اقرأ في هذا المقال
تعدّد الشخصيات:
تتعدد أنواع الشخصيات في مختلف المجتمعات، إذ تختلف الشخصية لكل فرد عن الآخر، وذلك تبعاً إلى تعدد البيئات المختلفة التي تحيط بالأشخاص، كما أنّ لنشأة الفرد والأحداث والمواقف التي يمر بها في حياته أثر كبير، بالإضافة إلى العامل الوراثي والأساليب التربوية، وذلك مع العلم بأنّ الغالبية في الصفات التي يملكها الشخص تعود إلى اكتسابه إياها من خلال الحياة.
فالعديد من الأشخاص تُكتسب لديهم الأخلاق الحميدة والصفات الحسنة، فيصبحون من الأشخاص المحبوبين والمرغوب في تواجدهم في كافة الأماكن، أمّا في البعض الآخر ممّن يكتسبون الصفات البذيئة والسيئة، فهم أُناس غير مرغوب بتواجدهم أينما كانوا وغير محبوبين من قِبل مجتمعاتهم ومنبوذين من الجميع.
تعريف الشخصية في علم النفس:
وردت العديد من المفاهيم والتوضيحات حول شخصية الإنسان على حسب الدراسات والتحليلات التي توصل إليها علماء النفس، نأخذ أولاً: تعريف العالم (كفم) فعرفها على أنّها مجموعة من الاستجابات وطرق الإنسان التوافقية التي تكون ضمن محيط بيئته، أي بما معناه حالة التوازن ما بين المتطلبات البيئية والدوافع الذاتية.
ثانياً: تعريف العالم (مورتن بريس) حيث أوضح أنّ شخصية الإنسان ما هي إلّا الخصائص التي يمتلكها الشخص، والخبرات والاستعدادات التي درسها البيولوجيين الموروثة، بالإضافة إلى الأنماط التي يكتسبها الشخص من البيئة المحيطة به.
ثالثاً: تعريف العالم (بودن) فقد قال حول الشخصية بأنّها الميول الثابتة والاتجاهات المتأصلة في الفرد، إذ يقوم من خلالها ضبط عمليات التوافق بين البيئة والفرد.
رابعاً: تعريف العالم (روباك) للشخصية، إذ وجد أنّ الشخصية الإنسانية هي عبارة عن مجموعة من الأفعال التي يستجيب إليها الفرد، والمحاور التي يتبعها الشخص في اتجاهاته، بالإضافة إلى كميّة استعداد الفرد من ناحية المعرفة.
خامساً: تعريف العالم (ماي وفليمنغ) لمفهوم الشخصية بأنّه صفات الشخص وعاداته التي اكتسبها من بيئته، بالإضافة إلى السمات السلوكية التي تلعب دور كبير في التأثير بالآخرين.
سادساً: تعريف العالم (عثمان فراح) قام عثمان فراح بإعطاء تعريف مختلف تماماً، حيث وجد أنّ الشخصية هي الهيكلية الداخلية التي تستجيب إلى الانفعالات الخارجية والذاتية، كما أوضح بأنّها تعتمد على العمليات العليا التي تدور في العقل، وعلى هذا الأساس يتم تحديد أشكال الأنماط الاستجوابية السلوكية للشخص.
مضمون مثل “القرش السيء يعود لصاحبه دائماً”:
تناول المثل موضوع الشخص السيء الذي لا يأتي بالخير ولا يرتجى منه شيء، فهما رحل وسافر وتنقل فإنّه لا يجدي نفعاً، حيث أنّه سرعان ما يعود إلى بيته خالي الوفاض؛ ويعود السبب في ذلك إلى الصفات التي تحملها الشخصية السيئة.
فالشخصية السيئة يكمن فيها العديد من الصفات غير المرغوب فيها في داخل المجتمعات، فهي مرفوضة أخلاقياً ودينياً واجتماعياً، مما يجعلها محط النقد على الدوام، وهذا ما يفقدها محبة الناس واحترامهم، ومن تلك الصفات الغش، الكذب، الشك، الغدر، الكراهية والحقد.
استخدم المثل أسلوب التشبيه في صياغته، فقد شبه الشخص السيء بالقرش السيء، فكلاهما حينما يجتمعان في الصفات السيئة لا فائدة منهم على الإطلاق، فمهما كانت حاجة البعض إلى المال، ولكنّه عندما تجتمع فيه الصفات السيئة من تمزيق وتشويه، فإنّه يرد إلى صاحبه لإعادة إصلاحه.
قدم المثل نصيحة لكافة الأفراد على اختلاف مجتمعاتها، حيث أنّه لا يوجد أي مجتمع يخلو من الأشخاص السيئين الذي لا يصدر عنهم سوى الأذى والشر، وتلك النصيحة تضمنت في معناها التجنب والابتعاد عن مخالطة السيئين من الناس.
من أهم النصائح التي قام علماء النفس بتقديمها إلى الناس لتفادي مخالطة الأشخاص السيئين، هي المحافظة على الهدوء بقدر الإمكان، التجنب والابتعاد عن الدخول والخوض في نقاشات وحلقات جدال معهم، الاعتماد على لغة التفاهم والحوار، التركيز على التزام الصمت في التعامل معهم، تقبل وضعهم ومحاولة التكييف معهم، ومن أهم النصائح كانت هي المحاولة بكل السبل تجاهل الشخص السيء بشكل كامل.
كما قام العلماء بتقديم العديد من النصائح إلى الأشخاص السيئين؛ وذلك من أجل المحاولة في التغيير من أوضاعهم النفسية، ومن تلك النصائح وأهمها اتخاذ القرار في التجرد والتخلص من الصفات المنبوذة والسيئة، وضع جدول زمني من أجل اكتساب صفات جديدة وجيدة، تقديم المساعدة إلى الناس دون الحصول على مقابل.
بالإضافة إلى ممارسة القراءة في الكتب التي تحث على التنمية البشرية، القيام بالأفعال التي تجعل الشخص محبوب ومرغوب به من قِبل الناس والمجتمعات، التفكير بالطرق الإيجابية في كل ما يعترضه، الاستعانة بمستشار أو طبيب نفسي، والتركيز على الجانب الإيجابي في شخصيته.
فالشخصية المنبوذة والسيئة غير محببة من الجميع، ولذلك يجب توخي الحذر في طرق التعامل معها، وتجنب الاصطدام فيها، وفي حالة كنت ممّن تمتلك تلك الشخصية حاول جاهداً التخلص منها ومن صفاتها.