الكرم في الشعر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


تفاخر العرب بعاداتِهم وأخلاقهم وتغنوا بها في مقطوعاتِهم ومنها الكرم الذي يُعد مصدر فخرهم وله قيمة كبيرة ومن هنا سنتحدث عن وسائله وأهميته في الشعر الجاهلي.

وسائل الكرم في الشعر الجاهلي

1- نار القِرى: كان العرب قديمًا يشعلون النيران في مكانٍ عالٍ ليتمكن الضيف من رؤيتها والوصول إلى مكان الضيافة وقد عجت مقطوعاتِهم في هذا الجانب ومنهم النابغة الذبياني ويقول:

متى تأته تعشو إلى ضوء ناره

تجد خير نار عندها خير موقد

كما عَمِدَ الشعراء إلى مدح الكرماء والثناء على حسن نارهم وهدوئها ونوعية الحطب المستخدمة وطريقة اشعال النار وعن ذلك يقول الأعشى:

لعمري لقد لاحت عيونٌ كثيرةُ 

إلى ضوء نارٍ في يفعاعٍ تُحرَّقُ

2- الجَّفلَى: تدل على الوليمة الضخمة التي يحضرها كبار القوم يدعون إليها الناس في أيام الشتاء ويتحدث طرفة بن العبد عن ذلك:

نحن في المشتاةِ ندعو الجفلى

لا ترى الآدب فينا ينتقر

3- حسن استقبال الضيوف: تُعد من أساسيات الكرم  ويستقبل الشخص ضيفه بوجه ضاحك غير عابس وعن ذلك نظم عروة بن الورد:

سلي الطارق المعتر يا أم مالكٍ

إذا ما أتاني بين قدري ومجزري

عوامل تأصل الكرم في العصر الجاهلي

1- طبيعة التنقل والترحال الدائم في الفيافي الجرداء باحثين عن الطعام ومنابع الماء وهذا الأمر أدى إلى انتشار الكرم لحاجة المسافر إلى من يكرمه.

2- كثرة الصراعات والحروب بين الأقوام وما تخلفه من أثر حيث يشح الأكل والماء مما يدفع ولاة الأمر إلى مساعدة المحتاجين وغرضهم من هذا علو شأنهم ومكانتهم.

3- اعتبر الأغنياء أن الكرم واجب أخلاقي لوجود الفقراء والمحتاجين وهذا يُحتّم عليه الجود وتقديم ما يستطيع لسد عوزهم وإلا تعرض للهجاء.

قصص العرب في الكرم من خلال الشعر الجاهلي

1- كرم حاتم الطائي: تميز بكرمه وقيل أنه أجود الناس وعُرف ببغضه للبخيل وصور ذلك منشدًا:

وإذا ما بخيلُ الناس هَرّتَ كِلابُهُ

شَقَّ على الضيف الضعيف عقورُها

2- كرم هوذه بن مُرَّة: تردد اسمه في المقطوعات التي تغنت بكرمه ومدحه الشاعر قائلاً:

ومنا الذي حل البحيرة شاتيا

وأطعم أهل الشام غير محاسب


شارك المقالة: