الملك الذي يأكل كثيراً أو (The king who eat too much) هي قصة للكاتب ميشيل جريم، تتحدث عن مدى جشع أحد الملوك الذي لم يهتم بشعبه وكان جل اهتمامه هو تناول الطعام حتى أنّه كان سبباً في تحويل مملكته إلى لأرض جرداء والتسبب في مجاعة كبيرة لشعبه، ولكن كانت نهايته على يد رجل حكيم حيث تخلص منه ومن أعوانه بخطة حكيمة ونفاه إلى الفضاء.
الشخصيات:
- الملك الجشع.
- الحكيم.
قصة الملك الذي يأكل كثيراً:
ذات مرة كان هناك ملك وأقاربه يأكلون ويأكلون بشكل مستمر، وعندما جردوا المملكة من كل المزروعات والمأكولات نتيجة أكلهم شنوا الحرب على جيرانهم وأكلوا أرضهم وجعلوها جرداء عارية، لقد شعروا أنه ليس لديهم خيار في هذا حيث أنهم إذا توقفوا عن الأكل ولو للحظة فسوف يختفون، وأنه فقط من خلال تناول المزيد والمزيد يمكن أن يظلوا حاضرين تمامًا في العالم هم وأتباعهم.
وكانوا يعتقدون أن الناس الذين يأكلون أيضًا بشكل مفرط، سيظلون يقدمون الولاء والطاعة لهم، الشيء الغريب هو أنه كلما أكل الجميع أصبحوا أكثر حزنًا، وكان يخبرهم الملك أن سبب حزنهم هو لأنهم لم يأكلوا ما يكفي بعد، رغم أنه لم يكن لديه أدنى فكرة حقًا عن ذلك.
ولكن بعد أن قُتل جميع الجيران وقام الملك وأقاربه وأتباعهم بتجريد الأرض، وصولًا إلى شاطئ البحر وعندما لم يتبقى شيء للأكل، وحتى الأسماك التي في البحر أكلوها جميعها، وبعد ذلك جلس الملك وأقاربه في حيرة حيث كانوا لا يزالون جائعين وحزينين، وفي فترة جوعهم أصابهم اليأس والغضب ثم تقاتلوا مع بعضهم البعض، وكان أتباعهم من الناس مرتبكين وخائفين، وجائعون أيضًا ومع جوعهم غضبوا لأنّه لم يعد هناك شيء يأكلونه.
ثمّ قرر الملك وأقاربه صبّ غضبهم على الناس لتشكيكهم في حكمة الملك، وأرسلوا جيش الملك ليضربهم حتى الموت ثمّ انطلق الجيش لمحاربة الناس في المملكة ولسرقتهم وتفتيشهم حيث بحثوا في بيوتهم لإيجاد أي فتات من الطعام قد يدعم الملك وأقاربه.، لكن الفتات الذي جمعوه كان قليلاً، لأن الناس في الحقيقة كانوا جائعين لفترة طويلة فأخذ الملك عائلته و أهله واختبأوا خوفا من نهاية العالم، وأخذوا الرجل الحكيم معهم.
عرف الحكيم أن الملك وأقاربه كانوا حمقى في معتقداتهم، وكانوا مستبدين في الأكاذيب التي قالوها للناس، ومعظمهم لم يعرف أفضل من ذلك. لكنهم كانوا كثيرين وعنيدين في معتقداتهم، لأن الجميع كانوا يأكلون لفترة طويلة وكان من المستحيل عليهم التفكير في أي طريقة أخرى، ولكن الحكيم كانت لديه خطة حكيمة لإرضاء الملك من جهة وتخليص الناس منه من جهة أخرى.
فقال الحكيم للملك: لكنك نسيت النجوم، قال الملك: النجوم؟ ماذا عن النجوم؟ قال الحكيم: الكل يعلم أن هناك كواكب تدور حول النجوم، سأبني لكم سفن الصواريخ لأخذكم إلى هناك وكان مجرد التفكير في كل تلك الكواكب التي تنتظر أن يتم استغلالها باسم الملك أثار ذلك الملك الذي قال: ويمكننا جميعًا أن نذهب؟ وأقاربي أيضا؟ لا أريد أن أكون بدون أقاربي، الذين يخبرونني يوميًا بكل ما أريد أن أسمعه.
قال الحكيم: يمكنكم الذهاب كلكم، قال أتباع الملك: وماذا عنا؟ قال الحكيم: كل من يريد أن يذهب ويأكل يذهب، ولكن هناك مشكلة لأننا سنستخدم لهذه السفن الصاروخية آخر موادنا ووقودنا على الأرض لن تكون هناك فرصة للعودة على الإطلاق.
نظر الملك وأقاربه حولهم إلى قفر الأرض وضحكوا معتقدين أن هذا لن يكون مشكلة، لذلك جمع الرجل الحكيم الخبراء الذين جمعوا المواد والوقود وصنعوا الصواريخ وزودوها بأروع الغرف وملأوا مخازنهم بآخر ثمار الأرض، وبالطبع، لم يتمكن الجميع من العثور على مرسى على سفن الصواريخ، حيث كبار السن والمرضى أمرهم الملك وأهله بعدم الذهاب معهم والبقاء على الأرض، كما كان الحال مع الفقراء الذين أُمروا بالبقاء خوفًا من أن يجلبوا معهم الروائح الكريهة والشقاء.
لكن الرجل الحكيم عزّى أولئك الذين حُكم عليهم بالبقاء ووعد أنه سيبقى معهم لرعايتهم، فقال الملك: تقصد أنك لن تأتي؟ قال الحكيم: ما حاجتك لي جلالتك، عندما تكون كل سفينة من سفنك الصاروخية مجهزة بأكثر كمبيوتر ذكاء اصطناعي عرفه الإنسان على الإطلاق؟ فقال الملك: هذاعادل بما فيه الكفاية، فقد كان للملك ثقة كاملة في أجهزة الكمبيوتر.
لم يكن الكمبيوتر مثل الرجل الحكيم على أي حال ومع رحيل الحكيم، كانت حكمة الملك مرة أخرى هي الكلمة الأخيرة، ثمّ جاء ذلك اليوم وانطلقت جميع السفن الصاروخية في الفراغ من الفضاء، ولم تعد أبدًا وشاهدها الرجل الحكيم وهو يرحل ويدعوا لهم ببئس المصير، مع علمه أن كل من كان على متنها سيموت قبل أن يعبر حتى جزء من المسافة إلى أقرب نجم.
وأيضًا لأنه لم يكن يتمنى أن تتم زيارة مثل هذا الوباء الخطير من البشر في عالم آخر، ثم التفت الرجل الحكيم إلى الشيوخ والمرضى والفقراء، وأخذ من جيبه كيس بذور وقال: من الأفضل أن نزرع هذه الأشياء بعد ذلك، ونحاول ألا نأكل كثيرًا في المرة القادمة، فقام الناس بزرع البذور كما تشاركوا أعمال الحراثةوالري والحصاد حيث أدركوا أنهم سعداء، ومع ذلك لم يكن لديهم شيء ولا يزالون جائعين.
لذلك سألوا الرجل الحكيم: كيف نكون سعداء للغاية، بينما لم نأكل بعد؟ فقال الحكيم: لعل أعظم غذاء هو الذي نجده في علاقة منسجمة مع الآخرين، وهكذا نظر كبار السن والفقراء والضعفاء والمرضى إلى بعضهم البعض واتفقوا على أنه من الأفضل أن يتذكروا ذلك، ولا يأكلوا كثيرًا في المستقبل، وبينما كانت الأرض تتعافى ببطء ونمت وأصبحت خضراء مرة أخرى والمخلوقات الخجولة المتبقية جاءت من جحورها وتكاثرت، نظر الناس حولهم إلى هذه البداية الجديدة، ورأوا أنها الأفضل.