اللغة المستخدمة في الصفوف الدراسية واللغة الواقعية

اقرأ في هذا المقال


الفرق بين اللغة المستخدمة في الصفوف الدراسية واللغة الواقعية:

عندما نتعلم لغة أجنبية في المدرسة الثانوية أو الكلية، فعادةً لا تكون هذه الطريقة هي التي يستخدمها الناطقون الأصليون للتواصل في الحياة اليومية، فنحن نتعلم اللغة بطريقة أكاديمية ومناسبة للغاية، ولكن في الواقع لا تعد هذه الطريقة مفيدة للتواصل في مواقف الحياة الواقعية. ولذلك ينتهي بك الأمر لتعلم لغة الواقع من أشخاص قد درسوا لغة أجنبية لعدة سنوات في البلدان الناطقة باللغة المراد تعلمها، أو تعلمها من مصدرها المباشر، أي التواصل مع المتحدث الأصلي للغة.

وبالتأكيد تقوم المؤسسات التعليمية بتعليم اللغة بهذه الطريقة، لأنهم يريدون من الطلاب أن يتعلموا اللغة بطريقة نحوية وقواعدية صحيحة، كما أنهم يحاولون إيجاد طريقة لتعليم اللغة بطريقة تحمي المتعلم من التعرض الشديد لثقافة وواقع الشعوب المتحدثة للغة، ولكن من المعروف أن أفضل طريقة لتعلم اللغة هي التعرض لثقافة وعادات هذه اللغة. حيث يبدو أن هذا الأمر مجرد مضيعة هائلة للوقت، فيقضي الكثير من الناس كل هذا الوقت في دراسة شيء ما وينتهي بهم الأمر إلى تعلم لغة جديدة تمامًا تمكنهم من التواصل، فاللغة هي أداة تواصل وليست مجرد مادة أكاديمية.

لذلك إذا كنت تدرس لغة أجنبية وتريد أن تكون قادرًا على تطبيق ما تعلمته في الصفوف الدراسية، فإن الدراسة في فصل دراسي ليست كافية لتمكنك من ذلك. فمن النادر أن تقابل شخص يقول أنه قرأ كتاب عن اللغة الفرنسية أو درس كتاب باللغة الفرنسية في صفه، ومن ثم ذهب إلى فرنسا ولم يجد مشكلة بالتحدث والتواصل مع المتحدثين الفرنسيين المحليين.

ولكن قد يقول لك شخص ما أنه تعلم اللغة الثانية أو الأجنبية من الإنترنت أو وسائل التواصل أو أنه تعلمها من خلال التبادل اللغوي، ولكن قد ساعدته اللغة التي تعلمها في الصفوف الدراسية كونها الأساس وكونها تعلم الطريقة المثلى لاستخدام القواعد، على استخدام اللغة بطريقة صحيحة. ولذلك يتوجب عليهم الخروج وممارسة اللغة في الحياة الواقعية حتى يتمكنوا من استخدام اللغة بطريقة عملية.

المشاكل التي من الممكن أن تواجه متعلمي اللغة الواقعية:

هناك العديد من المشاكل التي قد تواجه متعلم اللغات، وفيما يلي أبرز هذه المشاكل:

  •  تقتصر عملية تعلم اللغات واكتسابها على الكتب المدرسية والتمارين والاختبارات، والتي يمكن أن تكون مفيدة بعض الأشخاص اللذين يتواجد لديهم خلفية لغوية ويودون تعلم القواعد والنحو الصحيح من المدرسة، ولكنهم لا يقضون وقتًا كافيًا في استخدام اللغة ليتمكنوا من إتقانها.
  • تهميش ثقافة البلدان الناطقة باللغة المراد تعلمها هي أبرز المشاكل التي قد تواجه متعلم اللغة، فاللغة والثقافة مفهومان مرتبطان مع بعضهم البعض بشكل كبير، على سبيل المثال، يتواجد الكثير من النكت والطرائف في اللغة الإنجليزية لا تكون مفهومة ومضحكة بالنسبة لنا على الإطلاق، وكذلك الطرائف المستخدمة من قبل المتحدث العربي قد لا تكون مضحكة لمتحدث اللغة الإنجليزية.
  • صعوبة إيجاد متحدث أصلي للغة للتواصل معه، وهي واحدة من أكثر الصعوبات التي تواجه المتعلم، فالكثير من المتعلمون يحاولون تعلم اللغة من خلال التبادل اللغوي، التي تعد أحد أنجح الطرق لتعلم اللغة.
  • التكلفة المالية العالية لتعلم اللغات، يلجأ معظم الأشخاص اللذين يودون تعلم اللغة إلى المراكز التعلمية والتدريبية التي تستخدم معلمين ناطقين أصليين للغة، ولكنهم يتفاجأون بالمبالغ المالية المطلوبة، فمن الممكن أن تكلف الدورة التدريبية الواحدة أكثر من 500 دولار.

نصائح لتعلم اللغة الواقعية:

  • يقترح باحثون لغويون على الأشخاص اللذين يرغبون في التحدث بلغة أجنبية بإتقان في يوم من الأيام، الخروج من عقلية الفصل الدراسي والتركيز على استخدام اللغة قدر الإمكان. كما يجب عليك أن تتأكد من تعلم أساسيات اللغة من خلال حضورك الفصول الدراسية الخاصة بالمبتدئين، ولكن في النهاية عليك الخروج واستخدام ما تعلمته من لغة في أقرب وقت ممكن في الحياة اليومية.
  • يمكنك استخدام بعض المواقع التي تساعد على تعلم اللغة التي من الممكن استخدامها في الحياة الواقعية مثل (couchsurfing.com) و (meetup.com)، وهناك أيضًا مجموعات على تطبيق (Facebook)، حيث يمكنك بسهولة العثور على بعض الأصدقاء الذين يتحدثون اللغة التي ترغب في تعلمها وممارستها معهم. ولا تفكر بأنها طريقة تعلم، بل اقض وقتًا ممتعًا مع أصدقائك الجدد وتحاور معهم بكثرة حول ثقافتهم.
  • فتعلم اللغة يشبه إلى حد كبير قيادة السيارة، حيث يمكنك قراءة كتاب عن القيادة وتعلم قواعد الطريق، ولكن ما لم تجلس خلف مقود السيارة وتقضي وقتًا طويلاً في التدريب، فمن المستحيل أن تكون سائقًا جيدًا.

شارك المقالة: