اللغوية نانسي دوريان Nancy Dorian

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن اللغوية نانسي دوريان:

نانسي كورير دوريان هي عالمة لغويات أمريكية، أجرت أبحاثًا حول تدهور لهجة ساذرلاند الشرقية للغة الغيلية الاسكتلندية لأكثر من 40 عامًا، ولا سيما في قرى (Brora) و(Golspie) و(Embo). ونظرًا لعزلتها عن المجتمعات الأخرى الناطقة باللغة الغيلية، قدمت قرى شرق ساذرلاند هذه فرصة جيدة لدراسة موت واندثار اللغة، فيعتقد البعض أنه ربما تكون دراسة اللغوية نانسي دوريان أطول دراسة من نوعها في هذا المجال. كما أنها تعتبر مرجعية رئيسية في وفاة اللغة.

ففي كتابها موت اللغة، تعتبر دورة حياة اللهجة الغيلية الاسكتلندية، دراستها حول تدهور اللغة الغيلية في شرق ساذرلاند، أول دراسة رئيسية أُجريت عن موت اللغة. ووفقًا للعالمة اللغوية جوان أرجنتر، فإن اسم اللغوية نانسي دوريان معروف جيدًا للعلماء العاملين في عدة مجالات من علم اللغة.

ولدت اللغوية نانسي دوريان في نيو برونزويك بولاية نيو جيرسي في عام 1936، ودرست اللغة الألمانية في كلية كونيتيكت للبنات وتخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف في عام 1958. كما أنها حصلت على درجة الماجستير في عام 1961 ودرجة الدكتوراة في عام 1965من جامعة ولاية ميشيغان. كما قامت نانسي دوريان بتدرس اللغويات الألمانية في كلية برين ماور من عام 1965 إلى عام 1989، وقامت كذلك بالتدريس في جامعة بنسلفانيا وجامعة كيل. حيث تشغل الآن اللغوية نانسي دوريان منصب الأستاذية الفخرية في جامعة برين ماور.

مساهمات اللغوية نانسي دوريان في دراسة علوم اللغة:

دراسة اللهجات:

لاحظت اللغوية نانسي دوريان اللغة الغيلية لأول مرة أثناء إجراء العمل الميداني للمسح اللغوي لاسكتلندا في عام 1963، ومع ملاحظتها أن شكل الكلام المترجم قد تراجع، قدمت فرصة لمعرفة أنواع التغييرات التي حدثت عندما تم تمرير نموذج الكلام خارج نطاق الاستخدام، وبدأت دراسة طويلة المدى للتنوع والتغيير في شرق ساذرلاند الغيلية. وعندما بدأت نانسي دوريان في دراسة اللهجة، كان لا يزال هناك أكثر من 200 متحدث في قرى (Brora) و(Golspie) و(Embo)، فساعدها هذا على معرفة اللغات واللهجات المستخدمة من قبل سكان هذه القرى.

علم الأنثروبولوجيا:

وعلى الرغم من أن الممارسة التقليدية تدعو علماء الأنثروبولوجيا إلى تغيير إعدادات العمل الميداني، إلا أن التحديات الصحية دفعت دوريان لمواصلة دراسة تطوير لغة شرق ساذرلاند، وهو وضع كان له تأثير جانبي مفيد لإنتاج دراسة ذات نطاق واستمرارية غير مسبوقين. لقد قامت نانسي دوريان بصياغة مصطلح “شبه المتحدث” للسكان اللذين يعد معظمهم من الأجيال الشابة، الذين يمكنهم التحدث باللغة الغيلية ولكن بشكل ناقص وغير متكامل لغويًا. حيث أدى اهتمامها بالطريقة التي تتطور بها كفاءة الكلام بشكل مختلف في اللغات المهددة بالانقراض والتي عفا عليها الزمن إلى أن يهتم علماء اللغة الاجتماعيون بفهم أنواع المتحدثين المختلفة وعلاقاتهم بعملية التحول اللغوي وانعكاس تحول اللغة.

انتقادات اللغوية نانسي دوريان للأبحاث اللغوية:

قامت اللغوية نانسي دوريان بانتقاد الباحثين الذين ركزوا بشكل محدود على المتحدثين الفرديين، وقاموا بتجاهل المجموعات اللغوية والبيئة المحيطة بالأفراد. حيث كان كتابها (The Tyranny of Tide: An Oral History of the East Sutherland Fisherfolk) أحد أهم المنشورات اللغوية التي فرقت بين اللغويات والأعراق البشرية، وكشف فيه كيف تساعد هذه الحقول في إلقاء الضوء على بعضها البعض وكيف تكمل بعضها البعض.

أبحاث اللغوية نانسي دوريان:

نشرت اللغوية نانسي دوريان أبحاثًا على مدار ستة عشر عامًا عن شرق ساذرلاند الغيلية، كموت اللغة الذي بينت فيه دورة حياة لهجة غيلية اسكتلندية. ووفقًا لمراجعة قام بها اللغوي النمساوي ولفجانج دريسلر فقد كانت دراسة نانسي دوريان هذه أول دراسة رئيسية عن موت اللغة. ومن وجهة نظر البروفيسور تريسي هاريس واللغوية سوزان روماين، كان هذا العمل الأكثر شمولاً الذي تم نشره حول هذا الموضوع، كما ذكر هاريس أنها كانت مساهمة كبيرة في مجال علم اللغة.

تأثير كتاب موت اللغة على عالم اللغويات:

كتب اللغوي دريسلر أن الأبحاث لوصف جميع جوانب كتاب موت اللغة الخاص باللغوية نانسي دوريان سوف يستغرق وقتًا طويلاً، وأنه لا غنى لعلماء اللغة وطلاب اللغويات عامة وطلاب علم اللغة الاجتماعي خاصة عن هذا الكتاب. حيث قامت اللغوي سوزان رومين بتسليط الضوء على المنظور متعدد التخصصات الذي تعاملت به اللغوية سوزان دوريان مع عملها، فقامت بإنتاج كتاب يجذب علماء الإثنوغرافيا وعلماء الاجتماع وعلماء لغة السلتيك ومؤرخي اسكتلندا ومجموعة واسعة من اللغويين، بما في ذلك المتخصصون في علم اللغة الاجتماعي واللغويات التاريخية وعلم الدلالة.

حددت اللغوية نانسي دوريان بعض الطرق غير البديهية التي كان التحول اللغوي يعمل بها في شرق ساذرلاند، مشيرة إلى أن اللغة الغيلية كانت قادرة على التكيف مع الحياة الحديثة حتى أثناء احتضارها. وبينت أنه كان من الصعب أن تتطور ازدواجية اللغة؛ وذلك لأن المتحدثين كانوا قادرين على استعارة كلمات من اللغة الإنجليزية وتطبيقها على أي مناقشة، حتى بالنسبة للمواضيع عالية التقنية، وهذا جعل اللغات الثانية تحتضر وتموت.

كما أنها كانت قادرة على تصنيف المتحدثين على أنهم كبار السن أو صغار السن أو شبه متحدثين، وفقًا لطلاقة اللسان التي كانوا يتمتعون بها، فعلى سبيل المثال، كان كبار السن عادة يتحدثون اللغة بطلاقة بالغة، كما أنها قامت بوصف الاختلافات اللغوية بين كل نوع من المتحدثين.

تأثير دراسة التباين المجتمعي:

كان اكتشاف اللغوية نانسي دوريان بأن المجتمع المتجانس اجتماعيًا واقتصاديًا يتميز بدرجة عالية من الاختلاف بين المتحدثين، نظرية تم توضيحها لاحقًا في دراستها في عام 2010 والتي كانت تسمى (التحقيق في التباين المجتمعي)، والتي بينت فيها تأثيرات التنظيم الاجتماعي والإعداد الاجتماعي على بنية المجتمع واختلاف حديثهم. وقامت بتوضيح عدد من أنواع الفروقات النحوية، مثل النوع الاجتماعيوالعمروالدينوالثقافة وغيرها من الفروقات. ولكن لم تجد نانسي دوريان نفس الأنواع من المتغييرات والفروقات اللغوية التي تميز اللغات في اللغات المهددة بالانقراض.

قائمة الأعمال المنشورة للغوية نانسي دوريان:

  • قامت اللغوية نانسي دوريان بتأليف كتابها شرق ساذرلاند الغيلية ولهجة مجتمعات الصيد في (Brora) و(Golspie) و(Embo). والذي نُشر في معهد دبلن للدراسات المتقدمة.
  • قامت اللغوية نانسي دوريان بتأليف كتابها موت اللغة، وبينت فيه دورة حياة اللهجة الغيلية الاسكتلندية. وطُبع كتابها في مطبعة جامعة بنسلفانيا في عام 1981.
  • قامت اللغوية نانسي دوريان بتأليف كتابها طغيان المد، الذي بينت فيه تاريخ شفوي لصيادي شرق ساذرلاند في عام 1985.
  • قامت اللغوية نانسي دوريان بتأليف كتابها التحقيق في التقادم، الذي بينت فيه دراسات في تقلص اللغة والموت اللغوي. وطُبع في مطبعة جامعة كامبرج في عام 1992. ولكن استمر عمل اللغوية نانسي دوريان على هذا الكتاب من عام 1989 وحتى عام 1992.
  • قامت اللغوية نانسي دوريان بتأليف كتابها التحقيق في التمايز اللغوي، الذي بينت فيه آثار التنظيم الاجتماعي والإعداد الاجتماعية على المجتمعات اللغوية. وطُبع في مطبعة جامعة أكسفورد في عام 2010.
  • قامت اللغوية نانسي دوريان بتأليف كتابها المصائر والآفاق بلغات صغيرة، وبينت فيه دروس المثابرة والتغيير من اللغات المهددة بالانقراض وطُبع في عام 2014.

شارك المقالة: