المحسنات البديعية

اقرأ في هذا المقال


مفهوم المحسنات البديعية:

هي من الوسائل التي يستخدمها الأديب في إيضاح مشاعره وعواطفه، كما لها تأثير في النفس، كما أنَّ هذه المحسنات كلما كانت قليلة أدت المعنى الذي يريده الأديب، أما إذا كانت كثيرة فقدت جمالها وتأثيرها وكانت دليل على ضعف الأسلوب، لذلك يجب أن يكون استخدامها بشكل مناسب.

من أنواع المحسنات البديعية:

تنقسم المحسنات البديعية إلى قسمين:

أولًا المحسنات اللفظية: هي  التي تعتني بلفظ الجملة ولا تهتم بالمعنى ، من الأمثلة على المحسنات اللفظية :

  • الجناس: هو عبارة عن كلمتين تتشابه شكلًا ولفظًا ولكن شرط أساسي أن تختلفا في المعنى.

    مثال: قال تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ).


قال تعالى: (وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ . أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ . وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ).

  • السجع: هو تشابه الحروف الأخيرة من كلمات كل جملة. مثال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم: ( رحِماللهُعبْدًاقالخَيْرًافغنم،أوْسكتَفسلِم).
  • رد العجز على الصدر:  التصدير يأتي في الشعر والنثر، النثر أنَّ هناك لفظان تأتي اللفظة الأولى في آخر العبارة النثرية والأخرى في أولها، وهذان اللفظان قد يكونا متماثلين أو متشابهين، وأمّا في الشعر فموضوع اللفظان الشطر الأول يسمى الصدر والشطر الثاني يسمى العجز. مثال: الشِعرُ مَنْبَعَهُ الفكرةُ والشُعور. (النثر)قال عبد الكريم الكرمي: ناحت الأرض على أربابها أين من يسمع من أرضي النُّواحا.( الشعر).
  • التصريع: يأتي في البيت الأول ( هو التوافق في نهاية الشطر الأول مع نهاية الشطر الثاني بالوزن وآخر حرف في الكلمة وعلامة الإعراب).مثال: نَــثَــرَ الجــوُّ عـلى الأرْضِ بَـرَدْ. أيّ دُرٍّ لنــــحــــورٍ لو جَــــمَــــدْ
  • حسن التقسيم: هو تقسيم الجمل وأن تكون الجمل متساوية، يكون في الشعر. مثال: قول أمير الشعراء أحمد شوقي يتكلم عن الصحافة: لسانُ البلادِ، ونبضُ العباد .وكهفُ الحقوق وحربُ الجنَف
  • الازدواج: تكون الجمل متساوية في الطول تقريبًا، يكون في النثر.
    مثال:
    محمد عظيم القدر، رفيع الشأن.

ثانيًا المحسنات المعنوية: هي المحسنات التي تهتم بتوضيح المعاني، ومن الأمثلة على المحسنات المعنوية:

  • الطباق: هو الجمع بين الكلمة وعكسها في المعنى، كما أنَّهُ يوضح المعنى ويؤكده، وهو نوعان طباق إيجاب ( هو الجمع بين الكلمة وعكسها في المعنى)، طباق سلب ( هو الجمع بين الكلمة وعكسها عن طريق النفي).مثال: قال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ).

    قال تعالى:(وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ).

  • المقابلة: هو الجمع بين الجملة وعكسها في المعنى، كما أنَّها توضح المعنى وتؤكده.مثال: قال تعالى: ( فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا).
  • التورية:  هو استخدام لفظ واحد له أكثر من معنى، معنى قريب يكون عليه دليل في الجملة التي نقرأها، أمّا المعنى البعيد يفهم من خلال السياق، فهي تثير الذهن وتجذب الانتباه.مثال: يقول الشاعر حافظ إبراهيم للشاعر أحمد شوقي: يقولون إنَّ الشوقَ نار ولوعة   فما بالُ شوقي أصبحَ اليوم باردًا.
  • الالتفات: هو استخدام أكثر من ضمير للحديث عن شيء واحد ( غائب، مخاطب، متكلم).مثال: قال تعالى: ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).
  • مراعاة النظير: هو استخدام جملة واحدة و فيها كلمة أو أكثر بينهما تناسب، بشرط لا يكون بينهما تضاد.مثال: قال إيليا أبو ماضي: والماء حولك فضـــــة رقراقـــــــــــة والشمس فوقك عسجد يتضــرم
  • براعة الاستهلال: هو أن يبدأ الشاعر أبياته بحكمه أو بجملة أو بمثل تدل على الحالة النفسية له أو يدل على باقي الموضوع.مثال: يقول المتنبي: كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا, وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيا
  • الاقتباس: هو الأخذ من القرآن الكريم أو الحديث الشريف.مثال: وإذا ما شئتَ عَيْشاً بينهُمْ … خالِقِ النَّاسَ “بخُلْقٍ حَسَنِ”.

    قول الشاعر: رَحَلُوا فَلَسْتُ مُسَائِلاً عَنْ دَارِهِمْ * أنا “بَاخِعٌ نَفْسِي عَلَى آثَارِهمْ”

  • الافتنان: هو الجمع بين اثنين من الفنون المختلفة مثل ( المدح والهجاء)، (الغزل والحماسة).مثال: يروى لعبد الله بن طاهر:أحبك يا ظلوم وأنت مني ** مكان الروح من جسد الجبان
    ولو أني أقول مكان روحي ** لخفت عليك بادرة الطعان
  • الجمع: هو أن يجمع المتحدث بين اثنين أو أكثر، تحت حكم واحد.

          مثال : قال تعالى: (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ ).

قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا).


شارك المقالة: