هو زهير بن علس بن مالك بن عمرو بن قمامة بن عمرو بن زيد بن ثعلبة بن عدي …..بن ضبيعة بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان. وهو خال الشاعر الأعشى (ميمون بن قيس) وقد لقِّب زهير بن عَلَس بالمسيِّب حين أَوعد بني عامر بن ذُهل ، فقالت له بنو ضبيعة : قد سيّبناك والقوم. ويروي ابن قتيبة أنَّه لقِّب بالمسيب ببيت قاله، وهو ما أكَّده ابن دريد قال: سُمي ببيت قائله، هو:
فإِن سَرَّكم ألاّ تَؤُوبَ لِقاحُكُم ****** غِزاراً فقولوا للمسيَّب يلحَقِ
ويكنَّى شاعرنا ” أبا الفضة” وجاء في تاريخ التراث العربي: أنَّ كنيته “أبو الفدا” وهو وهم في الترجمة.أمّا مولده ليس في المصادر التي ترجمت للمسيب بن علس ما يشير إلى مولده ولكنَّ الرواة يؤكِّدوا وفاته في الجاهلية، وأنَّه لم يدرك الإسلام أمّا بالنسبة لنشأته وموطنه ليس من اليسير تحديد مواطن القبائل العربية، ويضاف إلى ذلك قلَّة المصادر المتاحة إنَّ القبائل العربية قبل الإسلام وبعده لم تكن مستقرَّة ، بل كانت دائمة الهجرة والترحال بحثآ عن المياه والرَّعي ، وما يسبِّبه الماء والمراعي من نزوع تؤدِّي إلى نزوع وهجرات.
مختارات من شعر المسيب بن علس في الغزل.
فقال الشاعر المسيب بن علس يشبِّه ثغر محبوبته بالعسل الذي اغتبق بالخمر الممزوج بالذّوب:
كأَنَّ فاها باتَ مُغتبقآ
بَعد الكرى مِن طَيِّبِ الخَمرِ
كأَنَّ طَعمَ الزنجبيلِ بِهِ
إِذ ذقتُه وسُلافَة الخمرِ
شِركاً بِماء الذوبِ يَجمعُهُ
في طودِ أَيمنَ في قُرى قَسرِ
سودُ الرؤوسِِ لِصوتِها زَجلٌ
مَحفوفَةٌ بِمساربٍ خُضُرِ
وقال الشاعر أنَّ المرأَه لها صفة القداسة،في قصيدته (كجمانة البحريّ):
كَجُمانةَ البَحريّ جاءَ بِها
غَوَّاصُها مِن لُجَّةَ البَحرِ
صُلبَ الُفؤادِ رئيسُ أَربعةٍ
مُتخالِفي الأَلوانِ والنَّجرِ
فَتنازعوا حَتَّى إِذا اجتمعوا
أَلقوا إليهِ مَقالِدَ الأَمرِ
وَغلت بِهم سَجحاءُ جَارِيَةٌ
تَهوي بِهم في لُجَّة البَحرِ
حَتى إِذا ما سَاءَ ظَنُّهمُ
وَمضى بهم شَهرٌ إِلى شَهرِ
أَشفى يَمُجُّ الزيتَ مُلتَمِس
ظَمآنُ مُلتَهبٌ مِن الفَقرِ
وقال أَيضآ في محبوبته (سلمى) ويذكر ألم البعد وحرارة الفراق :
أَرَحلْتَ مِن سَلمى بِغيرِ مَتاعِ
قَبلَ العُطاسِ ورَّعتَها بِوداعِ
من غيرِ مَقليَةٍ وإِنَّ حِبالَها
ليست بِأَرمامٍ ولا أَقطاعِ
إِذ تَستَبيكَ بأَصلَتِيٍّ ناعمٍ
قامَت لتفتِنهُ بِغيرِ قِناعِ