اقرأ في هذا المقال
- فيم يضرب مثل “اللي بيدري بيدري واللي ما بيدري بيقول كف عدس”؟
- الرواية الأولى لقصة مثل “اللي بيدري بيدري واللي ما بيدري بيقول كف عدس”
- رواية أخرى لقصة مثل “اللي بيدري بيدري واللي ما بيدري بيقول كف عدس”
عرف عن العرب اعتناءهم بالأمثال الشعبية، والتي يضربونها في الكثير من المواقف، والتي في الأغلب تعود لسبب أو قصة حدثت بالفعل، أو حيكت من الخيال، ولعل من أكثر هذه الأمثال الشعبية شيوعًا وانتشارًا على ألسنة العامة، وخاصة في متطقة بلاد الشام، هو مثلنا الذي بين سنتناول قصته وفيمَ يُضرب، ألا وهو: “اللي بيدري بيدري واللي ما بيدري بيقول كف عدس”، ومما تجدر الإشارة إليه أن للمثل روايات متعددة تتشابه في الموقف الذي ضرب فيه المثل.
فيم يضرب مثل “اللي بيدري بيدري واللي ما بيدري بيقول كف عدس”؟
يعتبر مثلنا من الأمثال الشعبية المشهورة لدى أبناء مجتمعنا العربي، وكثيرًا ما يرددونه عندما يجد المرء أشخاصًا آخرين يتحدثون ملء أفواههم، عن أمور تبدو لهم بسيطة سخيفة، بينما ما خفي وراءها أجلّ وأعظم.
الرواية الأولى لقصة مثل “اللي بيدري بيدري واللي ما بيدري بيقول كف عدس”:
أما الرواية الأولى لقصة هذا المثل، فيُروى أن واحدًا من الفلاحين قد ضبط شابًا غريبًا في وضع مخلٍّ مع ابنته فوق بيدر “كوم” من العدس خلف منزله، وعندما رأى الشاب والد الفتاة خاف، وهرب مسرعًا، والعدس ملتصق بثيابه ويديه، ويتساقط منه، وقد شاهد أهل القرية هذا المنظر الغريب، حيث يركض الشاب، وبيديه بقايا عدس، والرجل يركض وراءه محاولًا الإمساك به، وحيث إنهم كانوا لا يعرفون القصة، أصبح بعضهم يقول ما أقل عقل هذا الرجل! يركض وراء الشاب من أجل أنه سرق منه كف “حفنة” عدس!، في النهاية لم يلحق الرجل بالشاب، ولم يقبض عليه، غير أنن شاع عنه في القرية أنه بخيل، ومستعد للقتال من أجل كف عدس، ولما سمع بما يشيعه أهل القرية عنه، قال قولته الشهيرة: “اللي بيدري بيدري، واللي ما بيدري بيقول كف عدس”.
رواية أخرى لقصة مثل: “اللي بيدري بيدري واللي ما بيدري بيقول كف عدس”
الرواية الثانية لمثلنا هذا، فمصدرها من الشام، إذ يُحكي أنه كان لأحد تجار البقول و الحبوب في سوق البزورية بدمشق غلامًا يساعده في المتجر بالبيع و الشراء و إيصال بضائع الزبائن إلى منازلهم إن لزم الأمر و أمور كثيرة جدًا، كما إنه كان يقوم بتلبية طلبات التاجر الخاصة بمنزله، من شراء أغراض لأسرته، و إحضار الطعام للتاجر في محله، غير أن هذا الشاب لم يصن ولي نعمته الذي ائتمنه على منزله و ماله و أهله، ففي أحد الأيام عاد تاجر البقول إلى متجره، والشرر يتطاير من عينيه فقد أخبرته ابنته أن الغلام الذي يعمل لديه لا يغضّ البصر، وأنه عندما يوصل الأغراض إلى منزله يقوم بمغازلتها و يطيل النظر إليها.
انتبه الغلام الذي كان يقف خارج الدكان إلى أن سيده يهمّ إليه مسرعًا، والشرر يتطاير من عينيه، وهو ينوي له السوء، فأدرك بفطرته ما يحدث، فقام بسرعة البرق، وخطف كمشة عدس من أحد الأكياس الموضوعة أمام الدكان، و أطلق ساقيه للريح، وركض التاجر خلفه، وهو يسبه ويشتمه ويقذفه بما يصل إلى يديه من حصا وأحجار أمام ذهول تجار السوق و الزبائن، وكل أخذ يضرب كفًا بكف ويحوقل، ويناديه اهدأ يا أبا فلان، طول بالك كل هذا من أجل كف عدس “كمشة عدس”، توقف التاجر الذي فشل بملاحقة الغلام، وقال لهم: “يلي بيعرف بيعرف و يلي ما بيعرف بيقول كف عدس”.