اقرأ في هذا المقال
- فيم يضرب مثل “انج سعد فقد هلك سعيد”
- قصة مثل “انج سعد فقد هلك سعيد”
- مثل “انج سعد فقد هلك سعيد” في الأدب العربي
كلّ أمم الأرض لها الموروث الثقافيّ الذي تتميز به عن غيرها، والذي يعبّر عن كثير من الوقائع والمناسبات، التي حصلت خلال التاريخ، ولعل من أكثر أنواع التراث شهرة “الأمثال الشعبية” والحكم، ويقوم الناس باستخدام هذه الأمثال أو الحكم إذا مرّوا بظرف أو حدث مشابه للحدث الأصلي الذي قيلت فيه تلك الأمثال، فيعبرون عنه بمثل أو حكمة، وهكذا تبقى محفوظة، ويتداولها الناس جيلًا بعد جيل مع إضافة ما استجد من أمثال تعبر عن أحداث الحاضر، والمثل الذي سنتناوله لاحقًا، هو: “انجُ سعد، فقد هلك سُعيد”.
فيم يضرب مثل “انج سعد فقد هلك سعيد”:
يتردد هذا مثل “انجُ سعد، فقد هلك سُعيد” كثيرًا على ألسنة العرب، فيُعدّ من الأمثال التي اشتهرت في الجاهلية، ويُقال دائمًا في مواضع التحذير والإقدام على الهلاك، “انجُ سعد، فقد هلك سُعيد”، أي اهرب وابتعد بنفسك يا سعد، فقد هلك من هو مثلك وفي نفس موضعك ويقصد به سُعيد.
قصة مثل “انج سعد فقد هلك سعيد”:
يُروى أنه في الجاهلية كان هناك أخوان أحدهما يُدعى سعد وأما الآخر فهو سعيد، وقد خرجا ذات يوم للقتال مع بعض الأعداء، وقد غلبت الحماسة على سعيد ومن معه فسبقوا سعدًا إلى قتال الأعداء، وحينما اقتربوا منهم وجدوا أنفسهم محاصرين فقد نصب لهم الأعداء فخًا وأوقعوا بهم، ومات سعيد ومن معه إلا واحدًا فقط استطاع الفرار، وبينما هو يجري قابل سعد في الطريق، فقال له تلك الجملة الشهيرة التي صارت مثلًا: “انجُ سعد فقد هلك سُعيد”، وبالفعل هرب سعد مع الناجي فلم يكن عاقبته الموت مثل أخيه.
مثل “انج سعد فقد هلك سعيد” في الأدب العربي:
أورد “زياد بن أبيه” مثل “انجُ سعد، فقد هلك سُعيد” في خطبته البتراء، وذلك لما ولاه “معاوية بن أبي سفيان” على البصرة، والتي كانت معقلًا للخارجين على الخلافة الأموية، وحين عمّت الفتن وانتشرت الثورات صعد زياد بن أبيه على منبر المسجد، وخطب في الناس خطبته البتراء التي اشتهرت كثيرًا وتم نقلها وتدوينها حتى وصلت إلينا، وكان مما قال فيها: “إني رأيت آخر هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله: لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، وإني أقسم بالله لآخذن الولي بالمولى والمقيم بالظاعن والمقبل بالمدبر والمطيع بالعاصي والصحيح منكم في نفسه بالسقيم حتى يلقي الرجل منكم أخاه فيقول: انجُ سعد فقد هلك سعيد، أو تستقيم لي قناتكم”.