اللغة المستخدمة من قبل النساء

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن اللغة المستخدمة من قبل النساء:

منذ عام 1582، تم افتراض أن النساء يتحدثن بشكل مختلف عن الرجال، ولكن لم يتم إجراء دراسات منهجية لهذه الاختلافات المفترضة حتى ثمانينيات القرن التاسع عشر. حيث كانت هذه الدراسات اللاحقة معنية بشكل أساسي بالمفردات ومواضيع المحادثة  أو بلغات أخرى غير اللغة الإنجليزية. فلم يتم التحقيق بجدية في فكرة الإنجليزية الأمريكية النسائية حتى أوائل السبعينيات، فدرس هذه اللغة عدد من الباحثون واللغويين مثل روبن لاكوف وآن بودين وروث بريند ونانسي كونكلين.

فيبدو أن الحافز الأساسي لهذه الدراسات الأولى كان حركة تحرير المرأة، وهذا أدى إلى أن تقوم الدول بمنح بعض الباحثين كافة مستلزماتهم لإجراء أبحاثهم، فعلى سبيل المثال، تؤكد أغنية لاكوف “You Are What You Say” أن هناك لغة نسائية، لكنها لا تقدم أي دليل ملموس يدعم مزاعمها. ومع ذلك، فإن الدراسات الحديثة أقل إثارة للجدل وأكثر حرصًا على لغة المرأة، على سبيل المثال، دراسة اللغوي فرانسين فرانك عام 1978 هي مناقشة متأنية للأساطير والحقائق حول خطاب المرأة.

منذ هذه المنشورات الأولى اهتم الكثير من اللغويون والباحثون في هذا المجال من مجالات علم اللغة الاجتماعي. فتضم قائمة المراجع المشروحة للباحثة نانسي هينلي والباحث باري ثورن عام 1975 أكثر من 275 مقالة وكتابًا منفصلين حول هذا الموضوع. كما تمت كتابة المزيد حول هذا الموضوع بشكل كبير منذ ذلك الحين، وفي الواقع، هناك حاجة ماسة إلى ببليوغرافيا أخرى أو تكميلية؛ لإكمال الدراسات المتعلقة بلغة المرأة، كونه مجال في علم اللغة لا بد من الاهتمام به.

دراسات علماء اللغة في لغة النساء:

وفي الواقع هناك استنتاجان عامان يهيمنان على الأدبيات، فيصر العديد من الكتاب واللغويون مثل روبن لاكوف وكريمر، على وجود لغة نسائية على الرغم من الأدلة المتضاربة أو غير المتوفرة لإثبات ذلك. ولكن يفترض البعض الآخر من اللغويون مثل، كي أن النساء يظهرن تفضيلًا لبعض الأشكال اللغوية أو يستنتجون أن الأدلة غير كافية.

يبدو أن ثقل الأدلة يدعم المواقف الأخيرة الأكثر حذراً للباحثين. وفي الواقع، يبدو أن هناك بعض العناصر التي يمكن تحديدها في اللغة الإنجليزية الأمريكية المنطوقة والتي هي أكثر خصائص المتحدثين الإناث من المتحدثين الذكور. فإذا استخدم الفرد المصطلح بشكل ناعم لتغطية تلك السمات المختلفة والمتفاوتة على أساس النوع الاجتماعي، فهذا يدل على أنها لغة نسوية.

ميزات الكلام النسوي وفقا لعلماء عام اللغة الاجتماعي:

بينت اللغوية ماري كي أن النساء أقل احتمالية لاستخدام السمات النحوية التي تعتبر مؤشرات للوضع الأدنى، كالنفي المتعدد والتوصيف الضمني والجمع وتصريفات الفعل المفرد بضمير الغائب غير القياسي والملكية. كما وجدت اللغوية مارجوري جودوين أن الأشكال النحوية المستخدمة من قبل الأولاد تميز دائمًا بين المتحدث والمستمع. أي أن الفتيات يستخدمن ضمائر الجمع الشاملة مثل (نحن ولدينا) ولكن الأولاد يستخدمون الضمائر الحصرية (أنا، أنت، أنا). كما تم إجراء دراسة واحدة حول استخدام الملكيات، وأشارت إلى أن الأولاد من الطبقة الدنيا والمتوسطة، سواء السود أو البيض، يستخدمون أدوات ملكية بشكل متكرر أكثر من أقرانهم من الإناث.

ومن الواضح أن هناك بعض الأدلة على أن النساء يفضلن استخدام بعض الأشكال النحوية؛ كونه أسلوب لغوي يتمتع بالرفعة والرقي. وميزة نحوية أخرى تُنسب بشكل متكرر إلى اللغة الإنجليزية للمرأة هي صيغة السؤال المستخدمة مع وظيفة توضيحية وهذه وفقًا لدراسة أجرتها اللغوية روبن لاكوف في كتابها لغة المرأة.

وبالإضافة إلى ذلك يقول اللغوي فيشمان إن النساء يطرحن الأسئلة أكثر من الرجال بثلاثة أضعاف. كما أكدت على ذلك اللغوية روبن لاكوف وقالت في أحد كتبها أن النساء يستخدمن أسئلة العلامات أكثر بكثير من الرجال، ولكن لا دراسة علماء اللغة مثل برنشتاين التي أجراها في عام 1962 ولا دراسة بومان عام التي أُجريت في عام 1976 تدعم نظرية لابوف وفيشمان. ففي الواقع، أظهر بعض اللغويون أن أولاد الطبقة العاملة استخدموا هذه الصيغة من الأسئلة بشكل متكرر أكثر من الفتيات. وأظهرت دراسة أخرى في اختبار أعمى أن الناس ينسبون الأسئلة إلى الإناث، لكنهم لم يقدموا دليلًا على دقة الصورة النمطية لهذا الادعاء.

الفرق بين الحديث النسوي والحديث الذكوري:

بين العديد من اللغويون أن لغة النساء عادة ما تخلو من الألفاظ البذيئة، كونها دلالة على تدني المستوى اللغوي والذي يعكس صورة سيئة عن المتحدث. فهناك فقط دليل على أن بعض الاختلافات تظهر في استخدام الذكور والإناث للأفعال العدائية والشتائم، فيبدو أن الذكور لديهم مفردات تجريبية بشكل عام.

كما بينت دراسة أجراها عدد من الباحثون اللغويون أن الرجال يستخدمون الأرقام في كلامهم أكثر بكثير من النساء،  ويستشهد اللغوي فرانك بدراسة أجراها جليسر وجوتشالك وواتكينز، والتي أشارت إلى أن الإناث يستخدمن كلمات أكثر بشكل ملحوظ التي تدل على الشعور أو العاطفة أو الدافع ويشيرن أكثر إلى الذات، بينما استخدم الرجال المزيد من الكلمات التي تدل على الزمان والمكان والكمية والعمل ووضع حياتهم الصعب. يشير عدد من العلماء إلى أن الرجال والنساء يستخدمون أنواعًا مختلفة من التحولات لتغيير موضوع ما، فيستخدم الرجال المزيد من التدخلات، ولكن تستخدم النساء المزيد من أدوات الربط.

الفرق في التراكيب اللغوية بين الرجال والنساء:

ووفقًا لدراسة أجراها اللغوي لفيشمان، هناك عدد من الظواهر اللغوية التي تجذب الانتباه والتي تستخدمها النساء أكثر بكثير من الرجال. على وسبيل المثال، صيغة السؤال (هل تعرف ماذا؟) والملاحظات التمهيدية (هذا مثير للاهتمام”) و(كما تعلم). وفي المثال الأخير (كما تعلم) يحدث عشرات المرات في حديث النساء أكثر بكثير من حديث الرجال. كما بين فيشمان إلى أن كل هذه الظواهر تحدث، لأن النساء يجدن صعوبة أكبر في نجاح المحادثة.

اختلاف النطق بين الرجال والنساء:

وبشكل عام هناك بعض الأدلة على أن مفردات الرجال والنساء تختلف إلى حد ما. حيث تميل كلمات الرجال إلى أن تكون أقوى وأكثر واقعية. ولكن استنتج اللغوي فرانك أن النتائج غير حاسمة ومتناقضة في كثير من الأحيان. حيث يوفر النطق أفضل دليل على أشكال اللغة القائمة على النوع الاجتماعي، ولكنه حتى لا يخلو من التناقضات.

فعلى سبيل المثال، العديد من الدراسات التي أجراها اللغوي كي بينت أن النساء عادة ما ينطقن الصوت (r) في نهاية الكلمة ولكن الرجال عادة لا ينطقون هذا الصوت في آخر الكلمات. ولكن قام اللغوي وليام لابوف بإجراء دراسة على هذا الاعتقاد في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن لم يجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الرجال والنساء على غياب ووجود الصوت (r).

تحتوي الأدبيات على دعم كبير لاختلاف طريقة نطق (ing)، فالبعض ينطقها بـ(ing) والبعض الآخر ينطقها بـ(in). ففي عام 1958، وجد اللغوي فيشر أن عددًا أكبر بشكل ملحوظ من الفتيات يستخدمن النطق / ing / بشكل متكرر، بينما يستخدم المزيد من الذكور النطق / in /. وفيما يتعلق بنبرة الصوت، فهذا جانب آخر من جوانب اللغة التي كثيرا ما يشار إليها كدليل على اللغة الإنجليزية للمرأة. حيث تؤكد اللغوية روبن لاكوف أن النساء يستخدمن نمطًا غريبًا لترديد الجملة. ودعماً لدراسة روبن لاكوف، يستشهد اللغوي فرانك بدراسة أجراها اللغويون ساكس وليبرمان وإريكسون في عام 1973 والتي تشير إلى أن علم وظائف الأعضاء وحده لا يمكن أن يفسر جميع الاختلافات بين الذكور والإناث.

وفي دراسته أُجريت في عام 1971، تدعي روث بريند أن هناك بعض التفضيلات المحددة جدًا في الاستخدام العام وتجنب بعض أنماط التنغيم من قبل الرجال. ومع ذلك، لاحظ اللغوي فرانك أنه على الرغم من أن مقالة بريند مثيرة للاهتمام، إلا أنها بعيدة كل البعد عن كونها نتائج نهائية للفرق في النبرة بين الرجال والنساء، فهي لا تقدم أي إشارة إلى مصدر بياناتها أو طرق جمعها. وبالتالي، لا تدعم أي من الدراسات التي أجرتها لاكوف على وجود نمط تنغيمي نسائي.

وحتى الآن لا تؤدي الأدلة المتاحة إلا إلى استنتاج مفاده أن الرجال والنساء قد يتحدثون بشكل مختلف نوعًا ما، ولكن لا يوجد دليل قاطع على وجود لغة إنجليزية خاصة للمرأة. وكما يستنتج اللغوي هاس إلى أن الفروق بين الجنسين في اللغة الإنجليزية الأمريكية هي فقط فروق إحصائية، فالاختلافات بين الجنسين في اللغة المنطوقة التي تم تحديدها في اللغة الإنجليزية هي تفضيلات لغوية بين الجنسين.

فنحن لا نعرف حتى الآن ما يكفي لنكون قادرين على وصف ملامح لغة المرأة بدقة في الولايات المتحدة الأمريكية، أو حتى أن نقول ما إذا كانت الاختلافات القائمة على الجنس الموجودة في الأنظمة التي يمكن تسميتها إلى حد ما “الجندر”، مماثلة لللهجات الإقليمية أو الاجتماعية.


شارك المقالة: