اللغة والدين

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن اللغة والدين:

تمت دراسة لغة الدين من وجهات نظر متنوعة في اللاهوت والفلسفةوعلم الاجتماع، بينما كان التركيز الأساسي للفلاسفة واللاهوتيين على التحليل المنطقي للمعتقد الديني وحالته المعرفية (آير 1946)، ركز العالم آير في عام 1946 على المنظور الاجتماعي للغة الدينية وعلى وظائف اللغة الدينية في المجالات الدينية والعلمانية، وتم التأكيد على صحة هذه الدراسة في دراسة (Fishman) في عام 2006 و(Pandharipande) في عام 2010.

مساهمات الدين في اللغة:

مساهمات لغة الدين معروفة جيدًا لظهور اللغات المختلفة، اللغة السنسكريتية أو علم اللغة البنيني في دراسة أجراها (Kiparsky) في عام 2001، وظهور اللغة العربية في دراسة سليمان في عام 2001، والتقاليد النحوية العبرية التي درسها (Tene) في عام 2001.

كما تطورت نظريات الإنتاج ومعرفة اللغة في دراسة الدين واللغة الدينية في دراسة (Kunjuni Raja) في عام 1963. ساهمت اللغة الدينية أيضًا في تطوير الأنواع الأدبية والعروض. تتعامل الأبحاث الحالية في علم اللغة مع لغة الدين كسجل للغة المستخدمة في مجال الدين وتهدف في المقام الأول إلى تحديد تلك الهياكل والوظائف للغة الدينية (المعجم وبناء الجملة وعلم الأصوات وعلم التشكل وعلم الكلام) والتي تميزها عن مختلف اللغات.

علم اللغة الاجتماعي والدين:

تسعى الدراسات اللغوية الاجتماعية لدراسة الدين؛ وذلك لتحديد الطريقة التي تُستغل بها اللغة لأغراض دينية، بينما يعترف العلماء بالتميز في اللغة الدينية، فإنهم يوضحون أيضًا العقبات والقيود التي يواجهونها لإجراء الأبحاث الحالية. فيدعي (Crysta) في عام 1981 أن علم اللغة في الوقت الحاضر يفتقر إلى التقنيات اللغوية المناسبة، فعلى سبيل المثال توحيد المعجم المستخدم لتحليل اللغة الدينية.

كما يجادل هولت في دراسته التي أجراها في عام 2006 بضرورة استكشاف الاختلاف في لغة الدين من حيث وظيفتها وأسلوبها وسياقها التاريخي وطريقة عملها وعلاقتها بالنصوص الأخرى والأسلوب والمتغيرات اللغوية. فادعى فيشمان في عام 2006 الافتقار إلى الدقة النظرية في البحث عن اللغة الدينية.

الأسئلة التي لم تجيب عليها دراسات لغة الدين:

لم تناقش دراسات علم اللغة الاجتماعي الخاصة بالدين بشكل كاف الأسئلة التالية:

• هل يمكننا تحديد الاختلاف في اللغة الدينية عبر منظور لغوي وثقافي؟

• هل يمكننا تحديد لغة الدين بشكل حصري من حيث هياكلها ووظائفها اللغوية؟

• كيف نحدد الكفاءة اللغوية في اللغة الدينية داخل مجتمعات الكلام؟

• كيف نحسب التباين والتمايز اللغوي في اللغة الدينية عبر المكان والزمان في مجتمعات الكلام متعددة اللغات؟

• ما هو سبب الاختلاف بين اللغة الدينية وغير الدينية؟

محاولات للإجابة على بعض هذه الأسئلة:

يعتقد أنه لا نستطيع تحديد تمايز لغة الدين على وجه الحصر من حيث سماتها الهيكلية أو الوظيفية، حيث يمكن أن تتأهل اللغات المتعارضة هيكليًا باعتبارها لغات دين داخل مجتمعات الكلام. إن الاختلاف في لغة الدين هو نظامها الفكري الأساسي، وذلك وفقًا لدراسة أجراها العالم (Barr) في عام 1979.

فالعديد من علماء يعتقدون أنه من غير المتحمل أن يتم الإحاطة وتصور الواقع المطلق الذي تحدده المعتقدات الدينية، والذي يختلف عن نظيره الكامن وراء السجلات غير الدينية للغة الطبيعية.

ويزعم بعض العلماء أن السمات اللغوية للغة الدينية تستمد معناها ووظيفتها اللغوية بالإشارة إلى المفهوم الأساسي للواقع المحدد في الدين. على سبيل المثال عبارة “إنه (الإله المتعالي) بعيد بقدر ما هو قريب”.

اللغة العربية والاسلام:

مثلما ساعدت اللغة العبرية في الحفاظ على الدين والثقافة اليهودية لأجيال وكذلك الدين المسيحي، فإن التراث الفكري والقانوني والاجتماعي الإسلامي قد تم نقله على مدى قرون باللغة العربية. لا يُطلب من جميع المسلمين أداء الصلوات اليومية باللغة العربية فحسب، بل يجب أن يكون أن يكونوا يحفظون عددًا من آيات  القرآن الكريم؛ وذلك لأغراض الصلاة والعبادة.

فيعتقد الإمام شافير الرحمن المقيم في لندن، أن تعلم اللغة سيساعد في منع أي تفسيرات خاطئة خطيرة للكتب الإلهية. في حين أن هناك أجزاء من القرآن مفتوحة للتفسير والترجمة، فقد طور العلماء العرب علومًا حول القواعد والنحو والبلاغة مما يضمن عدم استقراء المتابعين لمعاني الكتاب التي لم تكن مقصودة.

فغالبًا ما تُترجم كلمة “الجهاد”، على سبيل المثال إلى “الحرب المقدسة” ولكنها تعني في الواقع “الكفاح” أو “النجاة”. وعلى الرغم من الأهمية التي يوليها الإسلام لتعلم اللغة العربية، يزعم الإمام شافير الرحمن أن هناك انفصالًا هائلاً بين جيل اليوم، وخاصة في الغرب، وهذا التراث أي الكتب الدينية.

كما أنه يقول: “سيكون هناك فهم أفضل بكثير لحقيقة وواقع الإسلام، وكيف فَهِم المجتمع القديم حول النبي محمد عليه الصلاة والسلام الإسلام، وكيف طورت الأجيال اللاحقة فهمهم وفقًا للسياق والوضع، وكل ذلك يكون إذا تعلم المزيد من المسلمين اللغة العربية بالطريقة الصحيحة”.


شارك المقالة: