اللغة ومكان العمل

اقرأ في هذا المقال


العلاقة بين اللغة ومكان العمل:

أول ما قد يتبادر إلى ذهنك عندما تفكر في العمل بالخارج هو مجموعة المهارات اللغوية التي تمتلكها. فأنت بحاجة إلى التساؤل عما إذا كان ذلك كافياً (أي مهاراتك اللغوية) للتواصل الفعال مع الأشخاص داخل وخارج مكان العمل. فعدم تمكنك من تحدث اللغة بشكل فعال يمكن اعتباره عائقا يمنع الأفراد من النجاح في مكان العمل الأجنبي وحتى المحلي.

 اللغة الأم ومكان العمل:

 تبدأ درجة فعالية قدرتك على استخدام اللغة بدرجة إتقانك لغتك الأم، وبالطبع درجة إتقانك اللغة الإنجليزية. فإذا كنت تبحث عن العمل في شركة دولية، فمن المرجح أن يتم تعيينك بسبب لغتك الأم لدعم الشركة في المهارات التي تفتقر إليها، ولكن بالطبع سيكون تم اختيارك لكونك تتحدث اللغة الإنجليزية بشكل جيد. ولهذا السبب، ستضع الشركة ثقتها في مهاراتك اللغوية للتعامل مع أولئك الذين تعجز الشركة عن التعامل معهم.

فعلى سبيل المثال لن يطلب منك أن تتواصل مع العملاء باللغة الصينية، ولكن يجب أن تكون موظف يتقن لغته الأم واللغة الإنجليزية حتى يكون قادر على ترجمة الخطاب باللغة الإنجليزية وصياغة هذا الخطاب بالطريقة المناسبة في دماغ الموظف باللغة الأم حتى يتمكن من فهمها وتفسيرها. وهذا هو السبب في أن إتقان لغتك الأم أمر بالغ الأهمية لتجنب أي سوء فهم، فالشركة تعتمد عليك وبشكل كبير لذلك قامت بتوظيفك.

المعتقدات الحديثة ومكان العمل:

نحن نعيش في عالم أكثر ارتباطًا من أي وقت مضى وذلك بفضل العولمة والتقدم التكنولوجي. ولهذا السبب هناك حاجة متزايدة للتحدث مع الآخرين بأكثر من لغة واحدة. ومن منظور الأعمال التجارية، من المفيد بالتأكيد للموظفين معرفة أكثر من لغة واحدة بسبب الوصول المحتمل إلى السوق.

لقد زاد الطلب على الموظفين متعددي اللغات بشكل ملحوظ، حيث يمكنك رؤية ذلك أثناء تصفحك في مجموعة من إعلانات الوظائف ذات المتطلبات المحددة، فالتحدث بطلاقة أمر إلزامي ومطلق بالنسبة إليهم.

دراسة على شركة Morgan McKinley Shanghai:

فأنت بالتأكيد متقدم بخطوة على مختلف المتقدمين إلى العمل إذا كنت تعرف أكثر من لغة واحدة. فتم توزيع استطلاع على الموظفين في مكتب (Morgan McKinley Shanghai)، والذي كان يشكك في أهمية اللغة في مكان العمل.

ولكن وبشكل غير مفاجئ (بغض النظر عن الدور الوظيفي والأقدمية في العمل)، اتفق جميع الموظفين اللذين أجابوا على ها الاستطلاع بالتساوي على أنه من المهم معرفة كل من اللغة الإنجليزية والماندرين عند العمل في شنغهاي من أجل التعامل مع مجموعة من العملاء.

فإذا كان الموظف لا يعرف اللغتين المذكورتين أعلاه، فقد يؤدي ذلك إلى إضراره بالنجاح في الشركة في المستقبل. وعلى الرغم من أن هذه عينة مأخوذة من (Morgan McKinley)، فمن الواضح أنه يمكن تطبيق هذه العينة على شركات أخرى متشابهة عبر شنغهاي.

وصف المشاركون في الاستطلاع أنه من الشائع للتمكن من العمل في مثل هذه الشركات أن يطلب منك التحدث باللغتين الإنجليزية والصينية من أجل إجراء الأعمال بغض النظر عن الظروف التي قد تواجهها.

علم نفس اللغة – علم اللغة النفسي:

إذا تحدثت إلى رجل بلغة يفهمها، فهذا يذهب إلى عقله. ولكن إذا تحدثت إليه بلغته، فهذا ينعكس على قلبه. هذه عبارة مستخدمة في الغرب تبين أهمية تعدد اللغات، فعلى سبيل المثال لنفرض أننا نحن العرب نسكن في الولايات المتحدة الأمريكية وأثناء حاجتنا إلى التواصل مع أحد تحدث معنا باللغة العربية، فهذا شيء من الممكن أن يؤثر وبشكل كبير على عواطفك، فستشعر بشعور أقرب إلى كونك بوطنك.

 قال نيلسون مانديلا بأن اللغة هي أداة تستخدم لربط أنفسنا بالآخرين، فهي ظاهرة نفسية واجتماعية، لديها القدرة على جعلنا نشعر بمزيد من الراحة والتواصل مع أولئك القادرين على التحدث بنفس لغتنا الأم، فنشعر بالانتماء، وأنه لن تكون هناك حواجز تمنعك من فهم الشخص الآخر مقابلك بشكل كامل.

ومن منظور الأعمال التجارية من المهم أن تفهم عميلك ونوع الشخص الذي هو عليه؛ وذلك من أجل تعزيز العلاقة التي من الممكن أن تنشأ بينكم. فيعد تأثير اللغة تأثير فطري وبكل تأكيد، فنحن لا نلاحظ تأثير ذلك على مكان العمل.

بالإضافة إلى ذلك تمتلك اللغة القدرة ليس فقط على تقليل إجهاد الموظف، ولكن يمكنها أيضًا إنشاء بيئة عمل إيجابية تفيد الشركة من نواح كثيرة. وبهذا المعنى، تحدد قوة اللغة أساس العمل والخبرة الاجتماعية التي سيشعرون بها.

أن تنجح أو لا تنجح – هذا هو السؤال:

وعلى الرغم من إننا نؤكد وبشكل مستمر على أهمية القدرة على التحدث باللغتين الإنجليزية والصينية مثلاً، إلا أن ذلك يعتمد حقًا على نوع الوظيفة التي تتقدم لها والمتطلبات المطلوبة لهذه الوظيفة (لذلك لا تقلق إذا لم تكن ثنائي اللغة)، فبعض الوظائف لا تحتاج إلى أن تكون متعدد اللغات.

المهارات اللغوية التي تحتاجها في مكان العمل:

من المؤكد أن هناك مجموعة من المهارات التي نحتاجها حتى نستطيع أن نكون موظفين فعالين أو حتى أن نتواصل بين بعضنا البعض في حياتنا اليومية، وهذه المهارات هي الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة. من الممكن أن يجعلك إتقان هذه المهارات متواصلاً أكثر تفكيرًا ويتفهم احتياجات من حولك. ففي مكان العمل يعد الاتصال الفعال أمرًا حيويًا لتحقيق الأهداف المنشودة.

الاستماع:

الاستماع هو أول مهارة لغوية مشتركة يطورها معظم الناس. حيث تتضمن مناهج تحسين مهارات الاستماع ممارسة الاستماع النشط، فيجب أن تكون مستمع جيد وتصغي لكل حديث يدور حولك لتكون موظف ملم بكل التفاصيل التي قد تذكر أمامك. فعلى سبيل المثال، يعد الاستماع أحد أهم المهارات المطلوبة في وظيفة خدمة العملاء فبدون وجود هذه المهارة من المستحيل أن تستطيع تقديم المساعدة لهؤلاء العملاء.

التحدث:

يعد التحدث مهارة تستطيع كسبها من خلال الممارسة المستمرة للغة سواء بينك وبين نفسك أو من خلال مجموعة من الأفراد أمامك حتى تكون أكثر ثقة بلغتك. حيث يعمل جسمك جنبًا إلى جنب مع عقلك للتعبير عن اللغة.

القراءة:

تختبر القراءة قدرتك على فهم المعلومات بصريًا (أو أحيانًا مسموعًا مع ظهور الكتب المسموعة). يمكنك تطوير هذه المهارة من خلال محاولة قراءة الروايات والقصائد ومختلف أنواع الكتب واستخدام موارد مختلفة مثل القاموس.

الكتابة:

أخيرًا، تعد الكتابة مهارة منتجة تتيح لك توصيل المعلومات بصريًا للآخرين باستخدام الأبجدية والصوتيات والقواعد. ويمكنك التدرب على التدوين أو الكتابة بشكل مستمر لتصبح كاتبًا أقوى، فعلى سبيل المثال ينصح المتعلمون الجدد بمحاولة كتابة بعض المعلومات عن أنفسهم ولكن مع محاولة كون هذه المعلومات مصاغة بطريقة محترفة.

لغة الجسد في مكان العمل:

يمكن أن تنقل لغة الجسد مجموعة متنوعة من الرسائل في مكان العمل، فيعد استخدامك للغة الجسد هو اتصالك الخاص والعام. ففي كل مرة تجري فيها محادثة مع زميل في العمل، أو تحضر اجتماعًا أو تقدم نفسك لأحد العملاء، فمن المؤكد أنك تستخدم نوعًا معين من لغة الجسد.

فيمكن أن تنقل لغة الجسد عدة رسائل مهمة خلال يوم العمل، والأهم من ذلك أن لغة الجسد تنقل مستوى اهتمام أو تركيز الشخص نحوك. فإذا تواصل معك شخص ما بالعين، أو أومأ برأسه عندما يتحدث أو يميل نحوك أثناء التحدث، فمن المحتمل أن تحظى باهتمامه الكامل. ولكن إذا كان شخص ما يميل إلى الخلف على كرسيه، أو ينظر بعيدًا عنك باستمرار أو يتململ أصابعه، فقد يشعر بالملل أو تشتت انتباهه.

حيث تعتبر مراقبة وتفسير هذه الرسائل مفيدة إذا كنت بحاجة إلى قياس كيفية استجابة فرد أو مجموعة من الأفراد لأفكارك أو اقتراحاتك.

من الممكن أن يؤثر فهم لغة الجسد في مكان العمل على إنتاجية الفريق بأكمله وعلاقاته المختلفة. إذا كان بإمكانك تفسير لغة الجسد بدقة، فإنك تزيد من مهاراتك كمتواصل محترف.

أمثلة على لغة الجسد:

قد يقول زميل لك في العمل “أنا أتفق معك تمامًا” بينما يهز رأسه باستمرار. وقد يقول العميل “أنا حقًا لست مهتمًا” بينما يميل برأسه إلى الأمام. قد تكون هذه الرسائل المختلطة في بعض الأحيان غير منطقية على الإطلاق، ولكن يكون فيها نوعًا من الاهتمام لمنحك بعض الأفكار القيمة حول ما يفكر فيه شخص آخر أمامك.

ومع ذلك، بالنسبة للبعض يمكنهم أيضًا إظهار الثقة أو كون موقف الحديث غير الرسمي باستخدام لغة الجسد. فكلما زادت معرفتك بأصحاب العمل أو زملائك في العمل أو العملاء، زادت سهولة قراءة لغة جسدهم الفريدة.

هناك بالطبع فائدة لفهم لغة الجسد في مكان العمل وهي قدرتك على تفسير الرسائل التي لا يتم توصيلها بصوت عالٍ، يمكن أن تعزز الرسائل غير اللفظية أو تتعارض مع الكلمات التي يقولها شخص ما أي اللفظية.

فتعد لغة الجسد مهارة من الرائع تواجدها إلى جانب المهارة اللغوية الخاصة بك في مكان العمل، فستساعدك وتخفف عنك عناء الكثير من البحث لفهم كلام الزملاء أو العملاء.

المصدر: Language practices in the workplace Ethnographic insights from two multilingual companies in Sweden Hanna RönnlöfThe 5 Languages of Appreciation in the Workplace: Empowering Organizations by Encouraging People Book by Gary ChapmanBody Language in the Workplace Book by Allan Pease and Barbara PeaseJulius Fast Body Language in the Workplace


شارك المقالة: