الغرض من دراسة الأدب العربي

اقرأ في هذا المقال


ما الفائدة من عِلم الأدب:

أعظم فائدة من دراسة الأدب العربي الأصيل هي معرفة لغات العرب ولهجاتهم وما كان فصيحاً. وقد أثرى الأدب المعاجم بكثرة الألفاظ.
وذكر من حرص الحجاج على اللغة أن تكلم عنده رجل أعرابي بكلمة على وزن “فعلة”، بضم الفاء وسكون العين، فقال له الحجاج: هذه الكلمة ليست موجودة في كلام العرب، فأصرَّ الأعرابي وقال: بل هي موجودة فغضب الحجاج وقال: اذهب وأتي بشاهد لها من كلام العرب وإلّا فسأضرب عنقك، فذهب الرجل يطلب في البوادي فقال: فلّما كان ذات يوم وإذا بشاعر يُنشد:

رُبَّما تَجْزَعُ النُفوس من الأم ر له فرجةٌ كحلّ العقال

فطار بها فرحاً.
فتأمل الأهمية، حتى قال القائل: لو تركتم شعر العرب لضاع كثير اللغة، إذ القرآن لم يأتِ بكل اللغة. وهنالك ما يُسمّى ” بأدب المُفسرين”. وقد كان الإمام المفسر: الواحدي” يتعلّم الأدب تعلُّماً لغوياً، في حين أن زملاءه ذهبوا إلى شيخ المفسرين آنذاك “الثعلبي” صاحب تفسير الكشف والبيان.
بالإضافة إلى دراسة التاريخ، حيث أنَّ قصيدة الشاعر أو نثر الناثر يدرس تاريخاً ويستنبط منه حياة المجتمع آنذاك، فهاهم البرامكة درسوا جوانب كثيرة من حياتهم عن طريق أدب معاصريهم.
وقد كان قبل قرنين بعض لغويي الغرب يدرسون النصوص الأدبيّة ويشرحوها. ومن ثم يقومون بالتعليق عليها، حيث كان من أهدافهم من هذه الدراسة اللغوية حل رموز عدد من اللغات القديمة وتفسيرها.
كما أن دراسة الأدب يفيد في أن يجعل أسلوب الكتابة متيناً من الناحيّة اللغوية، رفيعاً وبسيطاً، كما يستطيع من خلاله النفود إلى قلب القارئ، وفنا يأتي الفرق بين شاعر وشاعر أو ناثر ومثله، فإننا نلحظ أن الشعراء ليسوا في طبقة واحدة؛ لأن الذي يقرأ ويوسِّع أفقه ومداركه يستطيع أن يأتي بمعانٍ جديدة، كما ويطوّع الألفاظ لتأتي بسحر بياني. وهذا مثل النهر الذي يفيض عليه الماء من كل جهة أهو أفضل أم نهر لا يجري. وليس له منافذ يؤتى إليه منها؟
حيث أنَّ من الممكن أن يكون التكلّف في الأدب محموداً في بعض المواقف، أو المواضع في التجمّل في المظهر، فكما جاء عن بعض الصحابة رضي الله عنهم:” إنَّ أحدنا يجب أنْ يكون ثوبه حسن ونعله حسنة، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: إنَّ الله جميل يُجبُّ الجمال.


شارك المقالة: