الموسيقى العربية في الأندلس

اقرأ في هذا المقال


كثرت الحضارات وتعدد معها الثقافة والأدب ويوجد لكل حضارة هويتها الخاصة التي تميزه عن غيره من الحضارات، والموسيقى تعتبر من المقاييس التي تحدد هوية كل أمة حيث أن لكل أمة نوع موسيقى خاص به ونمط إيقاع يميزها عن غيرها، ومن هنا سنقوم بالتعرف على أنواع الموسيقى العربية التي انتشرت في بلاد الأندلس حاملة معها هوية أهل المشرق العربي.

أنواع الموسيقى العربية في الأندلس

تنوعت أنواع الموسيقى العربية وأشكالها وطريقة عزفها، وانتشرت في المجتمع الأندلسي حاملة معها الهوية والفكر المشرقي وفيما يلي أشهرها:

1- التخت الشرقي: التخت مأخوذة من المعجم اللغوي الفارسي، والتي يقصد بها الصدارة في المجلس أو المكان المرتفع الذي يتواجدوا فيه العازفون أثناء الوصلة الموسيقية، وتعتبر من أهم أنواع الموسيقى ومن أهم أدوات العزف المستخدمة في عزفها، الربابة، الدَّف، العود، الناي، القانون وكذلك الكمان.

وظهر هذا النوع العربي من الموسيقى في بداية الأمر في العصر العباسي في زمن هارون الرشيد وتوالت الأحداث التي أدت إلى تطوره وازدهاره لينبثق منه أشكال موسيقية جديدة، وانتقلت إلى المجتمع الأندلسي وانتشر هذا النوع في مجالس السمر واللهو، كما عمد إلى تعلمه العديد من عشاق الموسيقى العربية في الأندلس.

2- الراي: تم انتشاره في مدن الجزائر في فترة التدخل الأندلسي في أرض الجزائر، حيث أن الأندلس أخذته عن الموسيقى العربية وعملت على نشره في دول أفريقية نتيجة لأحداث سياسية آنذاك.

3- الموسيقى العربية الشعبية: انتشرت هذه الموسيقي في الأندلس بشكل كبير، وكانت تستخدم بكثرة في الأغاني الشعبية التي تحمل في طياتها قصص الأحداث للمجتمع الأندلسي، وكان يكثر استخدامه في الأناشيد الدينية، وبعد أن انتشر في الأندلس تم نقله إلى بلاد المغرب، وتميزت الموسيقى الشعبية بانتشارها بين أبناء أهل الأندلس وَتميزت بالبساطة، وَتشعل مشاعر الجماهير وتجعلهم ميالين إلى سماعها.

4- موسيقى الهواء الطلق: وكانت تكثر أوقات الحرب والنزعات التي تدفع إلى تحميس وتشجيع المحاربين، وكذلك الموسيقى الموكبية التي كانت ترافق مواكب الملوك والحكام، وكثر فيه استخدام أدوات موسيقية محددة مثل البوق والطبل والنفير وكذلك النقارة، ومن هنا نخلص إلى أن للموسيقى المشرقية أهمية سياسية عسكرية وتعد جزء من الخطة العربية.

وَكان لكل ملك أو حاكم مجموعته الموسيقية المحددة أثناء النوبة، ورغم توجه بعض الصوفيين في ذلك العصر إلى كرهها ونبذها واعتبارها ضرباً من الشيطان إلا أن بعضهم توجهوا للاعتراف بفضلها وفوائدها، وَاهتم العرب لصناعة أدوات العزف الموسيقية واعتبروا ذلك فناً راقياً، وأن هناك رسالة معينة في صناعتها وتميزت بعض المدن الأندلسية بصناعة أدوات العزف مثل مدينة غرناطة، واشبلية وهناك إشارات كثيرة تدل تدل على أن العرب كانوا مهتمين ومبتكرين للأدوات الموسيقية.

وعلى الرغم من وجود وثائق موسيقية مدونة، إلا أن التأليف الموسيقي عند العرب كان يعتمد على السمع بالأذان، وقيل أن بعض الموسيقيين كان يأتيهم الإلهام بواسطة الجن آنذاك.

5- موسيقى العمل: وهي موسيقى شعبية تتكلم عن الحرفيين وأنشطتهم العملية اليدوية، وكان لها فوائد عديدة مثل المساعدة على انقضاء الوقت أثناء العمل والتقليل من الملل، مما يدفع إلى جودة العمل المنجز، وكما ساعدت على تقوية الروابط بين أفراد المجتمع، وأدت إلى مساعدة المؤرخين على فهم حياة أهل  الأندلس البسيطة.

6- موسيقى القصائد: هي عبارة عن موسيقى مرافقة للقصائد السردية التي تتناول الحديث عن حياة أهل الأندلس، والتاريخ، وكذلك القصص الخيالية وقصص العشاق وغيره الكثير مما يخص المجتمع، وتم استخدامها لنقل الأفكار والمواقف وخبرات الشعوب وكان الهدف منها الترفيه والتسلية، وكانت تتضمن ألحان وإيقاعات موسيقية مناسبة للرقص لهذا نجدها متداولة أكثر شيء في مجالس السمر واللهو.

7- موسيقى الاحتجاج: يعد نوع من أنواع الاحتجاج السياسي في أوقات الحروب والصراعات والنزاعات السياسية، وكانوا يعمدون إلى هذا النوع عندما يسأمون من الوضع السيء الذي حل بهم وفي بلادهم.

ومن أشهر الأدباء الأندلسيين الذين اهتموا في علم الموسيقى ابن باجة الذي ألف كتابة ” رسالة في الموسيقى” وقد لاقى شهرة كبيرة وخصوصاً في دول الغرب، وكذلك ابن رشيد الذي تناول نظريات كتاب أرسطاطاليس في الصوت، وغيرهم الكثير.

وفي النهاية نستنتج أن الموسيقى العربية كان لها تأثير واضح في المجتمع الأندلسي حيث انتشرت أنواع وأشكال الموسيقى العربية في الأندلس، ومن بعدها تم نقلها وانتشارها في الدول القريبة منها نتيجة لعدة عوامل سياسية واجتماعية.


شارك المقالة: