قصة الموقد الحديدي

اقرأ في هذا المقال



الموقد الحديدي أو (The iron stove) (بالألمانية: Der Eisenofen) هي حكاية خرافية جمعها الأخوان جريم، كحكاية رقم 127 من سلسلة”العريس الحيواني”.

الشخصيات:

  • الأميرة.
  • الأمير.
  • ابنة الخباز.
  • ابنة راعي البقر.

قصة الموقد الحديدي:

تدور القصة حول ابن الملك الذي كان مغلق عليه في موقد حديدي في غابة، وهناك قضى سنوات عديدة ولم يستطع أحد إنقاذه، وفي يوم من الأيام جاءت ابنة الملك إلى الغابة، والتي ضاعت فيها ولم تستطع العثور على مملكة والدها مرة أخرى، وبعد أن تجولت لمدة تسعة أيام، وصلت مطولاً إلى الموقد الحديدي، ثم سمعت صوت خرج منه وسألها: من أين أتيت وإلى أين تذهبين؟
فأجابت الأميرة: لقد فقدت مملكة والدي، ولا أستطيع العودة إلى المنزل مرة أخرى، ثم قال صوت داخل الموقد الحديدي، سأساعدك على العودة إلى المنزل، وفي أسرع وقت ممكن، إذا كنت ستعديني بأن تفعلي ما أريده منك، أنا ابن ملك أعظم بكثير من أبيك، وسوف أتزوجك، ثم خافت وفكرت قائلة في نفسها، للأسف! ما الفائدة التي يمكنني الاستفادة منها مع موقد حديدي؟ ولكن بما أنها كانت ترغب بشدة في العودة إلى المنزل مع والدها، فقد وعدت أن تفعل ما يشاء.
فقال لها : ارجعي إلى هنا، وأحضري معك سكينًا، واصنعي حفرة في الحديد، ثم منحها جنياً كان رفيقاً لها ليرشدها للطريق حيث اقترب منها ولم يتكلم، في غضون ساعتين أخذها إلى المنزل، كان هناك فرح كبير في القلعة عندما عادت ابنة الملك، وسقط الملك العجوز على الأرض من شدة الفرح وقبّل ابنته، لكنها كانت مضطربة بشدة وقالت: أبي العزيز، لقد عانيت كثيراً، ما كان يجب أن أعود إلى المنزل مرة أخرى من الغابة البرية العظيمة لولا أنني قد أتيت إلى موقد حديدي، وقد أُجبرت على إعطاء وعد له بأن أعود إليه، وأطلق سراحه ووعدته بالزواج منه.
ثم خاف الملك العجوز لدرجة أنه أغمي عليه، لأنه لم يكن لديه سوى ابنة واحدة، لذلك قرر أن يرسل مكانها ابنة الخباز، التي كانت جميلة جدًا، ثمّ أخذوها إلى هناك، وأعطوها سكينًا، وقالوا إنها ستخلص الأمير من الموقد الحديدي، لذلك بقيت تحفر حول الوقد الحديدي لمدة أربع وعشرين ساعة، لكنها لم تستطع إخراج الأمير لأنّها لم تنجح بالحفر، وعندما بزغ فجر النهار، قال الصوت الذي في الموقد: يبدو لي أن هذا اليوم الأخير لي وسأكون في الخارج.
ثم أجابت: كما يبدو الأمر كذلك بالنسبة لي أيضًا، أتخيل أني أسمع ضجيج طاحونة والدي، فقال الأمير: إذاً أنت ابنة الخباز، يجب أن تذهبي في طريقك وتعودي لبيتك ثمّ دعي ابنة الملك تأتي إلى هنا، ثمّ ذهبت بعيدًا على الفور، وأخبرت الملك أن الرجل في الموقد الحديدي لن يخرج من هناك، فهو يريد ابنة الملك.
ومع ذلك، كان لا يزال لديهم ابنة راعي البقر، والتي كانت أجمل من ابنة الطحان، وقرروا منحها قطعة من الذهب لتذهب إلى الموقد الحديدي، بدلاً من ابنة الملك، لذلك تم اصطحابها إلى هناك، وكان عليها أيضًا أن تحفر حول الموقد لمدة أربع وعشرين ساعة، هي بالمثل لم تنجح بفعل شيء.
وعندما اندلع النهار، صرخ صوت داخل الموقد: يبدو لي أنه أصبح اليوم الذي سأصبح به بالخارج، ثم أجابت: هكذا يبدو لي، أتخيل أني أسمع صوت بوق والدي ينفخ، فقال الصوت من الموقد: إذن أنت ابنة راعي البقر! اذهبي بعيدا في الحال، وقولي لابنة الملك أن تأتي، وأخبريها أنه يجب أن يتم كل شيء كما وعدت، وإن لم تأت سوف تهلك ويهلك كل شيء في المملكة، ولن يترك حجر قائم على حجر.
عندما سمعت ابنة الملك، بدأت تبكي، ولكن الآن لم يكن هناك شيء لها سوى الوفاء بوعدها، لذلك أخذت الإذن من والدها، ووضعت سكينًا في جيبها، وذهبت إلى الموقد الحديدي في الغابة، وعندما وصلت إلى هناك، بدأت في الحفر وعندما انتهت ساعتان، كانت قد حفرت حفرة صغيرة بالفعل، ثم اختلست النظر ورأت شابًا وسيمًا جدًا ولامعًا ويرتدي الذهب والمجوهرات الثمينة، حتى أنّها كانت سعيدة للغاية، لذلك استمرت في الحفر وجعلت الحفرة كبيرة بحيث تمكن من الخروج.
ثم قال: أنت لي وأنا لك أنت ستكونين زوجتي، وقد أطلقت سراحي، ثمّ أراد أن يأخذها معه إلى مملكته، لكنها ناشدته للسماح لها بالذهاب مرة أخرى إلى والدها حيث سمح لها ابن الملك بذلك، لكنه أخبرها أن لا تقل لوالدها أكثر من ثلاث كلمات، ثم كان عليها أن تعود مرة أخرى، عادت إلى المنزل، لكنها تحدثت بأكثر من ثلاث كلمات، وعلى الفور اختفى الموقد الحديدي، وتم نقله بعيدًا فوق الجبال الزجاجية والسيوف المثقوبة، ولكن تم إطلاق سراح ابن الملك، ولم يعد محبوسًا فيه.
بعد ذلك، ودعت والدها وأخذت معها بعض المال وعادت إلى الغابة الكبيرة، وبحثت عن الموقد الحديدي، لكنه لم يكن موجودًا في أي مكان، وكانت تبحث عنه، ثم ازداد جوعها لدرجة أنها لم تعرف ماذا تفعل، لأنها لم تعد قادرة على العيش، وعندما حل المساء، جلست على شجرة صغيرة وقررت قضاء الليل هناك، لأنها كانت تخشى الوحوش البرية وعندما اقترب منتصف الليل، رأت نورًا صغيرًا من بعيد، وفكرت أن هناك قد يكون الخلاص ، ثمّ نزلت من الشجرة، وتوجهت نحو النور، وفي الطريق كانت تصلّي، ثم جاءت إلى منزل قديم صغير حيث نما الكثير من العشب حوله، ووضعت كومة صغيرة من الخشب أمامه.
فكرت في أن تذهب وتختلس النظر من خلال النافذة، لكنها لم ترَ شيئًا بالداخل سوى الضفادع الكبيرة والصغيرة، باستثناء مائدة مغطاة باللحم المشوي، بينما كانت الأطباق والأكواب من الفضة، ثم تشجعت وطرقت الباب، بكى الضفدع السمين وبدأ يتفوه بكلمات لم تفهمها الفتاة مثل ثمّ قفز هنا وهناك، وبعد ذلك أتى ضفدع صغير وفتح لها الباب، ثم أخبرته بكل ما حل بها، وكيف لأنها خالفت الأمر الذي أعطي لها بألا تقول أكثر من ثلاث كلمات، اختفى الموقد وابن الملك، وهي الآن تبحث عنه فوق التل.
وبعد ذلك قال العجوز السمين للضفدعة الصغيرة : أيتها الخادمة الصغيرة الخضراء، أيتها الخادمة العرجاء، أيها الكلب الصغير الذي يعرج، أذهبوا وأحضروا لي الصندوق العظيم، ثم ذهب الجميع وأحضر الصندوق، بعد ذلك أعطوها اللحم والشراب، وأخذوها إلى سرير جيد بدا وكأنه الحرير والمخمل، فوضعت نفسها فيه ونامت.
وعندما جاء الصباح قامت، وأعطتها الضفدع العجوز ثلاث إبر من الصندوق الكبير، والتي كان عليها أن تأخذها معها حيث ستكون بحاجة إليها، لأنها ستضطر لعبور جبل زجاجي مرتفع، ويجب أن تتجاوز ثلاثة سيوف مخترقة وبحيرة كبيرة، وإذا فعلت كل هذا فستعيد حبيبها مرة أخرى، ثم أعطتها ثلاثة أشياء، كان عليها أن تهتم بها بشدة، وهي ثلاث إبر كبيرة، وعجلة محراث، وثلاث حبات من الجوز.
بعد ذلك سافرت وعندما أتت إلى الجبل الزجاجي، الذي كان زلقًا للغاية، حيث علقت الإبر الثلاثة أولاً خلف قدميها وهكذا تجاوزتها، وعندما تجاوزته أخفتهم في مكان حددته بعناية ثمّ بعد ذلك جاءت إلى السيوف المخترقة الثلاثة، ثم جلست على عجلة المحراث ودحرجتها، ثمّ وصلت أخيرًا أمام بحيرة كبيرة، وعندما عبرتها وصلت إلى قلعة كبيرة وجميلة.
دخلت وطلبت مكانًا حيث كانت تعلم أن ابن الملك الذي أطلقت سراحه من الموقد الحديدي في الغابة العظيمة، كان في القلعة، ثم تم أخذها كخادمة بأجور منخفضة واكتشفت أنّه كان لابن الملك فتاة أخرى إلى جانبه، أراد أن يتزوجها لأنه اعتقد أن الأميرة التي التقاها بالغابة ماتت منذ فترة طويلة، وفي المساء عندما انتهت من العمل، أحست بجيبها بوجود المكسرات الثلاثة التي أعطاها إياها الضفدع العجوز، لقد كسرت واحدة بأسنانها، وأكلت النواة وبعدما انتهت من أكلها ظهر أمامها لباس ملكي فخم، وعندما سمعت العروس بهذا جاءت وطلبت الفستان وأرادت شرائه وقالت لها: ليس لباس للخادمة، أنّه يليق بملكة.
فقالت الأميرة: لا، لن أبيعها، لكن إذا منحتني شيئًا واحدًا، أعطيكي إياه، يجب أن تتركيني لأنام ليلة في غرفة العريس، أعطتها العروس الإذن لأن الفستان كان جميلًا جدًا، ولم يكن ترى مثله، وعندما حل المساء، قالت لعريسها: تلك الفتاة السخيفة ستنام في غرفتك، ثمّ أعطته كأسًا من الماء كانت قد سكبت فيه مشروبًا للنوم، فذهب العريس وخادمة المطبخ للنوم في الغرفة، ونام بهدوء لدرجة أنها لم تستطع إيقاظه، ثمّ بكت طوال الليل وصرخت: لقد حررتك عندما كنت في موقد حديدي في الغابة البرية ولقد بحثت عنك ومشيت فوق جبل زجاجي وثلاثة سيوف حادة وبحيرة كبيرة قبل أن أجدك، ومع ذلك لن تسمعني!
في تلك الأثناء جلس الخدم عند باب الغرفة، وسمعوا كيف كانت تبكي طوال الليل، وفي الصباح أخبروا سيدهم بذلك، وفي المساء التالي، عندما اغتسلت، فتحت الجوزة الثانية، وكان بداخلها فستانًا أجمل بكثير، وعندما رأت العروس ذلك أرادت شراء ذلك أيضًا، ولكن الفتاة لم تكن لتأخذ نقوداً، وتوسلت أن تنام مرة أخرى في غرفة العريس، ومع ذلك، أعطته العروس مشروبًا للنوم، ونام بهدوء لدرجة أنه لم يسمع شيئًا، وبعدما سمعها الخدم طوال الليل تبكي وتردد نفس الكلمات أخبروا سيدهم بذلك.
وفي اليوم الثالث فتحت حبة الجوز الثالثة وكان بداخلها ثوبًا أكثر جمالًا كان صلبًا من الذهب الخالص، وعندما رأت العروس أنها تريد الحصول عليها، لكن الفتاة لم تتخل عنها إلا بشرط أن تنام للمرة الثالثة في غرفة العريس. ومع ذلك، كان ابن الملك على أهبة الاستعداد، وطلب من الجنود الابتعاد عن غرفته، وبعدما جاءت الأميرة وبدأت تبكي، قفز ابن الملك وقال: أنت حبيبتي الحقيقية، أنت لي وأنا لك، وبينما كان لا يزال الليل، صعد معها في عربة، وذهبوا للموقد الحديدي في الغابة البرية الرهيبة. ثم تم الاحتفال بالزفاف، وبقي ابن الملك والأميرة في القلعة التي كانت أكبر بكثير من قلاع آبائهم وعاشوا معًا في سعادة دائمة.




شارك المقالة: