الكتابة الأدبية بين الإبداع والنقد

اقرأ في هذا المقال


عرّف المؤلف المشهور ابن خلدون الكتابة بأنّها (عداد الصنائع الإنسانية)، فالكتابة هي مرآة الحضارة وتعبّر عن حال الإنسان وعمّا في قلبه، ومن بدء عملية التدوين كانت الكتابة الفن الذي يحتفظ بالتاريخ الثقافي والتراث الفكري والأدبي للحضارات، وهي عند البعض إما فطرة وإما موهبة مكتسبة عبر التدريب، وتتنوّع أشكال الكتابة بهدف الكاتب وغرضه الأساسي منها.

ما رأي النقاد في الكتابة الأدبية والإبداعية؟

الكتابة الإبداعية في أصلها تهدف بشكل أساسي لتسلية القارئ؛ حيث يقوم الكاتب باستخدام كل عناصر العمل الأدبي من عواطف وانفعالات وجماليات لغوية ويوظّفها لتكوين نصّ أدبي جيّد، حيث يمكن لهذا النص أن يجعل القارئ يضحك أو يبكي أو يحزن.

برأي النقّاد يجب على الكاتب أن يتعلّم أسس الكتابة الأدبية الإبداعية وأنواعها من حيث: جماليات اللغة، إمكانية الكاتب في التعبير، النص التواصلي والإبداعي، معجم وقاموس اللغة وأيضاً عليه معرفة المناهج والمذاهب الأدبية المختلفة وأساليب صياغة السياقات اللغوية والتعمّق أيضاً بالسرد القصصي، هذه كلّها عوامل تساهم في نجاح العمل أو عدم نجاحه، فليس كل من يقرأ روايات كثيرة أو قصص كثيرة من الممكن أن يصبح كاتباً أو روائياً.

ولقد لاحظ النقاد والأدباء وجود زخم كبير في الإنتاج القصصي خاصّةً في مجال القصص القصيرة والروايات، والتي يخلو البعض منها من الإبداع ولا يرقى لأن يكون عمل أدبي راقي، فهنالك المكرّر منها وهنالك الضعيف والركيك في النص فلا يحقق للقارئ أي متعة، فلا يدقق الكاتب نصه ولا يوظّف فيه حتّى عنصر الخيال.

ما السبب في انتشار أدب نثري لا يتسم بالخصائص الفنية للكتابة الأدبية؟

يرى النقّاد أن السبب الرئيسي في ذلك هو غياب الحركة النقدية للأدب، فالنقد البنّاء يعتبر عنصر أساسي بنهضة الكتابة الأدبية الإبداعية وصقل التجارب، وقد عبّر البعض أن النقد الحالي هو عبارة عن مجاملة للكتّاب وأعمالهم، وأيضاً تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي والمشاهير الموجودون فيها هم من أكثر من ساهم في الترويج للأعمال الركيكة وعديمة الجودة والتي ليس لها أ قيمة أدبية على الإطلاق.

فقد روّجوا لكثير من الأعمال الركيكة مثل القصص التي تخلو من التسلسل المنطقي في الأحداث والتي تغيب فيها الشخصيات فجأة دون مبرّر، وأيضاً روّجوا لأساليب الكتابة التقريرية والوعظية المباشرة بالإضافة لأعمال قصصية لا يمكن تميزها فيما إذا كانت رواية أو قصة أو سيرة ذاتية فهي لا تملك هيكل أدبي معيّن، بالإضافة إلى اهتمام الكتاب الحالي بغلاف الكتابة وتزيينه أكثر من المضمون الداخلي للنص.

ما هي الطريقة التي يراها النقاد مناسبة للحد من الأدب غير الجيد؟

برأي النقّاد يجب تجديد حركة النقد الأدبي، ويجب وضع شروط لتمحيص ومراجعة وتدقيق النص جيّداً قبل إعطاء الإذن بنشره، وأيضاً القيام بتوعية الكتّاب الناشئين للتقليل من الاعتماد والاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي والاعتماد بشكل أكثر على الخبرات الحياتية والاطلاع والبحث، كل هذا من أجل تصحيح مسار الكتابة الأدبية وإضافة كتب ذات قيمة للموروث الأدبي، بوجود ناقد موضوعي وكاتب مثقف يتقبل النقد ويكون همّه ليس نشر الكثير من الكتب لكن الوصول لحدّ الإبداع في الكتابة.


شارك المقالة: