الآية
﴿ٱلۡأَخِلَّاۤءُ یَوۡمَىِٕذِۭ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِینَ (٦٧) یَـٰعِبَادِ لَا خَوۡفٌ عَلَیۡكُمُ ٱلۡیَوۡمَ وَلَاۤ أَنتُمۡ تَحۡزَنُونَ (٦٨)﴾ [الزخرف ٦٧-٦٨]
الخُلة: هي المودة لأنّها تتخلل النفس أي تتوسطها أي: المتحابون في الدنيا على الإطلاق، أو في الأمور الدنيوية لانقطاع ما بينهم من علائق الخُلة والتحابب لظهو أسبابً العذاب، إلّا المتقين فإنّ خُلتهم في الدنيا لما كانت في الله تبقى على حالها.
والثواب العظيم، والأجر الكبير، ورفع الدرجات وتُنصب لهم منابر من نور فتغبطهم الأنبياء على ما أُتوا من فضل، وما مُنحوا من عظيم الأجر الكبير، تشريفاً وتطييباً لحبهم الخالص الذي لم تَشبُه شائبة، وخلتهم الصادقة التي يعكرها معكر مادي، بل بقدر ما يرى أحدهم أخاه سالكاً طريق المجد والصدق والاجتهاد، يساعده ويوافقه ويعاونه، فإذا علم منه شيئاً لا يرضاه الله تعالى، لا يرضاه هو أيضاً، ولا يداريه ولا يماريه، بل ينصحه بالرفق والموعظة الحسنة، حتى يعود إلى ما كان عليه فيعود إليه، وإلّا تركه لله، وهجره ابتغاء وجهه.
إذاً كلُ صداقة، وكل صحبة لغير الله تعالى تنقلب يوم القيامة عداوة إلّا ما كان لله، فإنّه دائم بدوامه.
قال تعالى ﴿وَیَوۡمَ یَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ یَدَیۡهِ یَقُولُ یَـٰلَیۡتَنِی ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِیلࣰا﴾ [الفرقان ٢٧]