اللغة والطبقة الاجتماعية

نبذة عن الطبقة الاجتماعية:

تعد أنظمة الطبقات هي تجاميع لأفراد المجتمع وفقًا لمكانتهم داخل هذه المجتمعات التي ينتمون إليها، فتركز التراتيب الاجتماعية على ترتيب طبقات المجتمع وفقًا لعدة أسس متبعة في المجتمع، ولكن يكون الأساس في هذا الترتيب هو القدرة المالية لهؤلاء الأفراد.

ولكن قبل وضع هذا التعريف العام، حاول عدد من المفكرين الحديثين تحديد ما الذي يجعل أفراد المجتمع يختلفون عن بعضهم البعض، هل هي لهجة؟ أم الحي الذي تعيش فيه؟ أم العمل الخاص بالأفراد؟ أم الإيرادات الشهرية (أي دخل الأفراد)؟ أم الثروة؟

أهم متغيرات الطبقة الاجتماعية:

 تعد متغيرات الطبقة الاجتماعية التالية هي أحد أشهر وأهم المتغيرات، وهم:

• القوة والتي تعني مدى قدرة الشخص على التحكم بالأشخاص الأخرين سواء في مجتمعه أو أي مجتمع آخر.

• الثروة وهي النقود أو الميراث التي يملكها الأشخاص والذي يعطيهم مكانة مرموقة في المجتمعات.

• الهيبة والتي تعني درجة الاحترام  أو الأهمية الممنوحة لشخص من قبل أعضاء المجتمع، لكونه شخص فعال أو ناجح في مجتمعه ولا يشترط هنا أن يكون الشخص ثري ليكتسب هذه المكانة.

حقائق حول علاقة اللغة بالطبقة الاجتماعية:

يختلف الأفراد في جميع المجتمعات البشرية عن بعضهم البعض في طريقة تحدثهم. بعض هذه الاختلافات تعتبر خاصة بعض الشيء، لكن البعض الآخر يرتبط بشكل منهجي بمجموعات معينة من الناس. يرتبط أكثرها وضوحًا بالجنس ومستوى النمو، فعلى سبيل المثال تتحدث النساء بشكل مختلف عن الرجال، ويتحدث الأطفال بشكل مختلف عن البالغين.

يتم تحديد هذين البعدين للتنوع الاجتماعي في اللغة جزئيًا (على سبيل المثال، الاختلافات في حجم الحنجرة التي تنتج عنها مستويات مختلفة من النغمة للرجال والنساء البالغين)، ولكن في معظم المجتمعات يعد ذلك تقليد رمزي واجتماعي نوعاً ما.

اختلافات اللغة بين النساء والرجال:

يختلف الرجال والنساء في استخدام اللغة أكثر بكثير من كون اللغة مجرد طبقة صوتيه تميز كلا الجنسين عن بعضهم البعض. (في الواقع، حتى اختلافاتهم في علم الأحياء الدقيقة تكون أكثر وضوحًا مما يمكن تفسيره تشريحيًا). هذه الجوانب الاجتماعية الرمزية لاستخدام اللغة تخدم وظيفة مجتمعية رمزية، فهي تحدد المتحدث على أنه ينتمي إلى مجموعة معينة، أو لديه هوية اجتماعية معينة.

المسميات الوظيفية وعلاقتها باللغة:

في العديد من المجتمعات، ترتبط بعض أهم التقسيمات اللغوية الاجتماعية بالاختلافات في المكانة الاجتماعية والثروة والسلطة. من الواضح أن المصرفيين (أي من يعمل في البنوك المصرفية) لا يتحدثون مثل عمال التوصيل، ولغة الأساتذة لا تشبه لغة السباكين.

حيث يشيرون إلى هذه الاختلافات الاجتماعية بينهم من خلال سمات علم الأصوات والقواعد واختيار المعجم والطريقة والأسلوب المتبع لاستخدام اللغة فيما بينهم وبالطبع يكون هذا جنباً إلى جنب مع لغة الجسد، على سبيل المثال لا تكون لغة جسد الطبيب كلغة جسد لاعب كرة القدم، وهذا يعتبر مطابقاً لما يفعلون هؤلاء خارج نطاق اللغة من خلال اختياراتهم المتعددة المتعلقة الملابس والسيارات وما إلى ذلك.

محددات الطبقة الاجتماعية:

يوجد طريقة واحدة للتفكير في مكانة الشخص في المجتمع، وهي أن تتخيل بأن كل شخص يمتلك في يده أربع بطاقات، وهذه البطاقات هي التعليم، الدخل الشهري أو السنوي، والمسمى الوظيفي، والثروة، حيث تعد هذه المعايير أكثر المعايير شيوعاً واستخداما من قبل المجتمعات لتحديد الطبقات الاجتماعية التي ينتمي إليها الفرد في مجتمعه.

ولكن قد يكون الفرد الواحد يمتلك أكثر من بطاقة والتي قد تساعده في رفع مستواه الاجتماعي في المجتمع، على سبيل المثال قد يكون الشخص متعلم ولكن بنفس الوقت قد تمتلك عائلته ثروة هائلة وهذا يجعله ذو مكانة مرموقة في مجتمعه. فدائماً ما يساعد الأهل الفرد على تكوين ذاته وتكوين مكانته الاجتماعية في المجتمع.

النظام الإقطاعي والطبقة الاجتماعية:

في النظام الإقطاعي لملكية الأرض، فإن مكانة أصحاب الأرض إلى جانب انتمائهم للعائلة أصبح التقليد والامتياز والسلوك النبيل الذي يتمتعون به هؤلاء الشخص منحهم القوة والفرصة ليكونوا طبقة خاصة بهم في المجتمع وكانت تعد طبقة حاكمة ومهيمنة في بعض المجتمعات.

ففي معظم المجتمعات الصناعية الحديثة، يعد نظام تقسيم طبقات المجتمع ذات طابع أكثر مرونة من غيره من المجتمعات. فواجه العديد من الناس في هذه الطبقة حراك مستمر في المستوى الاجتماعي في حياة الأفراد الخاصة، فالكثير منهم يواجهون صعودًا أو هبوطًا في المستوى الاجتماعي بشكل مستمر عبر عدة أجيال.

هياكل الطبقات الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية:

الطبقتين العلويتين:

الطبقة العليا: أصحاب الثروة الكبيرة

الطبقة الدنيا للطبقة العليا: حديثي الثراء.

 الطبقات الوسطى الثلاث: 

الطبقة فوق المتوسطة: المحترفون.

الطبقة الوسطى: ذوي الياقات البيضاء ورجال الأعمال

الطبقة العاملة: ذوي الياقات الزرقاء.

 الطبقتين الدنيا:

 الطبقة العليا للطبقة الدنيا: العمال غير الماهرين

الطبقة الأكثر تدني: ذوي الأوضاع الصعبة اجتماعيًا واقتصاديًا.

فكل طبقة من هذه الطبقات تتعامل مع اللغة بطريقة مختلفة عن الأخرى، فالأفراد ذوي الطبقة العليا يستخدمون اللغة بطريقة رزينة؛ وذلك لكونها دليل على كونهم من أصحاب “البريستيج”.