اقرأ في هذا المقال
- مضمون مثل “الغريق يتعلق بقشه”
- آثار مثل “الغريق يتعلق بقشه” على المجتمع في العالم
- نتائج الدراسات حول مثل “الغريق يتعلق بقشه”
- العظة من مثل “الغريق يتعلق بقشه”
- أمثلة على استخدام مثل الغريق يتعلق بقشة
- مناقشة مثل الغريق يتعلق بقشة
يتسم هذا المثل بقمة البلاغة، حيث يبحث الإنسان عن طوق النجاة، إذ أنه فجأةً ما يجد نفسه في بحرٍ متلاطم الأمواج، بذل كل ما بوسعه للعوم فيه ولم يقدر؛ لكونه لم يجد قارب للنجاةِ، وصرخ ولكن لم يجد منجياً، فرأى قشة صغيرة، فحاول التمسك بها لعلها تنجيه من هذه الطريق، لكن القشة لم تنجيه؛ لأن هذه قوانين الطبيعة، لكن جاء هذا باعتباره يعتمد على تفكير العقول.
مضمون مثل “الغريق يتعلق بقشه”:
يتكرر هذا المثل بكثرةٍ على لسان الأشخاص، مما يجعلنا نتسائل هل فعلاً القشة تنقذ الغريق؟ إن الأجابة بالتأكيد لا، لكن إصرار الإنسان على أمور منافية للعقل وإصراره على إنفاذ قراراته، خاصةً وأن الأمر متعلق بصحة شخص مهتم لأمرهِ، وربما صحته، فحينها يلجأ الإنسان إلى البحث عن أي شيء، ممكن الاستفادة منه بهذا الأمر مهما كلفه الأمر، مما يجعله يتخذ قرارات يعظم الفوائد التي قد يحصل عليها، وتبخيس ما قد يكلفه الأمر، فقد يستند على معطيات زائفة، ويحاول أن يبني عليها آماله، فيتعلق بها، بغض النظر عن مدى صحتها أو دقتها.
حيث أنه وعلى سبيل المثال عندما يصاب شخص يهمنا أمره بمرض (cancer) في مراحله المتقدمة، فإنهُ يحاول بجميع السبل والطرق بمقاومة الحقائق والهروب من مواجهتها وتجاهلها ومحاولته للبحث عن أي وسيلة من بائعي الأمل الزائف، بغض النظر عن نتائجهِ، أو ما قد يكلفهُ الأمر.
كما أن هناك اختلاف بين الأمل المبني على حقائق علمية دقيقة وذات نتيجة أكيدة، وبين الأمل الزائف المبني على توقعات، تماماً مثلما يحسب الظمآن السراب ماءاً، فيجري خلفه مما يؤدي إلى هلاكه، وهذا ناتج عن الاعتقاد بالقصص القديمة والمعجزات المتناقلة التي مضى عليها عقداً من الزمن في ترسيخ هذه الثقافة.
آثار مثل “الغريق يتعلق بقشه” على المجتمع في العالم:
أدى هذا المثل إلى إثراء تجار بيع الأمل الزائف، ولم يكن ذلك مختصراً على الدول النامية، إنما انتشرَ في دول عظمى مثل ألمانيا، حيث قام الإعلام البريطاني، بنشر تقريرعن أشخاص مرضى، قاموا ببيع أملاكهم من أجل الحصول على علاجٍ لهم، كما أنهم قاموا بشرائها حتى من قبل أن تثبت نجاح فاعليتها في العيادات الخاصة.
فقد كانوا يستقطبون المرضى الذين يبحثون عن مجرد “قشة” من جميع أنحاء العالم لعلاجهم بأدويةٌ ليست مثبتة فاعليتها، وإيهامهم بأنها الدواء المناسب لهم وذلك مقابل الآلاف من الدولارات، مما يوصلهم هذا الأمر بعد ذلك إلى نتيجة الموت المؤكد، الذي لم يخلف وراءه سوى الفقر والفقد.
وكذلك سكان الولايات المتحدةُ، الذي يذهبون يومياً إلى المكسيك بحثاً عن ما لم يجدونه في بلادهم، فمنهم من توجه إلى العلاج بطريقة أخرى تسمى ” الطب البديل “، إذ تُعد طريقة العلاج بالأعشاب، حيث اتبعها الكثيرون لعدة أسباب، إذ لا يوجد لها أية مضاعفات تُذكر، كما أنهم فضلوه على الطب الكيماوي؛ لما يسببهُ من مضاعفات.
كما كان لهذا المثل دورٌ كبير في التأثير على عقل المرأة، لدرجة أنها اتبعت وسائل كثيرةً جداً، وعملت جاهدةٌ، في محاولة لإخفاء ملامح الشيخوخة لديها.
نتائج الدراسات حول مثل “الغريق يتعلق بقشه”:
الأمل أمرٌ لهُ أثر عظيم في نفس الإنسان، وشعور جميل، لكنهُ غالباً ما يقود الإنسان إلى ما لا يحسب ولا تحمدُ عواقبه من حيث الأمل الناتج عن حقائق علمية مدروسة بدقةٍ، وهي من يعتمد عليها ويؤخذ بها.
فعندما يشعر الإنسان بعجز الطب الحديث عن علاج مشاكله، فإنهُ يبحث جاهداً عن وسائل أخرى، تفيده في ذلك، فحين يذكر له أي شيء لعلاجه لا يتوانى في ذلك؛ لأن شعور الإنسان بدنو أجلهِ، هي من أصعب الأشياء التي قد تواجهه، فالمظطر يركب الصعب.
أما الخرافات القديمة والأساطير، فهي تؤدي إلى نتائج لا تحمدُ عقباها، حيث أنها تبيّن للبعض أن صاحب هذه المقولة، توقف عن إكمال نهايتها وهي ” الغرق المحتم”، فلا يمكن للقشة أن تنقذ غريقاً.
لكن بسبب هذه المقولة فقد امتلأت المستشفيات ووحدات العناية بالأُسَر، التي كانت ترافق العديد من المرضى الذين لا يمكن شفائهم، حيث كان من الممكن أن يتعالجوا في بيوتهم وبين أسرهم، أو في أماكن مهيأة للاهتمام بهم دون الركود في المستشفيات، وذلك حفاظاً على كرامتهم الإنسانية.
العظة من مثل “الغريق يتعلق بقشه”:
لقد تعلق الإنسان بحب الدنيا وكرهه للموت، لكن حياة الإنسان ليست بعدد الأيام التي نعيشها ولا سراب نركض وراءهِ ولا خزعبلات وخرافات ولى عصرها، ولكنها تقاس بكيفية هذه الحياة وكيف يمكن للشخص العيش فيها بسلام.
وقيل هذا المثل لأول مرة في دولة الجزائر في المرحلة الشكلية التي تسبق الموعد الانتخابي، فقد كان الشعب الجزائري غريق في بحر تتلاطم أمواجه ويحاول التعلق ولو بقشة، ليخرج مما كان فيه من دمار شامل.
أمثلة على استخدام مثل الغريق يتعلق بقشة
- “بعد أن فشل في جميع الامتحانات، تعلق الطالب بأمل الحصول على فرصة ثانية.”
- “قررت المريضة تجربة علاج شعبي، على الرغم من عدم وجود دليل علمي على فعاليته.”
- “يحاول بعض السياسيين التعلق بأي قضية، مهما كانت هامشية، لجذب انتباه الناخبين.”
مناقشة مثل الغريق يتعلق بقشة
يُثير هذا المثل بعض النقاط للنقاش:
- إلى أي مدى يجب أن نتعلق بالأمل؟
- ما هو الفرق بين الأمل والواقعية؟
- متى يجب أن نتخلى عن حل غير فعال ونبحث عن حل آخر؟