دور التربية الفنية في الحفاظ على التراث

اقرأ في هذا المقال


التراث

مصطلح “التراث” يشير عمومًا إلى السلسلة الوراثية للأفكار والعادات والعلوم والتقاليد والفنون واللغات والممارسات التي تنتقل من جيل إلى جيل داخل مجتمع معين. يمكن تقسيم التراث إلى عدة أنواع، منها:

  1. التراث الثقافي: يتعلق بالعناصر الثقافية مثل اللغة والأدب والفنون والعمارة والملابس والطعام.
  2. التراث الديني: يشمل المفاهيم والتقاليد ذات الطابع الديني والشعائر والممارسات الدينية.
  3. التراث الطبيعي: يشمل البيئة الطبيعية والتضاريس والحياة البرية التي ترتبط بالمجتمعات البشرية.
  4. التراث التاريخي: يتعلق بالأحداث التاريخية والتطورات الاجتماعية والسياسية التي شكلت تاريخ المجتمع.
  5. التراث اللغوي: يتعلق باللغة واللهجات والعبارات الخاصة بمجتمع معين.

أهمية التراث

  • التراث يلعب دورًا هامًا في تعزيز الهوية الثقافية للمجتمع وفي فهم التاريخ والتطور الاجتماعي. يتم نقل التراث غالبًا عبر الأجيال من خلال القصص والتقاليد الشفهية والممارسات الاجتماعية. يُشدد على أهمية الحفاظ على التراث لضمان استمراريته وتوارثه للأجيال القادمة.
  • وفي ظروف المعاناة ينتج الإنسان نماذج أشكالاً وأفكاراً هي في حقيقتها حلول للمشكلات التي يواجهها. وفي لحظات السرور والسعاده يعبِّر عن ذاته بالأفكار والأشكال مترجماً في صورة أو قصيدة أو تمثال، وكذلك ينتج الحرف والصناعات ليعزِّز مشاعر السعادة لديه.

أهمية التراث في حياة الأفراد والجماعات

  • يشكّل التراث جزءاً هاماً من الهويَّة الوطنية والقومية، حيث يؤكِّد تاريخ مجتمع ما، ويعزِّز لديه الانتماء وتأكيد الذّات، ففي الانتماء قوة واستقرار للفرد والمجتمع
  • يساعد التراث في تميُّز المجتمعات، فهو مؤشر على ماضيها الحضاري نلحظ من خلاله مدى تفوُّق الأمّة في مختلف المجالات واسهاماتها اللإنسانية.
  • يشكل التراث مرجعاً هاماً للمجتمعات، بما تحتوية من أشكال ونماذج وأفكار تساعد على التبصُّر بحلول المشكلات في الحاضر والمستقبل، حيث تشكِّل الخلفية التاريخية والمنطقية لميدان ما، ممّا يوفِّر الجهد والوقت على الفكر والصانع والفنان فينطلق من حيث انتهى الأسلاف.
  • التواصل بين الماضي والحاضر، فتتعرَّف على معاناة السلف وعلاقتنا به
  • يعزز التراث لدى الفرد احترام الذات واحترام مكتشفات الآخرين، ممّا يقوِّي الروابط الإنسانية بين المجتمعات، ويتّصف التراث بأنّه عميق وشامل وأنّه مرن ويحمل سمات الرصانة والأصالة، وغالباً ما نجد تاثيرات مختلفة ضمن أيِّ تراث.

أنواع التراث

  • المحلية: حيث إن هذه الصفة من صفات التراث هي صفة تعكس سمات خاصّة لمجتمع ما، أنّها خصوصيات المجتمع التي تجعله يختلف عن غيره من المجمَّعات، كالتراث الإسلامي، حيث يحمل عناصر وخصوصات تعكس تأثير العقيدة الإسلامية على كافة أنماط التراث ومجالاته، فالدين له أثره في اضفاء الخصوصية على الفن من الفنون، وكذلك التاريخ والقومية بما تعكس من عادات وتقاليد ولغة.
  • العالمية: وهي صفة تلازم التراث أيّا كانت محليته، فالنفعية في الفن التطبيقي ترتبط بالإنسان ضمن أيّ مجتمع، وقيم الحق والخير والجمال هي قيم تطلبُها الإنسانية، ويأخذ التراث صفة العالمية إذا انتشرت عناصره ونماذجه عالمياً، حتى الصِّفة المحلية تأخذ صفة عالمية كلّما انتشرت بين المجمتعات.

ميادين التراث

التراث الفكري المجرد

يشمل هذا النوع من التراث على اللغات،والآداب، والفلسفة والشِّعر وانشر والموسيقى والمسرح، وكل ما يلوِّن كتابة.

التراث المادي:

ويشمل فنُّ العمارة، الرسم، التصوير وكل فروع الفنون الجميلة والفنون التطبيقية من حِرَفٍ يدويَّة متنوعة.

وللمحافظة على التراث طرق مختلفة، فالتربية الفنية تسهم في الحفاظ علية من خلال طرق شتى أهمها:

  • توظيف عناصر التراث في مجالات العملية للتربية الفنيّة، في مجال الحرف اليدوية كالمعادن والأخشاب والنسيج والزجاج، وفي مجالات الفنون الجميلة من الرسم وتصوير ونحت وخزف وزخرف.
  • التوثيق: ويتم من خلال مادة تاريخ الفن، والتذوُّق الفني والنقد، بحيث تشمل وحدات المناهج على معلومات عن أنواع التراث، والفنانين، ومصادر التراث.
  • المعارض التعليمية: ولها دور كبير في التعريف بالتراث وعناصره وأشكاله، حيث تتم من خلالها نماذج من ميادين متعلِّقة، وحقب مختلفة، فالتصنيفات التي ترافق المعرض وما يتَّصل بما من شروح وإيضاحات تلعب دوراً مؤثراً في نشر الوعي التراثي بين المشاهدين، وتعزِّز مكانة التراث اجتماعياً.
  • المكتبات العامة: والتربية الفنية تتناول موضوعات التراث ضمن نشراتها، ومناهجها، ممّا يؤدي إلى إثراء المكتبة العامّة بالكتب المرجعية، باعتبارها جانباً هاماً من التوثيق، حيث يتطلب من صانعي المناهج في هذا الميدان طرح مختلف الجوانب التراثية ضمن المؤلفات تأكيداً لدور التربية الفنية الذي يركِّز على إحياء التراث وتطويره.

شارك المقالة: