المائدة ظاهرة اجتماعية لها آدابها توضح علاقة البشر وثقافتهم مع غيرهم في جميع المناسبات وذكرت في الشعر الجاهلي بشكل كبير لأنها من أساسيات حياتهم.
صورة الموائد من خلال الشعر الجاهلي
1- تنقسم موائد الجاهليين إلى جزئين الأول الاصطباح وكان يقدم فيه اللبن الصافي والثاني الاغتِباق هو التمر الذي نُقع باللبن وكان متوفر بكثرة في أيام الخصب وذكر ذلك الشاعر:
جارية شَبتْ شبابًا غَضا
تُصبح محضا وتُعشّى رضا
2- كان اللحم هو أساس الموائد في ذلك الوقت وقد تناوله الكثير من الشعراء في مقطوعاتِهم مصورين القدور التي تمتلئ باللحم سواء أكان من الإبل أو غيره من الحيوانات، ولقد عرفوا المشوي منه وغيره وقدموه على موائدهم والشاهد على هذا ما خطه امرؤ القيس:
فظَلّ طُهاة اللَّحم مِن بين منضِج
صفيفِ شواءٍ أو قديرٍ معجل
3- والشاهد أيضًا على معرفتهم الشواء وحضوره في موائدهم ما خطه طرفة بن العبد بخصوص ذلك وهذا يثبت أن الشواء لم يكن مُقتصرًا على فئة الأسياد والملوك إنما تواجد على موائد الرعية حيث أنشد:
فضل الإماء يمتَللِن جوارها
ويسعى علينَا بالسيفٍ المسرهدِ
آداب المائدة في الجاهلية من خلال الشعر الجاهلي
1- كرم الضيافة: من أهم آداب المائدة عندهم حيث إذا حلَّ الضيف هبوا لخدمته وفضلوه على أنفسهم خوفًا من الملامة حتى لو كانوا معدمين الحال، وورد في أبيات الحطيئة عندما صور لنا حال رجل فقير نزل به ضيف ولم يجد ما يطعمه فأشار عليه ابنه أن يذبحه ويقدم لحمه للضيف حتى لا يُلام وأنشد الحطيئة في هذا:
فقال ابنه لما رآه بحيرةٍ أيا أبتِ
اذبحني ويسر له طُعما
ولا تعتذر بالعِدم على الذي طرا
يظُن لنا مالا فيوسعنَا ذما
2- استقبال الضيف بوجه بشوش وصدر رحب والترحيب به وتقديم له المائدة بوجه ضاحك وهذا ما ورد في أبيات المثقب العبدي:
فَلَمَّا أَتاني وَالسَماءُ تَبُلُّهُ
فَلَقَّيتُهُ أَهلاً وَسَهلاً وَمَرحَبا