أحد الأولاد على عجل إلى النبع لجلب الماء، ركض الأولاد الستة الآخرون معه، وبينما سعى كل منهم ليكون أول من يملأ الإبريق، فقد سقطت جميع أباريقهم في النبع هناك وقفوا ولم يعرفوا ماذا يفعلون، لم يجرؤ أي منهم على العودة إلى المنزل.
وعندما لم يعودوا، نفد صبر الأب، وقال: بالتأكيد لقد انشغلوا باللعب ونسوا ما ذهبوا لأجله، يا لهؤلاء الأولاد الأشرار، وسرعان ما أصبح خائفًا من موت الطفلة، وصرخ بغضب: أتمنى أن يتحول الأولاد جميعًا إلى غربان، وبالكاد بعدما نطق الكلمة، وخلال فترة بسيطة سمع طنين الأجنحة في الهواء فوق رأسه وعندما نظر إلى الأعلى ورأى سبعة من الغربان سوداء مثل الفحم تطير عالياً بعيدًا.
لم يستطع الأهل تذكر اللعنة، وعلى الرغم من حزنهم على فقدان أبنائهم السبعة، إلا أنهم عزوا أنفسهم إلى حد ما مع ابنتهم الصغيرة العزيزة، التي سرعان ما أصبحت قوية وكل يوم أكثر جمالاً، ولفترة طويلة بعدما كبرت الفتاة، لم تكن تعلم أن لديها إخوة، ولقد حرص والداها على عدم ذكرهم أمامها ولكن في يوم من الأيام، صادفت أن تسمع بعض الناس يتحدثون عنها، ويقولون: إن الفتاة جميلة بالتأكيد، لكنها في الحقيقة مسؤولة عن سوء حظ إخوتها السبعة، ثم انزعجت كثيرا، وذهبت إلى والدها ووالدتها وسألتهما إذا كان صحيحاً أن لديها إخوة، وماذا حدث لهم.
لم يجرؤ الوالدان على الحفاظ على السر لفترة أطول، وقالا إنّ ولادتها كانت سببًا بريئًا وغير أساسي لما حدث لأشقائها، لكن الفتاة كانت تفكر بأخوتها يومياً ولم يفارق عقلها أخوتها أبداً، وظنت أنها يجب أن تجد إخوتها، ولم تجد السلام والراحة حتى خرجت سرًا في أحد الأيام، وخرجت إلى العالم الواسع للبحث عنهم، وتحريرهم حتى لو كلفها الأمر أي شئ أو تضحية، وبعدما ذهبت لم تأخذ معها شيئًا سوى خاتمًا صغيرًا من والديها كتذكار، ورغيف خبز من أجل الجوع ، وإبريق صغير من الماء ضد العطش، وكرسيًا صغيرًا كوسيلة للراحة عند التعب.
والآن، واصلت المضي قدمًا بعيدًا، حتى نهاية العالم. ثم جاءت إلى الشمس، لكنها كانت شديدة الحرارة وكانت مخيفة وتحترق، وقد التهمت الأطفال الصغار ثمّ هربت على عجل، وركضت إلى القمر، لكنه كان شديد البرودة ومروعًا ولما رأى الطفلة قال: أشم رائحة لحم الرجال! ثمّ ركضت بسرعة بعيدًا، ووصلت إلى النجوم اللطيفة والطيبة معها حيث جلست كل واحدة منهنّ على كرسيها الصغير، لكن نجمة الصباح نهضت، وأعطتها مضرب دجاجة وقالت: إذا لم يكن لديك مضرب لا يمكنك فتح الجبل الزجاجي، وفي الجبل الزجاجي هم إخوتك.
أخذت الفتاة المضرب ولفته بعناية بقطعة قماش، ومضت إلى الأمام مرة أخرى حتى وصلت إلى الجبل الزجاجي حيث كان الباب مغلقًا، واعتقدت أنها لا بد أن تخرج المضرب، و لكن عندما فتحت قطعة القماش كانت فارغة، وفقدت هدية النجمة الجيدة، حينها فكرت ما الذي تستطيع أن تفعله الآن؟ وكانت ترغب في إنقاذ إخوتها، ولم يكن لديها مفتاح إلى الجبل الزجاجي ثمّ أخذت الأخت الصغيرة الطيبة سكينًا، وقطعت أحد أصابعها الصغيرة ووضعته في الباب، ونجحت في فتحه.
عندما دخلت، جاء قزم صغير لمقابلتها، فقال: يا طفلتي العزيزة ، ما الذي تبحثين عنه؟ فأجابت: أنا أبحث عن إخوتي الغربان السبعة، فقال القزم: السادة الغربان ليسوا في المنزل، ولكن إذا كنت ترغبين في الانتظار هنا حتى يأتوا فتفضلي بالدخول، عندئذ حمل القزم الصغير عشاء الغربان على سبع أطباق صغيرة وسبعة أكواب صغيرة، ثمّ أكلت الأخت الصغيرة أكلت من كل طبق، وأخذت رشفة من كل كوب صغير، ولكن في آخر كوب صغير أسقطت الخاتم الذي أحضرته معها.
وفجأة، سمعت طنين الأجنحة واندفاعًا في الهواء، ثم قال القزم الصغير: الآن السادة الغربان يطيرون إلى المنزل، ثم جاءوا وأرادوا أن يأكلوا ويشربوا وبدأوا بالبحث عن أطباقهم وأكوابهم الصغيرة، ثم قال الواحد تلو الآخر: من أكل من طبقي؟ ومن الذي شرب من كأسي الزجاجي الصغير؟ لقد كان فم بشري، وعندما وصل السابع إلى أسفل الكأس، تدحرج الخاتم على فمه، ثم نظر إليه فوجد أنه خاتم لأبيه وأمه، وقال: لقد رزقنا الله في أن تكون أختنا الصغيرة هنا، وعندها سنكون أحرارًا. وعندما سمعت الفتاة ، التي كانت واقفة خلف الباب وهي تراقب هذه الرغبة، ظهرت أمامهم، وعلى هذا تمت استعادة جميع الغربان إلى شكلها البشري مرة أخرى وعانقوا وقبّلوا بعضهم البعض وذهبوا إلى المنزل بفرح.


شارك المقالة: