القرد في عين أمه غزال

اقرأ في هذا المقال


للشعوب التي تعاقبت الحياة في كافة أرجاء المعمورة، الإرث الثقافيّ الذي يخصها، وكما إنه يجعلها تتفرد به عن غيرها، وهو بدوره يعبّر عن الكثير من الوقائع والمناسبات، التي حصلت خلال التاريخ، ولعل من أكثر أنواع التراث شهرة “الأمثال الشعبية” والحكم، ويقوم الناس باستخدام هذه الأمثال أو الحكم إذا مرّوا بظرف أو حدث مشابه للحدث الأصلي الذي قيلت فيه تلك الأمثال، فيعبرون عنه بمثل أو حكمة، وهكذا تبقى محفوظة، ويتداولها الناس جيلًا بعد جيل مع إضافة ما استجد من أمثال تعبر عن أحداث الحاضر، والمثل الذي بين أيدينا هو: القرد في عين أمه غزال”.

متى يقال مثل ” القرد في عين أمه غزال”؟

لا شك أن للأمثال الشعبية سحرها الخاص ومنطقها الفريد، والتي تستخدمها مختلف فئات المجتمع في المواقف الحياتية المختلفة، ولعل أكثر الأمثال شهرة، والتي يتداولها الناس بشكل كبير، هو مثل: “القرد في عين أمه غزال”، وهذا المثل يتردد بشكل مستمر عن الأمهات اللاتي لا يرين في أبنائهن أي عيب، وكما إنها تشهد بجماله وأخلاقه أمام الناس، على الرغم من كثرة عيوبه ووضوحها للعلن، وقد اتفق الكثير من الدارسين والكتّاب، بأن هناك قصة شيقة وراء مثل: “القرد في عين أمه غزال”، وأما أبطالها، فهما: “قرد و والدته”.

قصة مثل “القرد في عين أمه غزال”:

أما مثل: “القرد في عين أمه غزال”، فهو من الأمثال السائرة، والقصة التي أدت إلى إطلاقه هي قصة خرافية، أبطالها الطيور والحيوانات، وقصة مثل: “القرد في عين أمه غزال” قديمة وردت في “خرافات أيسوب”، في عصر غابر، إذ إنه كان هناك حاكم قد أمر بإقامة مسابقة جمال للحيوانات والطيور، وكانت أكثر الحيوانات والطيور جمالًا يتقدمون لهذه المسابقة، على أن يتم إعلان الفائز في نهاية اليوم، تقدم الطاووس وابنه للمسابقة، وكذلك الغزالة وابنتها، والزرافة وابنتها أيضًا، وبدأ كل حيوان منها يستعرض جماله أمام الحاكم، وقبل إعلان نتائج المسابقة بدقائق، تقدمت القردة بابنها ليشارك في المسابقة، بات الجميع يقنعها أن ابنها لا يملك مقاييس الجمال، غير أنها أصرت علي المشاركة بالمسابقة، فطلب الحاكم من حاشيته أن يتركوها، وبات يردد، وهو يضحك: “القرد في عين أمه غزال”، ومن هنا انتشر المثل وأصبح يُقال حتى يومنا هذا.


شارك المقالة: